كيف تؤثر نضالات النساء بدول الجوار في الحراك النسوي المحلي؟

يؤثر الحراك النسوي في دول الجوار في الداخل المحلي خاصة أن هناك الكثير من التقاطعات التي تعيشها النساء لا تختلف بتغير الدول لوجود ثقافة متقاربة إلى حد كبير ولأن هناك نظرة أقل للمرأة تختلف من دولة لأخرى بنسبة ولكنها موجودة.

أسماء فتحي

القاهرة ـ لا يمكن عزل الحالة النسوية المحلية عن السياق العالمي والإقليمي لواقع النساء ونضالهن من أجل الحصول على حقوقهن بشكل عام، ورغم أن تلك المطالبات ليست واحدة وتختلف من دولة لأخرى، بحسب ما تم التمكن من الحصول عليه فعلياً من مساحات حقوقية وقانونية وضوابط حامية، إلا أن السياق لا يختلف كثيراً في عدد من الممارسات ومنها العنف والتمييز والتهميش أحياناً.

النسويات المصريات تأثرن بالحراك الذي يحدث حولهن كما أنهن أثرن كذلك في الحركات الناشئة ببعض الدول المجاورة التي تأخرت حتى اليوم في العمل على الحقوق الإنسانية للنساء، وبتن جزء من شبكات وتكتلات عالمية منادية بالمساواة والحرية والحقوق الإنسانية.

ومازال الوقت طويل أمام الحراك المحلي النسوي لتحقيق العدالة الجندرية لكون النساء ما زلن قابعات تحت الأفكار الذكورية والسلطة الأبوية المهيمنة ويمارس عليهن أشكال مختلفة من الانتهاكات مما يجعل تلك التجربة في طور التحقق، فرغم أنها ملهمة للبعض إلا أنها مازالت تحفر في صخور الثقافة والعادات الراسخة عن وجود قوي وثابت لها تتحقق معه المطالب التي عملن عليها لسنوات طويلة ضحين خلالها بالكثير وما زلن مستعدات للدفع في سبيلها أكثر مستقبلاً.

 

التضامن وتبادل الخبرات قائم

قالت استشارية النوع الاجتماعي والاقتصاد النسوي ومديرة برنامج العمل والحقوق الاقتصادية في مؤسسة المرأة الجديدة، مي صالح، إن الحركة النسوية بشكل عام ترتبط ببعضها سواء كانت في الشمال والجنوب أو بالشرق والغرب، لكون القضايا متقاطعة ومتشابهة إلى حد كبير من مساواة ومشاركة ومواطنة وحقوق عامة وبالتالي فكل نضال أو معركة للنساء في مكان ما لها تأثير دافع في دول أخرى، خاصة في قضايا كالأحوال الشخصية أو العنف كونها تمس النساء بشكل مباشر.

وأكدت أن العمل في الحملات على سبيل المثال خاصة تلك التي تناهض العنف والتمييز عادة ما يكون مشجع في الدول التي تتشابك وتشارك بذات المطالب، لافتة إلى أن هذا الحوار والتأثير المتبادل قائم فالحركة النسوية العربية والمصرية قوية واستمرت لسنوات طويلة في نقل أوضاع وأحوال النساء لحراك نسوي في موجات مختلفة.

وأوضحت أن دول كالمغرب وتونس على سبيل المثال في قضايا الأحوال الشخصية لديهم إسهامات قوية في تطوير مدونات الأسرة والأحوال الشخصية وقد أصبحوا بالنسبة لمصر على سبيل المثال النموذج الأكثر تقدماً ودافع للحراك المحلي من أجل ذات القضايا.

وأشارت إلى أن كل تطور وحراك في القضايا النسوية يساعد المهتمات بذات الأفكار ومن بين هذا التأثير المتبادل مسألة المدافعات عن حقوق الإنسان فهناك شبكات لدعمهن سواء كانوا في أفريقيا والوطن العربي أو بشكل عالمي لوجود فكرة التضامن والتكاتف النسوي العابر لمختلف الحدود.

 

النسويات المصريات تؤثرن ولهن دور دولي وإقليمي

وأكدت أن الحراك متبادل فالنسويات بالوطن العربي والداخل المحلي مؤثرات "الاتحاد النسائي البحريني أصدر كتاب جديد استفاد فيه بشكل كبير من تجارب الحركة النسوية المصرية في ضوء سعيه لبناء حركة نسوية مختلفة هناك".

وبينت أن مصر يوجد فيها قيادات وكوادر نسوية كبيرة وملهمة وهن عضوات بشبكات دولية وإقليمية لها باع طويل في التصديق على الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق النساء والاشتراك في الآليات الدولية والمؤتمرات وتراكمت لديهن خبرات كبيرة وقوية سواء في دعم المبادرات المحلية أو تلك العالمية والعربية.

 

 

القضايا واحدة والواقع لا يختلف كثيراً

وترى عضوة المجموعة التنفيذية لمبادرة مؤنث سالم إنجي سامي أن النساء المصريات تتأثرن بالحراك النسوي سواء على الصعيد الدولي أو العربي ولهن تأثير كذلك خاصة في الفترة التي تلت الثورة فعندما تحركت تونس على قوانينها المناصرة للمرأة تعالت بعدها الأصوات المحلية بالشيء ذاته.

ولفتت إلى أن حملة "Me Too" العالمية كان لها ردود محلية فقد فتحت الآفاق لمن وقع عليهن اعتداءات جنسية للحديث عن تجاربهن وما عانينه من ألم ونقل تلك التجارب الحبيسة للمجال العام، مضيفة أنها وصلت للعديد من الدول في النطاق العربي والمحلي وأصبحت هناك آلاف الشهادات تخرج يومياً لأن النساء شعرن أنهن لسن وحدهن من تتعرضن لتلك الممارسات وأنهن داخل مساحة آمنة يمكنهن خلالها البوح بمعاناتهن دون خوف من الوصم المجتمعي بنسبة ما.

وأكدت أن القضايا تكاد تكون واحدة في مختلف الدول "قبل أيام كانت مبادرة مؤنث سالم في اجتماع إقليمي وتواجدت به نسويات من دول متنوعة وكانت المفاجأة تتمثل في التقاطعات التي ظهرت بينهن خاصة الريفيات ومعاناتهن وكأن الجميع يعيش نفس الظروف وفي ذات المساحة"، معتبرة أن ذلك عادة ما يحفز على العمل الإقليمي والتشبيك فيما بين النسويات دون الالتفات لمسألة الحدود.

وبينت أن هناك تحرك محلي في عدد من القضايا باتت مؤثرة إلى حد كبير في دول الجوار التي تفكر في بناء حركتها النسوية الداخلية، لافتة إلى أن هناك نسويات تمكن من العمل على ملفات لفترات طويلة وتجربتهم كانت مؤثرة وملهمة.

وأوضحت أن النسويات المصريات لهن حضور وأن تواجدهن في مختلف المحافل الدولية مؤثر وفعال لأنهن تمتلكن أفكار ورؤى وتجارب في الواقع ملهمة خاصة أن جانب كبير من القضايا التي تعملن عليها بالداخل المحلي تتقاطع مع غيرها في الكثير من الدول لكون سياق النساء والتعقيدات التي يعانون منها شبه واحدة والاختلافات ليست جذرية.