الكمبر (القبار) مصدر دخل موسمي للمهجرات
خلال رحلة النزوح والهجرة التي استمرت ما يقارب ست سنوات، ومن أجل كسب لقمة العيش، تقوم جميلة شيخ علي بجمع وبيع أوراق عشبة الكمبر التي يمكن أن تعالج العديد من الأمراض.
سوركل شيخو
الحسكة ـ ميزوبوتاميا هي جغرافية يمكن للمرأة أن تتعايش وتتحد معها في أي موسم، مستفيدة من منافع أرضها الباطنية والسطحية، حيث ينبت في هذه الأرض العديد من الأعشاب المفيدة، وتقوم النساء بجمعها وبيعها للتجار، وتصنعن أدوية للأمراض وتقدمنها للمجتمع.
عشبة الكمبر مشهورة كزهرة، تصنف ذات طابع جمالي رائع، لأنها تنتج أزهاراً بيضاء ذات بتلات أرجوانية ورائحة خاصة، ومن سنة إلى سنتين تنمو الشجيرة وتتوسع أغصانها، وفي السنة الثالثة تتفتح أزهارها، يصل طولها إلى المتر، وتزهر من 15 أيار/مايو إلى 15 أيلول/سبتمبر.
فوائدها السحرية
الكمبر نبات بري شوكي يؤتي ثماره في الصيف، ويستخدم في صنع المخللات في المنزل وعمل علاجات طبيعية بديلة وتؤكل ثماره أيضاً لمذاقها.
من تحسين صحة الكبد والكلى إلى علاج فقر الدم، هناك أكثر من 10 فوائد للكمبر الذي يعتبر من أنواع النباتات التي تتمتع بفوائد كبيرة للجسم، وذلك لأنه مليء بالفيتامينات الأساسية مثل فيتامين أ، وفيتامين ب12، وفيتامين E، وفيتامين ك، وغيرها. وله دور كبير في الوقاية من مرض الزهايمر، كما أنه يساعد على خفض مستويات السكر المرتفعة في الدم وارتفاع مستويات الكولسترول، ويقوي العظام ويحمي العيون من السرطان ويقوي البصر، كما أنه فعال في الوقاية من الأمراض الجلدية.
رحلة النزوح صعبة ولكنها مليئة بالأمل
جميلة شيخ علي من قرية شيخ علي الواقعة على طريق مدينة تل تمر ـ زركان والتي تتعرض لهجمات الاحتلال التركي منذ ما يقارب خمس سنوات كونها تقع مقابل قاعدة منغ التابعة للاحتلال التركي، ولم يبقى حجر على حجر بسبب القصف بالأسلحة الثقيلة، وتعيش جميلة شيخ علي حالياً في خيمة مع عائلتها في قرية تل رمان الآشورية على طريق تل تمر ـ الحسكة.
في الصباح الباكر، عندما كانت مراسلة وكالتنا تتجول في أحد الشوارع، رأت امرأة تقف أمام شجرة كمبر مع ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات وابنتها الأخرى البالغة من العمر 14 عاماً، وكانوا يجمعون الكمبر.
الكمبر الذي كانت تجمعه بيديها المحناة كان يعطي مظهراً مختلفاً لتعبها والحرارة المرتفعة التي كانت تلفح جسدها ورأسها. وبعد حديث قصير عن مقاومة المهجرين للعودة الآمنة والآمال التي تتجدد كل يوم، حصلنا على نبذة مختصرة عن الأم جميلة شيخ علي.
بعد حصاد الكمون يأتي موسم نبات الكمبر
وعن سبب جمعها لنبات الكمبر، قالت جميلة شيخ علي "لدي 10 أطفال، ليس هناك من يستطيع العمل ويعيل الأسرة سواي، نحن أيضاً كان لدينا منزل وأرض، لكننا الآن مهاجرون، بقي بيتنا وأرضنا تحت القصف"، لافتةً إلى الاحتلال التركي واعتداءاته على الأهالي والأرض الأصلية للسكان المحليين.
وأشارت إلى مصدر رزقها "بعد أن انتهينا من حصاد الكمون وهو نوع من التوابل أيضاً، جاء موسم جمع الكمبر. إنه نبات شوكي لكن له فوائد صحية كثيرة. تمتلئ أصابعنا بالشوك، لكن ماذا نفعل، نحن نقوم بأي عمل نصادفه. لقد بدأنا بجمعه اليوم، وأينما صادفنا نبات الكمبر نتوقف هناك ونجمعه".
وقالت جميلة شيخ علي إن أمنيتهم الوحيدة هي العودة إلى ديارهم وأرضهم، ليعيشوا بسلام دون خوف وهجرة، وهذا أملهم الذي يتجدد كل يوم "الحياة في الخيام ليست بحياة، نحن نعاني كثيراً. نريد منزلنا وأرضنا".