تربية الحيوانات جزء من الطبيعة التي تعتز بها الريفيات

إلى جانب أن تربية الحيوانات في المنزل فرصة للاستمتاع بمشاعر الرعاية والرفقة، يمكن أن تساهم تربيتها أيضاً في تحسين صحة النساء الجسدية والنفسية.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ تساهم تربية الحيوانات في تحقيق الاكتفاء الذاتي للنساء في الريف، إلى جانب تعزيز العلاقة بين المرأة والطبيعة.

المرأة وتربية الحيوانات علاقة عطاء متبادلة تعود إلى بدايات الحياة البشرية، عبرت من خلالها المرأة عن ارتباطها الوثيق بالطبيعة كما ساعدتها على تحقيق اكتفاءها الذاتي وتأمين احتياجات عائلتها من منتجاتها، فلا يخلو أي منزل في الريف من المواشي أو الطيور.

وعن تحقق الاكتفاء الذاتي من خلال بيع منتجات الحيوانات، تقوم سعدة الجاسم في العقد الرابع من عمرها من قرية المستريحة في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا كباقي قريناتها الريفيات بتربية البقر والدجاج وتعتبر ذلك جزء من حياتها الريفية، حيث تقول "أقوم بتربية الحيوانات منذ طفولتي، فوالدتي كانت تربي المواشي واكتسبت منها الكثير من الخبرة في التعامل مع الحيوانات ورعايتها، فالبعض ينتابه الخوف بمجرد الاقتراب منها".

 وعن المنتجات التي تحصل عليها من تربية المواشي قالت "نصنع من حليب البقرة الألبان والأجبان التي نحصل على حاجتنا منها ونقوم ببيع ما تبقى، كما نستخدم روث الحيوانات للتدفئة بديلاً عن الحطب والوقود، وفيما يخص توفير حاجة الأبقار وطرق الاهتمام بها في الصيف نحضر لها بعض الأعشاب والحشائش إلى الحضيرة أما في الشتاء نقدم لها الأعلاف إلى جانب التبن"، لافتةً إلى أن "تربية الحيوانات تساهم في تعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة، فأنا لا أستطيع العيش في المدينة لأنني اعتدت على الطبيعة وحياة الريف، وليس هناك خسارة من تربية الحيوانات فهي تقدم للإنسان مقابل ما يقدم لها من رعاية واهتمام".

وأما عن تربيتها للدواجن تقول سعدة الجاسم "نحصل منها على البيض وعندما يزورنا ضيف نقوم بطهي لحم الديك وتقديمه له كوجبة فاخرة"، مضيفةً "حالياً اهيئ ابنتي على كيفية التعامل مع الحيوانات وطرق تربيتها، فتعلمها هذا الأمر شيء لا بد منه طالما أنها تعيش في الريف".

من جانبها قالت فاطمة العونات في العقد الثالث من عمرها من نفس القرية والتي تربي المواشي أيضاً، وكسعدة الجاسم تعلمت طرق تربية الحيوانات منذ طفولتها، إن جميع النساء في الريف يتعلمن ذلك منذ نعومة أظفارهن "لا يستطيع أهالي الريف أن يمارسوا حياتهم اليومية دون تربية الحيوانات، لقد باتت جزء من طبيعة حياتهم الريفية، فهي توفر لهم الاكتفاء الذاتي من ألبان وأجبان ودخل مادي"، وتمتلك ما يزيد عن 9 رؤوس من الأغنام وبقرتين، ومن خلال بيع منتجاتها تقوم بشراء الأعلاف لها.

وعن الفرق بين تربية الأبقار والأغنام قالت "البقرة يمكن رعايتها في المنزل أما الأغنام فيجب أن نخرجها إلى المراعي الغنية بالأعشاب والحشائش حتى تحصل على غذائها الكافي، لذلك يجب أن يرافقها في ذلك أكثر من شخص في حال كان عددها كثير، وأما الفرق بين منتجاتها فالأغنام جودة منتجاتها أفضل من الأبقار وأكثر طلباً لدى المستهلكين كما أن ثمنها مرتفع أيضاً، إلى جانب استخدام صوف الأغنام إما ببيعه أو صناعة السجادات أو الفرش، وذلك يكون سنوياً".