فنانة تدمج ما بين الفن التشكيلي والحرف اليدوية

حلمها وشغفها لإكمال مسيرتها الفنية كانا سبباً في عودتها إلى مدينتها لتدون اسمها كماركة دولية عبر إبداعها بإضفاء وتسخير الفن التشكيلي بالحرف اليدوية.

يسرى الأحمد

الرقة ـ لم تسنح الظروف لإلهام شرارة أن تبلور موهبتها في مجال الفن التشكيلي، ليدفعها روح الشغف والإرادة للعودة إلى مدينتها لتكمل مسيرتها الفنية وتخطو خطواتها نحو النجاح والشهرة والتميز في مجال الفن والحرف اليدوية، ما دفعها لافتتاح ورشة خاصة بتصنيع الحرف اليدوية.

تصف إلهام شرارة، وهي امرأة في العقد الرابع من عمرها وعضوة في اتحاد فنانين دمشق وبيت الخط العربي، بداية مسيرتها الفنية "أملك عائلة فنية فشقيقاتي الثلاث اللواتي تكبرني تمارسن الفن التشكيلي، وهذا كان حافزاً بالنسبة لي وشجعني لأخوض في هذا المجال، فكنت دائماً أقلد شقيقاتي بالرسم لذا دخلت معهد الفنون التشكيلية لأنمي موهبتي في هذا المجال".

ولفتت إلى الظروف التي أبعدتها عن الفن لسنوات طويلة "بسبب ظروف الحرب التي شهدتها سوريا بشكل عام ومدينتي بشكل خاص اضطررت للسفر إلى خارج البلاد، لذلك لم أستطيع إكمال مسيرتي الفنية وتحقيق حلمي بأن أكون فنانة تشكيلية مشهورة، رغم أنني عملت في مجال الفن ولكن على نطاق ضيق جداً، وبعد أن تزوجت وأنجبت وكبرت أبنائي، قررت العودة لأكمل مسيرتي فلم أسمح للغربة أن تأخذ شغفي وتسرق حلمي بل على العكس تماماً زادت عزيمتي".

وحول القضايا التي تتبناها من خلال لوحاتها، أوضحت أنه "يشدني طرح مواضيع القضايا الاجتماعية كالشقاء والبؤس والفقر والألم والحزن خاصةً الذي عاشه الشعب السوري ومازال يعيشه، إضافة إلى لوحات تجسد الأطفال ذوي الإعاقة وآخرين يعانون من التوحد والضمور، لتسليط الضوء على معاناتهم من التمييز والعنصرية، وفي الوقت ذاته لإيصال رسالة إنسانية تعبر عن شعورهم ولتغيير نظرة الشفقة اتجاههم بحكم أنه كان لدي طفلين من ذوي الإعاقة لذا أشعر بهم فلدي العديد من اللوحات التي تمثلهم، أبرزها لوحة جسدت بها مرض متلازمة داون، والتي ظهر بها مدى الأمل الذي يرافقه الألم والتي عبرت من خلالها أن الإعاقة هي فكرية وليست جسدية".

وعن افتتاحها لورشة خاصة بتصنيع حقائب اليد المزخرفة بخطوط الفن التشكيلي، بينت أنها سخرت خبرتها وموهبتها في الفن التشكيلي لإضفائها على الحرف اليدوية وخاصةً على صناعة حقائب اليد "أضيف الرسومات واللوحات المشهورة للفنانين العالمين، منها لوحة ليلة النجوم".

وحول خطوات ومراحل صنعها لحقائب اليد والقبعات والأحذية، أوضحت "أقوم أولاً بابتكار رسمة للقطع ثم أقوم بتصميمها على الكرتون، ثم أقوم بوضعه على القماش ليأخذ نفس المقاس ثم أدرزها على آلة الخياطة، وبعدها تأتي مرحلة التزيين والإكسسوار المضاف على الحقيبة والتي تكون أما بالحرف اليدوية ويستخدم فيها الخط العربي أو أشرطة الساتان والتطريز أو التزين بالرسم وذلك يعود بحسب الطلب، ثم أقوم باختيار لون الحقيبة التي تتناسق مع ألوان الزينة، وأخيراً أقوم بطباعة الرسمة على الحقيبة".

ولفتت إلى هدفها من افتتاح هذا المشروع "أردت بخوض تجربتي وافتتاحي للورشة أن أشجع النساء وخاصة المعيلات على الاعتماد على ذواتهن وأن تتعلمن هذه الموهبة وتتقننها من أجل توفير فرص عمل لنساء أخريات ليحققن استقلالهن الاقتصادي".

وتشتهر مدينة دمشق وأريافها بالمشغولات والأعمال اليدوية المميزة، لكن فكرة مشروع إلهام شرارة جديد في المنطقة والإقبال عليها كثير، إذا بات لديها سجل تجاري وماركة تجارية باسمها، وتقوم بتسويقها إلى المدن السورية عبر الإنترنت إذا أن الأسواق السورية تضج بها، على حد تعبيرها.

وعن طريقة تسويقها لزيادة الإقبال على منتجاتها، تقول "لدي خبرة في التسويق الإلكتروني حيث أقوم بتقديم هدية مع كل قطعة من منتجاتي، فضلاً عن مواكبة الموضة بين الحين والآخر وأحاول إضفاء أفكار وابتكارات فريدة عليها، وهذا ما سرع عملية التسويق فكان لدي العديد من المنافسين، وتم اختياري من بين أربعين امرأة تعملن في المجال ذاته".

ولفتت إلى أن تسوّق مشروعها على نطاقين أحدهما إنتاجي والآخر طلبي "أقوم تصميم فكرة وأنفذها وأعرضها على المحال في الأسواق، أما الطلبي فذلك بحسب طلب الزبائن واختيار حجم ونوعية الحقيبة والإكسسوار والزينة المضافة عليها".

وتطمح إلهام شرارة لتوسيع ورشتها لاستقطاب أكبر عدد من النساء، موجهة رسالة للنساء "يجب على المرأة أن تتعرف على حقيقتها وقدراتها، وأن تكون عنصر فعال في المجتمع، وألا تخشى أي صعوبات أو عراقيل تعترض طريقها، وأن تخوض في غمار التجارب المختلفة وتبدع في المجال الذي تميل له".