كارثة صحية تهدد حياة الغزين... مياه الصرف الصحي والركام والجثث المتحللة

يشكل بقاء الركام والجثث المتحللة في قطاع غزة خطر كبير على حياة المدنيين خاصة الأطفال، في ظل غياب دور المنظمات في مساعدة الأهالي لإيجاد حلول لمشاكل الصرف الصحي.

رفيف اسليم

غزة ـ تعد مياه الصرف الصحي والركام الذي يغطي شوارع وطرقات قطاع غزة مشكلة وهاجس يؤرق حياة النساء سواء النازحات في الخيام أو اللواتي عدن إلى بيوت متهالكة بالكاد تصلح للسكن، كون تلك العقبات تعيق من تحركاتهن، وتجعل أطفالهن أكثر عرضة للأمراض التي لا تتوفر أدوية لها في المدينة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

أوضحت وسام السدودي، أن الوضع البيئي في مدينة غزة سيء جداً، فالبيوت غالبيتها شبه متهالكة والخيام غير مثبتة والكثير منها سقط فوق رؤوس الأطفال والنساء بفعل المنخفضات الجوية، لتصبح ملابسهنّ وأغطيتهنّ غارقة بالماء التي اختلطت لربما مع مياه الصرف الصحي.

وأشارت أن مياه الصرف الصحي تطفو على السطح ولا تجد مجاري مخصصة لها لإعادة تدويرها لاحقاً، بسبب تدمير البنية التحتية من قبل القوات الإسرائيلية في غالبية مناطق قطاع غزة، لافتة أن ذلك الوضع أدخل المرأة الفلسطينية بحالة نفسية سيئة بحاجة لإسعاف نفسي أولي طارئ كي يساعدهن في السيطرة على لجم غضبهن والتعامل مع عوائلهنّ.

ولا تنكر وسام السدودي أن ذلك الوضع البيئي الخطير انعكس على صحة الأمهات والأطفال فانتشرت العديد من الأمراض سواء بالجهاز التنفسي، أو تلك الجلدية التي أثقلت عاتق تلك الفئة الهشة وزادت من معاناتهم خاصة في ظل عدم وجود نقطة طبية لكل مخيم أو منطقة على الأقل تساعد في تقديم التشخيص والعلاج المناسب.

وتخشى النساء على أطفالهن من مياه الصرف الصحي، بحسب ما صرحت وسام السدودي في ظل غياب وسائل النظافة الشخصية، فأصبحت الأم تحبس الطفل في مكان محدد مجبر إياه على عدم الخروج، وهذا ما سبب توحد لدى العديد من الأطفال في المدينة المنكوبة، فالطفل بحاجة للعب خاصة مع المجازر المروعة التي عايشها "لكن أين يلعب في بؤر التلوث التي تنتشر على مد البصر".

وأوضحت أن تلك المياه العادمة تعوق من حركة النساء وقد تجبرهن على المشي لمسافات أطول كي يتجنبن الطرقات التي تسدها تلك المياه أو ركام المنازل، مشيرة إلى أن كل ما تفعله النساء هو محاولة التأقلم مع الوضع الحالي بعد حرب إبادة استمرت لما يزيد عن العام في سبيل سد حاجاتها اليومية والانتقال لليوم التالي.

وتمنت أن تتدخل الدول المانحة في مساعدة البلديات هي وأي فرد في المجتمع يستطيع تقديم مبادرات فردية لمحاولة إيجاد حل لمشكلة تصريف مياه الصرف الصحي، مضيفة أن هذا الأمر سيتطلب إعادة بناء البنى التحتية وإدخال المعدات الثقيلة لرفع الركام وإدخال الوقود لتشغيل محطات التكرير التي كانت تعمل بالفعل ما قبل الهجوم على غزة.

وأوضحت أن خطر بقاء الركام والجثث المتحللة تحته هو بمثابة كارثة صحية تهدد حياة الغزين عموماً والنساء والأطفال على وجه الخصوص "النفايات أيضاً بحاجة للتعامل معها بشكل عاجل وسريع في محاولة لخلق حياة في المدينة، مع محاولة تكثيف عدد النقاط الطبية في مراكز تجمع السكان".

وشددت وسام سدودي على أن التعامل مع المياه العادمة والنفايات والركام هو نقطة البداية للمحافظة على الخزان الجوفي والذي بات مصدر المياه الوحيد الذي يعتمد عليه المواطنين لمنع الجفاف والعطش، خاصة في الأوقات التي مُنعت خلالها البلديات من توفير المياه الصالحة للاستخدام الأدمي لقاطني القطاع بسبب إغلاق السدود من قبل القوات الإسرائيلية كأحد أدوات الإبادة الجماعية التي أمعنت في تنوع استخدام أدواتها.

وفي الختام قالت وسام سدودي أن المرأة الفلسطينية أضناها التعامل مع ما هو متوافر وتحتاج للراحة المتمثلة في خلق حياة طبيعة تتوافر فيها الحد الأدنى من الخدمات كما تعيش غالبية نساء العالم وأطفالهم، لطي صفحات المعاناة ومحاولة بناء مستقبل مشرق لها ولأطفالها.