في يوم صحافة المرأة الكردية إعلاميات يؤكدن السير على نهج غربت أرسوز
هنأت إعلاميات من مدينة قامشلو يوم صحافة المرأة الكردية الحرة على جميع الصحفيات، مؤكدات على أنهن سيواصلن السير على نهج المناضلات والإعلاميات كالصحفية غربت ارسوز
ليلى محمد
قامشلو ـ .
في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 1997، استشهدت الصحفية غربت أرسوز، التي تعد واحدة من الصحفيات الأوائل في ريادة حقيقة وتطوير الصحافة الكردية الحرة، ومنذ ذلك الوقت تحتفل الإعلاميات الكرديات في هذا التاريخ بيوم صحافة المرأة الكردية.
كانت تعمل غربت علي ارسوز كصحفية في مجلة "الهدف التركية"، إلا أنها اعتقلت من قبل السلطات التركية بسبب مقالاتها وكتاباتها التي كانت تفتضح ممارساتها، وخلال اعتقالها أيضاً لم تتوقف عن عملها فقد كانت تكشف عن ممارسات النظام التركي بحق المعتقلين وترسلها لجريدة "أوزكور كوندم" على شكل أخبار ومقالات.
وبعد أن أمضت غربت ارسوز أربعة أعوام في السجن، خرجت لتعمل في جريدة "أوزكور كوندم" وهناك تولت منصب الإدارة العامة، واعتبرت المرأة الأولى في تركيا وعموم كردستان التي تشغل هكذا منصب، وعاودت بعدها السلطات التركية اعتقالها لمدة ستة أشهر وبعد خروجها ساهمت بشكل كبير في تطوير المرأة في مجال الإعلام.
كانت تمتلك غربت ارسوز خلفية سياسية وثقافية متقدمة، وكانت مستعدة دائماً لتولي المهام التي توكل إليها بالرغم من أنها عانت من مشاكل صحية، واستشهدت خلال هجوم الجيش التركي على منطقة زاب في 7 من تشرين الأول/أكتوبر 1997.
وبمناسبة يوم صحافة المرأة الكردية هنأت مراسلة وكالة أنباء هاوار في قامشلو سولين أحمي كافة الصحفيات والإعلاميات الكرديات بهذا اليوم المميز بالنسبة لهن، وقالت "تعرض الشعب الكردي عبر العصور والسنوات التي مضت لكافة أشكال الحروب سواء كانت حرب خاصة أو عسكرية وذلك في مسعى لإنهاء الشعب الكردي وإبعادهم عن ثقافتهم وفنهم وحقيقتهم، والمرأة الكردية كانت أولى أهداف هذه الحروب السلطوية التي أدارتها الدول رأسمالية نظراً لدورها الريادي في المجتمع في كافة المجالات سواء كان في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي وغيره".
وتابعت "كان للإعلام بشكل عام دوراً مهم في إظهار حقيقة المجتمع، وتعريفه بحقيقته وبحقيقة الحروب التي انتهجت، وتوجيهه إلى الطريق الصحيح، كما ولعب إعلام المرأة أيضاً دوراً هاماً في أن يكون صوت وخطاب المرأة خاصةَ المرأة الكردستانية فقد تعرضت للكثير من المعوقات منها فرض العادات والتقاليد الرجعية عليها".
في ظل ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، شاركت المرأة في العديد من المجالات "لعبت المرأة دوراً بارزاً في المجال الإعلامي بعد أن تشكلت المؤسسات الإعلامية كالإذاعات والوكالات والفضائيات، وتبين أن عدد النساء تفوق على عدد الرجال في هذه المؤسسات وهذا يدل على دورها المهم في هذا المجال، ومع مرور أيام على ثورة شمال وشرق سوريا تمكنت المرأة بنضالها ومقاومتها ومحاربتها الذهنية الذكورية السلطوية، من تأسيس عدة مؤسسات إعلامية خاصة بها".
وأكدت سولين أحمي على أن المؤسسات الإعلامية الخاصة بالمرأة لعبت دوراً هاماً في أن يكن صوتاً لمجتمعهن وبشكل خاص للمرأة في شمال وشرق سوريا والشرق الأوسط كافة، "خطت الإعلاميات خطوات هامة رغم العادات والتقاليد المرجعية التي كانت مفروضة عليهن، ووقفن ضد السياسات السلطوية التي انتهجت بحقهن على مرور السنوات، وأثبتت بعضهن وجودهن إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في الحملات العسكرية لتغطية الحرب ضد مرتزقة تنظيم داعش ومرتزقة الاحتلال التركي وغيرهم، كما ضحت البعض منهن بحياتهن في سبيل كشف حقيقة ما يجري على أرض الواقع للرأي العام، وتحقيق قضيتهن ألا وهي الحرية أمثال الشهيدة دليشان إيبش، وغربت أرسوز".
واختتمت سولين أحمي حديثها "نستذكر جميع الشهيدات بما فيهن الشهيدات الإعلاميات اللواتي بفضل مقاومتهن ونضالهن نحن متواجدين هنا نقوم بعملنا على أكمل وجه، كما ونعاهدهن بالسير على طريقهن، وإنني كمراسلة في وكالة أنباء هاوار أناشد كافة الإعلاميات بأن يكن صوتاً لمجتمعهن لتحقيق الحرية والديمقراطية".
وفي ذات السياق باركت عضوة صحيفة روناهي بيريفان خليل يوم صحافة المرأة الكردية على جميع الصحفيات، معتبرةً أنه يوم تاريخي وعظيم، "أصبح هذا اليوم كبداية جديدة لبصمة المرأة التي كافحت من أجل أن يكون لها قلم وصوت حر في الدفاع عن حقها وشعبها، وعن المجتمع الذي تعيش فيه والذي بدورها ضيق عليها الحدود".
وتابعت "طالما كانت القوى بشكل عام بما فيها القوى الرأسمالية معادية للمرأة في كافة مجالات الحياة ومنها المجال الإعلامي الذي كان يحق للرجال فقط وكان من المستحيل عمل المرأة فيه، ففي العديد من الدول الرأسمالية أمثال تركيا، ما زال هنالك قمع وانتهاكات بحق المرأة الإعلامية فالكثير من الوسائل الإعلامية الخاصة بالمرأة تعرضت للحجب والإغلاق بالإضافة إلى اعتقال المراسلات وعضوات تلك الوسائل من قبل السلطات التركية والحكم عليهن بتهم مختلفة، نظراً لإظهارهن الفساد والسياسات الممنهجة بحق المرأة".
في مناطق شمال وشرق سوريا وبعد الإعلان عن تأسيس الإدارة الذاتية أصبحت المرأة قيادية لثورتها التي عرفت باسم "ثورة المرأة"، وكان للمرأة الإعلامية دوراً بارزاً في إظهار وتعريف هذه الثورة إلى أن أصبحت صدىً لجميع دول العالم، "نحن كإعلاميات علينا أن نكون صوت لأنفسنا ولإرادتنا، وصوت لجميع نساء الشرق الأوسط بما فيهن نساء شمال وشرق سوريا سواءً كن كرديات أو عربيات أو سريانيات وغيرهن".
وبينت بيريفان خليل أن الشهيدة الصحفية غربت أرسوز رسمت نهجاً سارت عليه الكثير من الرفيقات الإعلاميات أمثال دليشان إيبش ونوجيان أرهان، ودنيز فرات، وأصبحن تاريخاً لإعلام ثورة روج آفا "علينا نحن أيضاً كإعلاميات أن نسير على النهج الذي رسمته غربت أرسوز، وأن نمهد الطريق للأجيال القادمة".