دلال رمضان

الحسكة ـ تتقن ابتسام السالم مهارة الحياكة اليدوية على الجلد والخرز وغيرها من الأدوات من خلال إعادة تدوير الأشياء القديمة والمزج بين القديم والحديث في أعمالها.

ترتبط العديد من المهن الحرفية والأعمال اليدوية بالمرأة، فهي من حافظت عليها ومنعتها من الاندثار وورثتها من جيل إلى أخر، وواحدة منهن ابتسام السالم البالغة من العمر 44 عاماً وهي خريجة فنون نسوية ومعلمة في المرحلة الابتدائية بمدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة، تجيد الحياكة على الجلد بواسطة الخرز والخيط، تقول "تعلمت فن الحياكة منذ الصغر وكونني درست في مدرسة الفنون النسوية التطبيقية، اتقنت هذه المهنة بشكل جيد، ومع بداية عام 2017 وتردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة بدأت الاعتماد عليها لتأمين احتياجاتي وتلبية كافة الطلبات للزبائن".

وأوضحت أن عملها هو عبارة عن إعادة تدوير للأشياء القديمة "أعمل على تدوير الأشياء القديمة كالجلد والخرز، الصوف والخيطان، للاستفادة منها بدلاً من رميها، فبدأت العمل في المنزل باستخدام الحياكة على الجلد والرسم بالخرز، حيث كان لدي العديد من قطع الجلد التي تتطلب إعادة التدوير، بالإضافة إلى تجديد الأواني المنزلية من خلال تغطيتها بالجلد وزخرفتها، ورسم لوحات"، مشيرة إلى أنه بعد ممارستها لهذه المهنة واتقانها ازداد حبها لموهبتها وبدأت تعلم طرق جديدة.

وأوضحت "أعمل على رسم لوحات زينة ولوحات مكتوبة بالآيات القرآنية بالإضافة الى لوحات ورسمات فرعونية، والتطريز بواسطة الخرز على الملابس والفساتين النسائية وعلى الحقائب، فأنا أعمل وأخلط بين القديم والجديد والمحافظة على التراث القديم وتطويره بشكل مميز، فهدفي من هذه الأعمال الحفاظ على تراثنا ونقله إلى الأجيال القادمة وتعريفهم بها".

وعن مشاركتها في الفعاليات والمعارض الفنية أوضحت "شاركت في عدة معارض فنية وعرضت أعمالي في المركز الثقافي بمدينة الحسكة، ومعرض آخر بعنوان إحياء التراث القديم"، متمنية أن تتمكن في المستقبل من افتتاح مشغلها الخاص لتطور أعمالها وتساعد النساء العاطلات عن العمل في تعلم هذه الحرف للاعتماد على ذواتهن.

وبالرغم من أنها تعمل على إعادة تدوير الأشياء القديمة إلا أنه واجهتها صعوبات عديدة في شراء العديد من أنواع الخرز والجلد، حيث أن أسعارها مرتفعة كما قالت.

وحثت ابتسام السالم النساء على تعلم المهن من أجل إثبات ذاتهن وإعالة أسرهن "أشجع كل امرأة على العمل في أي مهنة كانت لتطور من ذاتها حتى تساهم في بناء مجتمعها، وتتخلص من كافة القيود التي تحد من عملها وحريتها".