وسط انهيار صحي شامل... تحذيرات من تفشي الكوليرا في السودان

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تفشي وباء الكوليرا في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، في ظل تدهور كبير في الأوضاع الصحية والخدمية.

مركز الأخبار ـ وسط تصاعد القلق من اتساع رقعة انتشار وباء الكوليرا نتيجة استمرار النزاع وانهيار البنية التحتية الأساسية، وتكدس النازحين داخل المدن والمخيمات، وسوء أنظمة الصرف الصحي، دعت منظمات إنسانية وطبية إلى اتخاذ التدابير بشكل عاجل لاحتواء الوباء ومنع تفشيه.

أطلقت منظمة أطباء بلا حدود أمس الخميس التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، تحذيراً شديد اللهجة بشأن استمرار انتشار وباء الكوليرا في مدينة الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق، مشيرةً إلى أن المرض لا يزال يشكل تهديداً مباشراً وخطيراً لحياة السكان.

وبحسب البيان الصادر عن المنظمة تم تسجيل 140 حالة إصابة بالكوليرا خلال الفترة الممتدة من الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، إلى الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، جميعها تلقت العلاج في المرافق الصحية التي تديرها فرق المنظمة.

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع نطاق العدوى، وسط ظروف صحية متدهورة ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

وشدد الأطباء على أن الاستجابة الحالية لا ترقى إلى مستوى الأزمة، داعيةً الجهات العاملة في مجالات الصحة العامة والمياه والصرف الصحي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل بناء مراحيض صحية، وحفر آبار جديدة، وضمان إمدادات مياه شرب آمنة، مؤكدين على أن هذه التدابير ضرورية لاحتواء الوباء ومنع تفشيه في مناطق جديدة.

ومنذ آب/أغسطس الماضي، تشهد عدة ولايات سودانية منها النيل الأزرق ونهر النيل والجزيرة وكسلا، تفشياً متزايداً لوباء الكوليرا، في ظل انهيار شبه كامل للبنى التحتية الصحية وذلك نتيجة النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتوقف عشرات المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، مما زاد من تعقيد الاستجابة للأزمات الصحية، وعلى رأسها الكوليرا التي تنتقل عبر المياه الملوثة وتُعد من أكثر الأمراض المعدية خطورة في البيئات المتضررة.

وكانت منظمات الإغاثة الدولية قد حذرت من أن الظروف الحالية في السودان بما فيها تكدس النازحين داخل المدن والمخيمات، وسوء أنظمة الصرف الصحي وغياب الرقابة الصحية تُشكل بيئة مثالية لانتشار الكوليرا، والذي يؤدي إلى حالات إسهال حادة وجفاف شديد قد يفضي إلى الوفاة في حال عدم التدخل الطبي السريع.

وشددت المنظمات على أن الوضع يتطلب استجابة منسقة وعاجلة، تشمل تحسين البنية التحتية الصحية، وتوفير الموارد اللازمة للفرق الطبية، وتكثيف حملات التوعية المجتمعية، لتفادي كارثة صحية أوسع نطاقاً في البلاد.