ورشة حوارية في بغداد تبحث سبل تعزيز المشاركة الانتخابية للشباب والنساء
نظم مركز رواق بغداد ورشةً حوارية بالتعاون مع المفوضية العليا للانتخابات، لبحث سبل رفع مشاركة الشباب والنساء في الانتخابات المقبلة وتعزيز الثقة بالعملية الديمقراطية.
رجاء حميد رشيد
العراق ـ في ظل اقتراب موعد الانتخابات في العراق، تتكثف الجهود الرامية إلى تعزيز المشاركة الشعبية، لاسيما بين فئتي الشباب والنساء، حيث يشكّل الوعي الانتخابي أحد الركائز الأساسية لترسيخ الممارسة الديمقراطية وبناء الثقة بين المواطن والعملية الانتخابية.
نظم مركز رواق بغداد للسياسات العامة، وبالتعاون مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس السبت 25 تشرين الأول/أكتوبر، ورشةً حواريةً مفتوحة لمناقشة واقع المشاركة الانتخابية، مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في مستهل شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، من أجل تعزيز المشاركة الانتخابية للشباب والنساء في العراق.
تهدف الورشة التي أقيمت بمشاركة واسعة من الشباب والنساء، إلى رفع الوعي بأهمية المشاركة الانتخابية، وتعزيز ثقة المواطنين بالعملية الديمقراطية، وتشجيع النساء والشباب على أن يكونوا جزءاً فاعلاً في الانتخابات المقبلة، من خلال مناقشة العملية الانتخابية والبحث عن حلول واقعية تساهم في تعزيز مشاركتهم في الانتخابات القادمة.
وأدارت الورشة من قبل نبراس أبو سودة المدربة الدولية لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حيث تناولت عدداً من المحاور الأساسية، من أبرزها أهمية مشاركة المرأة، الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الشباب والنساء عن المشاركة في الانتخابات، كيفية كسر حاجز العزوف الانتخابي، طرح أفكار ومبادرات عملية لرفع مستوى المشاركة الشبابية والنسوية.
أهمية المشاركة في الانتخابات
وأكدت نبراس أبو سودة خلال الورشة على أهمية مشاركة المرأة والشباب في الانتخابات البرلمانية العراقية، مستعرضةً واقع وتطور المشاركة الانتخابية في العراق منذ عام 2005 وحتى عام 2021، مع تحليل لنسب المشاركة ودور كلٍّ من المرأة والشباب في دعم العملية الديمقراطية.
وأوضحت "رغم مرور العراق بتحولات سياسية ودستورية كبرى منذ عام 2003، لاتزال فئتا الشباب والنساء تعانيان من ضعف التمثيل السياسي والمشاركة الفعلية في العملية الانتخابية، في بلد تتمتع بنسبة عالية من الشباب حيث يشكّل من هم دون سن 30 أكثر من نصف السكان، ويضم قاعدة نسوية واسعة، إلا أن هذه الطاقات تبقى محدودة التأثير في الحياة السياسية سواء كناخبين أو كمرشحين.
وأشارت إلى أسباب تراجع نسب التصويت في بعض الاستحقاقات الانتخابية، ومنها ضعف ثقة بالنظام السياسي والمؤسسات، هيمنة النخب التقليدية على الأحزاب والقوائم الانتخابية، القيود الاجتماعية والثقافية على مشاركة النساء، محدودية تمكين الفئات المهمشة في برامج الأحزاب أو التشريعات، لافتةً إلى تحسين مشاركة الشباب والنساء في العراق لا يعُد فقط حقاً ديمقراطياً، بل ضرورة لإعادة الثقة بالعملية الانتخابية، وتجديد الحياة السياسية بأصوات جديدة تعبر عن تطلعات المجتمع، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها البلد على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
من جانبها، قالت الناشطة والمهتمة بالشأن الانتخابي يقين عبد الأمير، ومنسقة مشروع حماية بيئة المعلومات في العملية الانتخابية، إن الهدف من هذه الورشة، التي نُظمت بالتعاون مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبعض منظمات المجتمع المدني المعنية بالرقابة الانتخابية، هو رفع نسبة مشاركة الشباب والنساء، والوقوف على أهم أسباب العزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية المقبلة.
كما تناولت الورشة تجربة الكوتا النسائية وأثرها في رفع تمثيل المرأة داخل البرلمان العراقي، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه الشباب في الترشح والمشاركة السياسية، مع استعراض نماذج من تجارب عربية ناجحة في هذا المجال مثل تونس والأردن.
واختُتمت الورشة بتمرينٍ تفاعلي بعنوان "ماذا لو نشارك؟ وماذا لو نقاطع؟"، بهدف تنمية التفكير النقدي، وتوضيح أثر المشاركة والمقاطعة في صنع القرار وتعزيز الوعي بأهمية الانخراط الإيجابي في العملية الانتخابية.