الحصار يضاعف معاناة النازحات في الشهباء

كانت تخشى نساء مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا من صعوبات فصل الشتاء ومآسيه في مخيمات النزوح، لكنهن صعقن وتضاعفت مأساتهن بفرض النظام السوري حصاراً خانقٍ على المقاطعة وفقدان أبسط مقومات الحياة.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ تزداد معاناة مهجري عفرين المحتلة في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا خاصةً في ظل فصل الشتاء، واستمرار النظام السوري بحصار المقاطعة، مما يؤدي إلى عدم توفر وسائل التدفئة، والمستلزمات الحياتية الضرورية التي يُمنع دخولها.

بينما كانت النساء تخشين قدوم فصل الشتاء وعبئه الثقيل عليهن من البرد القارص وصعوبة الحياة وهن نازحات على أرض مقاطعة الشهباء ضمن المخيمات وصعوبة تأمين مادة المازوت للتدفئة، فرض النظام السوري حصاراً خانقٍ على المقاطعة ولم يكتفي بحرمان الأهالي من التدفئة فحسب إنما الكثير من ضروريات الحياة كأدوية والنقاط الطبية، الغاز والكاز والكهرباء وحتى مياه الشرب.

وخلال جولة لوكالتنا ضمن مخيمات النزوح التي يقطنها الآلاف من مهجري عفرين في مقاطعة الشهباء تحدثت ربيعة شيخو التي كانت جالسة أمام خيمتها فترة شروق الشمس في ساعات الظهر لتدفئة نفسها في ظل فقدان مادة المازوت وقالت "نواجه أكبر المصاعب في قيامنا بأبسط الأمور والأعمال اليومية من إعداد الطعام باستخدام المواد البلاستيكية وأعشاب الأشجار اليابسة في ظل انعدام اسطوانات الغاز وغسل الملابس بأيدينا بالمياه الباردة في ظل البرد القارس وهطول الأمطار".

وأكدت أن مطلبهم الأول والأخير هو العودة إلى أرضهم وخروج المحتل التركي منها "ارتكب الاحتلال التركي ومرتزقته أبشع المجازر من قتل ونهب وسرق، وهو مستمر في سياسته هذه".

رأت ربيعة شيخو أن لا فرق بين ما يرتكبه الاحتلال التركي في عفرين من قتل وإبادة وما يمارسه النظام السوري بحق مهجري عفرين في الشهباء فالأول يقتل الشعب بالحرب العسكرية والأخر بالحرب الخاصة بمنع دخول المواد الأساسية وأبسط مستلزمات الحياة.

روشين محمد وهي أم لأربعة أطفال أوضحت معاناتها من حصار النظام السوري "بطبيعة الحال العيش في المخيمات حياةٍ صعبة ولا تحتمل إذ أن كان الجو بارداً فالخيمة تصبح كالثلاجة وأن كان صيفٍ تتحول لجحيم فماذا وأن فرض فوق كل هذا الحصار الخانق على الشعب وحرم من أبسط مقومات الحياة؟".

وأضافت "واجهت الكثير من المصاعب بعدما إصابتي بكريبٍ شديد من الجو البرد في المخيمات وعدم توفر وسيلة تدفئة لتنتقل بشكلٍ مباشر إلى أطفالي الصغار وهنا تفاقم الوضع نحو الأسوأ حيث أنني لا أستطيع القيام بشيء لشدة ارتفاع حرارتي وتعرضي للرجفان في وقتٍ أصيب أطفالي أيضاً وكان يتطلب مني خدمتهم ومعالجتهم".

وأوضحت روشين محمد على أن المسؤولية الكبيرة والعاتق الأكثر يقع على كاهل المرأة في المنزل ولهذا فأنها تأثرت كثيراً بالحصار المفروض على المقاطعة من خدمة أطفالها المرضى وحمايتهم من برد الشتاء إلى الكثير من الأعمال المنزلية التي زادت صعوبةٍ بفقدان أبسط مقومات الحياة.

بالإضافة إلى الحصار علقت المؤسسات الخدمية والبلديات أعمالها ايضاً على مستوى مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا بسبب فقدان المنطقة للمحروقات وعدم تمكن صهاريج المياه وعمال النظافة من التجول بين قرى ونواحي المقاطعة وهذا ما يهدد بوقوع كارثة على البيئة والحياة.

في حين تطرقت جيهان أحمد إلى تأثر الأهالي في المخيمات وعموم مقاطعة الشهباء بالدخان السيء وأضراره الكبيرة على صحة الإنسان خاصةٍ المسنين والأطفال "أن الكريب والبرد الشديد يؤثر على تنفس الإنسان ويصاب بسعلةٍ قوية وزيادةٍ عن هذا البرد الذي نعيشه في مخيمات النزوح فأن دخان النيران التي تشعل بالمواد البلاستيكية وغيرها تؤثر أكثر على التنفس حيث أصيب أغلب قاطني المخيم بالتهاب القصبات وضيق التنفس".

وأوضحت أن الحصار الذي يفرضه النظام السوري على المقاطعة لا يتمثل بفقدان المنطقة لمادة المازوت والتدفئة إنما كان السبب في فقدان أبسط مستلزمات الحياة "نحن محرومون من الكهرباء، المياه والغاز والأدوية والمستلزمات الطبية التي نحن بأمس الحاجة إليها جراء انتشار المرض والكريب من البرد الشديد بين الأهالي".

من جانبها انتقدت فاطمة عبدو سياسة النظام السوري الذي يساند الاحتلال التركي بحق مهجري عفرين في مخيمات النزوح بمقاطعة الشهباء وفرض الحصار الخانق واللاإنساني على المنطقة، وطالبت المنظمات الدولية والإنسانية بالضغط على النظام السوري وفك الحصار على الشهباء وتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية لمساندة مهجري عفرين في الشهباء.

وفي ظل الحصار الخانق حذرت إدارة مشفى آفرين المشفى الوحيد في مقاطعة الشهباء والتي علقت العمليات الجراحية من اضطرر الإدارة على إغلاق باب المشفى وعدم تمكنهم من استقبال المرضى بسبب فقدان المواد الطبية والأدوية بالإضافة لعدم تمكنهم من نقل الأطباء والممرضين بين المشفى والمنزل بسبب فقدان مادة المحروقات وبعد المسافات من قرية لأخرى.