الحطب واستخداماته حكاية تسردها النساء

أكوام الحطب التي تزيد ملامح المنازل الريفية جمالاً تحكي مقاومة الطبيعة أمام المشتقات البترولية.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ يعتمد أهالي الريف في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا على الحطب كبديل لمادة المازوت حتى وإن توفرت، فهو أحد الموروثات التي تعتمد عليها نساء القرى.  

إحدى سمات ثقافة نساء الريف هي الاعتماد على الطبيعة في مواجهة برد الشتاء وأزمة المحروقات، فأمام كل منزل في الريف توجد أكوام من الحطب، سواء من القطن أو السمسم أو الزيتون.

تقول فطيم المصطفى (40) عاماً من قرية أم الجرن التي تقع على ضفاف نهر الفرات عن موسم جمع الحطب "خلال الأشهر الأخيرة من كل عام نبدأ بجمع الحطب من الأراضي الزراعية سواء من محصول القطن أو الذرة أو دوار الشمس أو السمسم".

وبينت أن النساء خاصةً تبدأن بجمع الحطب بعد أن ترعى الأغنام أوراق المحصول الذي تم جنيه، أي ما بين شهري تشرين الأول/أكتوبر، وتشرين الثاني/نوفمبر، ويكون حينها انتهى الموسم الصيفي ليبدأ الفلاحون بعدها بإزالة الحطب من الأراضي الزراعية بالموسم الشتوي. 

وعن استخداماتهم للحطب تشير فطيم المصطفى "لا نعتمد على المحروقات في حياتنا اليومية، بل نستخدم بدلاً منها الحطب، سواء في طهو الطعام أو التدفئة، بهذا الطريقة لا نكترث كثيراً لأزمات المحروقات كما الذين يسكنون في المدن والنواحي".

وأضافت "أمام كل بيت في الريف كومة كبيرة من الحطب فالثقافة الريفية في الإنتاج والاعتماد على ذات ما زالت موجودة"، موضحةً أنه يمكن تدبر أمور الحياة في الريف "لدينا البدائل في القرى لذلك باستطاعة المرء توفير دخل يكفيه".

وبينت أن أهالي الريف يساهمون في الحفاظ على البيئة "نحن أهالي الريف لا نتخلى عن شيء لأن كل شيء يعود بالفائدة على المرء، فمحصول القطن يعود بالفائدة على صاحب الأرض، وتتغذى المواشي على الأوراق، ويتم جمع الحطب للاستفادة منها في الشتاء وفي طهو الطعام، وهذا ما يجعلنا مرتبطين بالريف بشكل كبير لأن كل شيء متوفر من الطبيعة".