تساندن الإيرانيات... مغربيات يرفضن الوصاية على أجساد النساء

ساندت نسويات مغربيات ثورة الإيرانيات من أجل حقوقهن المشروعة في العيش بحرية بعيداً عن أي رقابة دينية وسياسية.

حنان حارت

المغرب ـ عبّرت ناشطات حقوقيات ونسويات مغربيات، عن تضامنهن المطلق مع الانتفاضة النسائية في إيران من أجل افتكاك حقوقهن، خاصة بعد مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني ذات 22 عاماً، بعد احتجازها من قبل ما يعرف بـ "شرطة الأخلاق"، بتهمة ارتدائها الحجاب "بشكل سيء"، والذي أثار الجدل الواسع بين كل النسويات في العالم.

تضامنت رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء سميرة موحيا مع النساء في إيران، منددةً بمقتل الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني على يد ما يعرف بشرطة الأخلاق وبالانتهاكات التي تمارس على النساء في هذا البلد خلال الاحتجاجات التي تخوضها من أجل الحرية والحياة.

وقالت سميرة موحيا لوكالتنا إن "فيدرالية رابطة حقوق النساء دعت من خلال بيان كافة المنظمات الحقوقية النسائية وسائر المناصرين والهيئات المعنية عبر العالم إلى توسيع دائرة التضامن والدعم والمساندة للنساء في إيران".

وأشارت إلى أن "الفيدرالية كجزء من الحركة النسائية العالمية تساند مطالب الإيرانيات اللواتي تخرجن في احتجاجات للتنديد بمقتل الشابة مهسا أميني، والانتفاضة على الظلم والقهر والوصاية على أبسط حقوق النساء".

وأكدت أن "الفيدرالية تساند مطالب الإيرانيات والكرديات ونقول آن الأوان أن تتحرر إيران من القيود وتتحرر طاقات النساء، فلا يعقل أن النساء في هذا البلد وفي القرن 21 لا تزال تمارس عليهن الوصاية على حقوقهن الإنسانية، وتتعرضن للقمع وللضغوطات، والكثير من العنف وهذا يكبل حريتهن الأساسية، مشددة "نحن كحركة نسائية من المغرب نساندهن من أجل الانعتاق والمساواة، ونقول كفى عنف، كفى ظلم وكفى إيديولوجيات متطرفة".

وحول إمكانية تشكيل المسيرات العالمية والتضامن النسوي مع الإيرانيات آلة ضغط للحد من التجاوزات التي تمارس ضد النساء، قالت "أي مسيرة للانعتاق أو تحرر النساء يجب أن تبدأ من الإيرانيات، وبالتأكيد ستكون الحركة الحقوقية العالمية والنسائية مساندة لها من أجل الضغط على الدولة لدفعها إلى تغيير العادات والتقاليد وتغيير العقليات والترسانة القانونية التي تفرض الوصاية على النساء، فالتنديد بمقتل الشابة "مهسا أميني" ومسيرات التضامن التي تخوضها النساء داخل البلد تعبير منهن بكل شجاعة وصمود عن حجم المعاناة والتضييق وعمق الوصاية على حياتهن الخاصة، فهن اليوم يرفعن مطالبهن من أجل التحرر والمساواة والحريات الأساسية الجماعية والفردية منها حرية الاختيار والتصرف في الجسد واللباس، تلك الاحتجاجات النسائية تندرج ضمن نضالات الحركة النسائية العالمية ضد الظلم والقمع عبر التاريخ".

وأكدت على ضرورة توحيد الجهود من قبل كل القوى التقدمية في العالم من أجل تحرر النساء من الظلم والقمع والاستهداف.

 

 

ومن جانبها ضمت رئيسة جمعية أيادي حرة ليلى أميلي صوتها لكل من يتضامن من أجل التنديد بالعنف والقتل الممارس بحق النساء سواء في إيران أو في أي بقعة من العالم.

وأكدت "جميعاً ضد العنف والقتل وضد إباحة قتل النساء تحت أي ذريعة كانت، يجب أن يكون هناك احترام للحقوق الإنسانية للنساء من كرامة وحرية ومساواة".

ونددت بالعنف الممارس ضد النساء "ندين ونرفض العنف ضد النساء، ونتمنى أن يأتي الرفض من طرف جميع الحكام والمسؤولين والأمم المتحدة للضرب بقوة ضد كل من خلق هذه الممارسات من قتل وجرائم اغتصاب وإهانة ومس بكرامة الإنسان عامة والحقوق الإنسانية للنساء خاصة".

مشيرة إلى أن "النساء هن الأكثر فقراً واضطهاداً والأكثر تعرضاً للقتل والإهانة والعنف"، ودعت إلى الكف عن هذه الممارسات "بتنا نعيش في بلد يسود فيه قانون الغاب، لا تعجبني طريقة لباسك سأقتلك، لا يعجبني كيف تمشين سأعنفك، وتحديد طريقة وضع الحجاب، وغيرها الكثير من الأمور".

وأشارت إلى إن "التدخل في الحقوق الإنسانية للنساء مسألة متجاوزة، فهناك قوانين وسلطات لردع السلوكيات، ولا أحد له الحق في إعدام أحد، يجب علينا التفكير في كيفية النهوض بحقوق النساء، والقضاء على زواج القاصرات، ومحاربة العنف".

 

 

وبدورها أدانت الصحفية عزيزة هريش ما حدث مع الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، واستنكرت "طريقة العنف والتعذيب التي تعرضت لها، بسبب غطاء الشعر وبسبب عادات وأعراف وقوانين بالية في هذا البلد"، مضيفةً "أرفض العنف الممارس ضد النساء بجميع أشكاله، وأينما يقع، بالنسبة للباس المرأة لا يجب أن يكون معيار أو مقياس تقاس به الأخلاق، جسد المرأة هو ملك لها، ومن حقها وضع غطاء الرأس بالشكل الذي تراه مناسباً لها، أرفض أن تمارس الوصاية على أجساد النساء في حين لا تمارس نفس الرقابة على الرجل".

وأوضحت "أضم صوتي وموقفي لجميع النساء في إيران الرافضات لأي عنف أو قتل سواء داخل مراكز الشرطة أو الشارع أو البيت أو في مقرات العمل، هؤلاء النساء تطالبن فقط في الحصول على الحريات الأساسية، وكرامتهن، وعلينا دعمهن والتعاطف معهن، لا يجب لأي أحد أن يمارس الوصاية على جسد المرأة فهي ملك لها".