علم المرأة "الجنولوجيا" مادة في المنهاج الدراسي
الجنولوجيا (علم المرأة) لا تقل أهمية عن السيسيولوجيا (علم الاجتماع)، إذ تسعى لإحياء القيم المجتمعية وفق ثقافة الأم، فالجنولوجيا هي خاصية الاستجابة لاحتياجات العصر الحالي، وهي علم خلق للتعبير العلمي والفلسفي والفني والعملي
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .
لإعادة القيم الإنسانية والحياة التشاركية التي كانت تسود المجتمعات سابقاً، بدأ تدريس مادة الجنولوجيا في المدارس وللفئة الشابة التي تمثل الفقرة الأساسية في هيكلية المجتمع، والتي دخلت في هذا العام الدراسي (2021 ـ 2022) لكافة مدارس شمال وشرق سوريا ومنها مدينة منبج.
قالت عضو مركز دراسات الجنولوجيا في مدينة منبج ميرفت محمود لوكالتنا في تعريفها لعلم المرأة "الجنولوجيا هي علم جديد جاء ليعطي الجواب الأصح لحقيقة المرأة وجوهرها، وهو علم الحياة التشاركية الحرة، والذي يبحث في واقع المرأة في ظل الحداثة الرأسمالية ويعمل على إعادة ربطها بالحياة"، وأضافت "تبحث الجنولوجيا عن مجتمع أخلاقي حر يدير نفسه بنفسه من منطلق ثقافة الأم، كما أنها تعمل وتوضح حقيقة الحياة الاجتماعية؛ لأنها تهتم بالمجتمع لذا فهي تبحث عن الأرضية الاجتماعية الصحيحة".
وأما عن حاجة المنهاج لإضافة مادة الجينولوجيا أوضحت ميرفت محمود "المواد التي تدرس منهجية تخلق شخصية مقولبة بنسق واحد وغير متوازنة اجتماعياً، ومن خلال إضافة مادة الجنولوجيا نهدف لإعادة القيم المجتمعية التي بدأ المجتمع يفتقدها بالتدريج"، وأضافت "الجنولوجيا تهتم بالفئة الشابة والتي تعتبر عصب المجتمع، ومن منطلق الفئة الشابة يمكن إعادة هيكلية المجمع بالشكل الصحيح".
وعن التحضيرات التي عمل مركز دراسات الجنولوجيا عليها لإضافة هذه المادة للمنهاج الدراسي قالت "في البداية تم التنسيق مع لجنة التربية والتعليم في مدينة منبج، والإعلان عن بدأ دورة لمعلمات الجنولوجيا لتأهيلهن".
وبدأ التحضير لإدخال مادة الجنولوجيا في المنهاج منذ العام الماضي عبر تدريسها في عدة مدارس "ليست المرة الأولى التي نقوم فيها بإدخال مادة الجنولوجيا، فقد كان لنا تجربة ناجحة العام الماضي حيث تم تأهيل 4 معلمات من خلال انضمامهن لدورة فكرية، وتم توزيعهن على أربع مدارس، وفي هذا العام تم تأهيل 25 معلمة لإعطاء مادة الجينولوجيا، وتم توزيعهن على كافة مدارس منبج وريفها". وبهذا ستغطي المعلمات الـ 25 مدارس الريف والمدينة في مرحلة الثاني الثانوي.
وعن تجربة العام الماضي ومدى نجاحها أكدت ميرفت محمود أنه "في العام الماضي شهدنا مدى نجاح إدخال مادة الجنولوجيا من خلال ملاحظة التغير الذي طرأ على شخصية بعض الطلبة، ونظراً للنجاح الذي حققته هذه المادة لجئنا إلى إدخالها لجميع مدارس مدينة منبج وريفها".
وأما عن مدى تقبل المعلمات لهذه المادة ومستوى استيعابهن لها شرحت ميرفت محمود "نظراً لأن علم الجنولوجيا جديد والمعلمات معتادات على المنهاج المدرسي المعروف، واجهنا بعض الصعوبات من ناحية استيعابهن ومستوى تقبلهن لها، ولكن بالتدريج مع التدريب ومناقشة حلقات البحث تم تعريف هذا العلم وفهم جوهره وأهدافه".
وأكدت أن الجنولوجيا تساهم في تغيير المجتمع نحو الأفضل "ستساهم هذه المادة من خلال تأثيرها على الفئة الشابة بالدرجة الأولى في حل مشاكلهم وكذلك إعطاء الأجوبة الأصح لتساؤلاتهم، وكما ستصحح وتعالج المفاهيم الخاطئة التي دخلت وشوهت الحياة الاجتماعية مما يعيد روح المجتمع".
ويسعى مركز دراسات الجنولوجيا لإعادة إحياء قيم المجتمع والحديث لـ ميرفت محمود "نسعى لإعادة قيم المجتمع ورفع مستوى المرأة إلى أعلى درجات التنظيم ليغدوا علماً قوياً من منطلق ثقافة المرأة ومعرفتها، وذلك من خلال مشاركة جميع نساء العالم في مناقشتها وطرق تطورها".
وأما الرئيسة المشتركة للجنة التربية والتعليم في مدينة منبج وريفها بثينة الحسين تحدثت عن آلية إدخال الجنولوجيا للمنهاج "نسقت لجنة التربية والتعليم مع مركز دراسات الجنولوجيا لإعداد خطة عمل بدأت بتأهيل المعلمات عبر التدريب".
وعما تتميز به مادة الجنولوجيا أوضحت أنها تفيد في بناء الشخصية والأسلوب، لتطوير المجتمع بشكله الصحيح "نأمل أن تحقق هذه المادة مبتغاها بين الطلبة وأن تستطيع المعلمات إيصال الفكرة الصحيحة للطلبة".
والجنولوجيا بحسب تعريف أكاديمية الجنولوجي هي علم القرن الحادي والعشرين وستفتح المجال أمام ثورة المرأة وتتبناها وأيضاً ستتأثر بهذه الثورة وتستمد القوة منها، وكما قال القائد عبد الله أوجلان الذي طرح هذا العلم بأن تحرير النساء يرتبط بإحياء وانبعاث الوجدان والضمير فنشوء الصراعات الاجتماعية يقوم على المسافات نفسها من العلاقة بين المرأة والرجل.