الأمطار والهجمات يتسببان في تراجع الموسم الزراعي
قلة الأمطار وهجمات الاحتلال التركي المستمرة على إقليم شمال وشرق سوريا تسببا بتراجع الموسم الزراعي في مقاطعة الفرات لهذا العام.

نورشان عبدي
كوباني - يعتمد أهالي مدينة كوباني بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا على الزراعة كمورد رئيسي في معيشتهم، ولكن هذا العام هناك تراجع ملحوظ لمحاصيل أبرزها القمح والشعير وغيرها، وذلك نتيجة لقلة الأمطار، وأيضاً بسبب تصعيد الهجمات والانتهاكات التركية على المنطقة وبشكل خاص القرى في مقاطعة الفرات الواقعة على الشريط الحدودي.
يشهد إقليم شمال وشرق سوريا انخفاض كبير في معدلات هطول الأمطار من 700 ملم إلى 200 ملم في هذا العام، لهذا السبب تراجع الموسم الزراعي، وتضررت بشكل كبير الأراضي البعلية، كما يعتمد المزارعين على زراعة الأراضي المروية ولكنهم يواجهون أيضاً صعوبات في ريها جراء انقطاع المياه والكهرباء نتيجة الهجمات التركية على المنطقة.
أزمة أمن غذائي حقيقية
حول طبيعة الموسم الزراعي لهذا العام في ظل انقطاع الكهرباء والمياه وانخفاض تساقط الأمطار، قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد والزراعة في مدينة كوباني سوسن دابان أن نسبة 99 % من أهالي مقاطعة الفرات يعتمدون على الزارعة في تأمين معيشتهم "في 15 أيلول عام 2024 بدأت الهيئة بإعطاء التراخيص للأراضي الزراعية، وتوزيع المواد والأسمدة ومادة المازوت للمزارعين"، مضيفةً "المزارعين خلال عملهم في الزراعة يواجهون صعوبات عدة من أهمها استمرار الهجمات التركية على المنطقة منذ عام 2024 وحتى عام 2025، ففي العام الماضي استهدف الاحتلال محطات النفط والوقود مما أثر سلباً على الزراعة لأن توقف هذه المحطات عن العمل أحدث تراجع في توزيع المازوت على المزارعين وتم التوزيع على دفعتين".
وأضافت "خلال السنوات السابقة كانت هيئة الزراعة تقوم بتوزيع المازوت من خمس إلى ست دفعات وتعطي الأهمية لزراعة القمح والشعير، ولكن هذا العام ونتيجة للهجمات التركية على الشريط الحدودي كان هنالك تراجع ملحوظ للزراعة المروية لأننا لم نتمكن من توزيع المازوت الكافي للمزارعين، وأيضاً بسبب انعدام الأمان إذ يطلق الاحتلال التركي الرصاص على المزارعين خلال عملهم في أراضيهم".
وأشارت إلى أن التغير المناخي سبب في تراجع الزراعة وبالتالي يهدد الأمن الغذائي لأهالي المنطقة "تأثرت الزراعة بقلة الأمطار الشتوية على الموسم الزراعي البعلي وبشكل خاص على محصولي القمح والشعير، وهذه الأزمة تواجهنا خلال السنوات الأخيرة".
ويشارك الاحتلال التركي في جفاف المنطقة ليس فقط من خلال الهجمات بل أيضاً باتباع سياسة التعطيش "منذ أعوام يقوم الاحتلال التركي بقطع مياه نهر الفرات على مناطقنا وهذا ما أثر سلباً على الأراضي الواقعة على ضفاف نهر الفرات، كما أثر على انخفاض منسوب مياه الآبار التي يروي منها المزارعين أراضيهم".
وقارنت سوسن دابان بين كمية المحاصيل للعام الماضي وما يتوقع لهذا العام محذرةً من أزمة أمن غذائي حقيقية ستواجهها المنطقة وسوريا عامة باعتبار المنطقة السلة الغذائية للبلاد "في العام 2024 تم استلام 130 ألف طن من القمح والشعير على مستوى المقاطعة وتم تخزينها في 3 صوامع بالمقاطعة وقسم آخر في مقاطعة الرقة، ولكن هذا العام تتوقع هيئة الزراعية أن المحاصيل لن تتجاوز الـ 30 أو 40 طن فقط".
وأكدت أن هيئة الاقتصاد والزراعة تقوم بدعم وتوزيع المازوت والمواد على المزارعين لكي تنجح الزراعة المروية لأن الزراعة البعلية في هذا العام فشلت بشكل كامل "يمكننا بكل أسف التأكيد أن الموسم الزراعي لعام 2025 يشهد تراجع بشكل كبير".
التغير المناخي غير موعد هطول الأمطار
وتغير موسم هطول الأمطار جراء التغير المناخي الذي تسبب به النظام الرأسمالي مما سيجعل ملايين الأشخاص في ظل مجاعة حقيقية، وعن تداعيات ذلك على عملها قالت سوزدا عادل من قرية أيدق في مدينة كوباني "الأمطار الشتوية قليلة جداً هذا العام، ولذلك موسمي القمح والشعير البعلي لم ينجحا، ولكن لدينا أمل في سقوط الأمطار خلال شهر آذار، وأن تنجح محاصيل الكمون والعدس والكزبرة وغيرها من البقوليات".
ولفتت إلى أزمة أخرى تتمثل بانقطاع التيار الكهربائي الذي حرم المزارعين من استخدام الآبار لسقاية البساتين "أهالي مدينة كوباني جميعهم يعملون بالزراعة منذ القدم، لقد خسرنا هذا العام موسم القمح والشعير لكن أملنا في سقوط الأمطار خلال فصل الربيع لينجح موسم العدس والكمون وتقل خسائرنا حتى لو قليلاً".