قيود الحوثيين... قمع ممنهج ضد النساء

في ظل التحديات والقمع المستمر والقيود الصارمة لحريات النساء وتعزز الذهنية الذكورية، تستمر النساء في نضالهن من أجل الحرية والكرامة.

هالة الحاشدي

اليمن ـ يواجه اليمن تحديات متعددة، منها الصراع والنزوح وعدم الاستقرار الاقتصادي، وقد أثرت هذه التحديات بشكل كبير على النساء.

يتم تقييد تحركات النساء بشكل صارم وتشمل التعليم وسوق العمل والمشاركة في مواقع صنع القرار، ففي سوق العمل، قام الحوثيون بتقليص دور المرأة بشكل كبير، فحركتها مقيدة لا يُسمح لها بالدخول والخروج بحرية أو السفر بمفردها، مما يزيد العقبات أمامها. إضافةً إلى ذلك، تُمنع النساء بشكل كبير من مواصلة التعليم أو المشاركة في صنع القرار داخل المجتمع. هذه القيود تساهم في تعزيز الذهنية الذكورية، مما يجعل الرجال يظهرون بمظهر الأقوى والأكثر شجاعة مقارنة بالنساء.

وبالرغم من ذلك هناك نساء ناضلن وواجهن هذه العقبات ولم تستسلمن. وعملن بجهد لمواجهة التحديات والقيام بدورهن في المجتمع حتى في أصعب الظروف. هؤلاء النساء تمثلن مصدر إلهام وشجاعة في سعيهن لتحقيق المساواة والحرية.

وحول ذلك قالت مقدمة برامج هويدا الفضلي إن المرأة اليمنية تمر بفترة صعبة نتيجة الحرب المستمرة منذ أمد طويل، والتي تحملت خلالها الكثير من الصعوبات.

وأوضحت أنه في صنعاء، أصبح التعليم تابعاً للحوثيين، وحتى النهج أو المنهج التعليمي في الثانوية العامة أو الدراسات المتوسطة أصبح بحسب توجهاتهم. وتتساءل "كيف يمكن للمرأة أن تتعلم في ظل نظام تعليمي خاطئ منذ البداية؟"، مشيرةً إلى أن التحديات والعقبات التي تواجهها المرأة اليمنية في محافظة صنعاء كبيرة جداً، فهناك نساء مختطفات ومعتقلات بدون أي أسباب حقيقية، وتكون التهم غالباً مفبركة.

وقالت إن المرأة اليمنية في تلك المناطق تحاول قدر المستطاع أن تتكيف مع الوضع الراهن، وهناك نساء قادرات على الوقوف أمام كل من يحاول المساس بحقوقهن.

وأوضحت المذيعة بيان الطيار أنه منذ انقلاب الحوثيين، كان هناك تأثير كبير جداً على النساء، حيث قيد الحوثيون حرية النساء وفرضوا ضرورة وجود "محرم" معهن في تنقلاتهن. والذي أثر على المرأة في مجالات عديدة مثل التعليم والصحة وغيرها. ففي التعليم، تواجه المرأة صعوبات مع سائقي الباصات ووسائل المواصلات الذين يرفضون نقلها بحجة تجاوز نقاط التفتيش.

ومن ناحية الصحة أوضحت أن النساء تعانين في الأرياف من صعوبات كبيرة. وقد تحتاج المرأة للانتقال من الريف إلى المدينة للحالات الطارئة مثل الولادة المتعسرة، ولكنها تواجه مشكلة في عدم تواجد "محرم"، مما يعرضها لخطر عدم العودة إلى بيتها وقد يؤدي هذا إلى عواقب وخيمة، مثل الوفاة.

وأوضحت أن التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين أصبح مقتصراً على دورات طائفية، حيث تُمنع المرأة من الالتحاق بالجامعات، وقد تتخلى بعض الفتيات عن التعليم الجامعي بسبب الممارسات التي ينتهجها الحوثيون بحق النساء، مثل الفصل الصارم ومتطلبات اللباس المفروضة على المرأة.

وأضافت أن الحوثيين ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي مواد تعليمية وأخرى تعزز من قيمة الرجل وتعتبر المرأة كائناً تابعاً ودائماً ناقص ولا تمتلك كياناً منفرداً خاصاً به. وقد ولّد هذا إحساساً بالانحياز لدى المرأة، مما جعلها تشعر بأنها محصورة في زاوية معينة، مما عزز الذكورية وأدوار الرجل فقط في المجتمع، وهمّش أدوار المرأة وحصرها في الأمر المنزلية.

وأوضحت أنه في مناطق سيطرة الحوثيين لا تستطيع المرأة أن تشكو لأحد أو تطالب بحقها لأن الدعم الذي يحصل عليه الرجل يأتي من السلطة التي لن تحميها أو ترد لها حقها إذا لجأت إليها.