وفاة أكثر من ألف مريض في غزة خلال انتظارهم الإجلاء الطبي
في ظل أزمة صحية غير مسبوقة في قطاع غزة، كشف ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية عن وفاة أكثر من ألف مريض أثناء انتظارهم الإجلاء الطبي من غزة، محذراً من أن استمرار الوضع سيؤدي إلى مزيد من الوفيات.
مركز الأخبار ـ فاقم انهيار النظام الصحي في غزة معاناة السكان، حيث يواجه المرضى نقصاً حاداً في الأدوية والخدمات الطبية، فيما تحذر المنظمات الدولية من كارثة إنسانية تحدد حياة الملايين.
أفاد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، اليوم السبت 13 كانون الأول/ديسمبر، إن نحو 1092 مريضاً في غزة توفوا خلال فترة انتظارهم للإجلاء الطبي في الفترة ما بين تموز/يوليو، ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضيين، وذلك استناداً إلى بيانات وزارة الصحة المحلية.
وأوضح الممثل أن هذا العدد قد لا يعكس الحجم الفعلي للوفيات، إذ يقتصر على الحالات الموثقة رسمياً ولا يشمل تلك التي لم يتم الإبلاغ عنها، داعياً دولاً أكثر إلى استقبال مرضى من غزة، وعودة عمليات الإجلاء إلى الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية لإنقاذ الأرواح.
ويشهد الوضع الصحي في غزة أزمة حادة، حيث لا يعمل سوى 18 مستشفى بشكل جزئي من أصل 36، إضافة إلى أن 43% فقط من مراكز الرعاية الأولية ما زالت تقدم خدماتها، ويعاني القطاع من نقص كبير في الأدوية الأساسية، خصوصاً تلك المتعلقة بأمراض القلب وغيرها من الحالات المزمنة، ورغم تسجيل تحسن نسبي في عدد الموافقات على إدخال الإمدادات الطبية، فإن عملية إدخال الأدوية والمعدات ما زالت بطيئة ومعقدة من دون مبررات واضحة، الأمر الذي يفاقم معاناة المرضى ويزيد من صعوبة حصولهم على العلاج اللازم.
وأشار إلى أن هناك نحو 18 ألف و500 مريض، بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل، بحاجة ماسة إلى رعاية عاجلة وإجلاء خارج القطاع، محذراً من أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى وفاة المزيد من المرضى أو تدهور حالتهم الصحية بلا مبرر، مؤكداً أن أحد أبرز أسباب تعثر خروج المرضى هو رفض السلطات الإسرائيلية فتح الممر الطبي المؤدي إلى مستشفيات القدس الشرقية والضفة الغربية.
وأكد المسؤول الأممي أن القطاع الصحي في غزة، رغم ما تعرض له من استهداف واسع ودمار، لا يزال يقدم بعض الخدمات بشكل جزئي أو في حدودها الدنيا بفضل جهود العاملين الصحيين، لافتاً إلى أن التحسن المحدود الذي طرأ بعد الهدنة الأخيرة لا يخفي الانهيار العميق في النظام الصحي، إذ يواجه القطاع نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية والأدوية نتيجة منع إسرائيل دخولها بذريعة "الاستخدام المزدوج".
كما أشار إلى أن نحو نصف المستشفيات في غزة تعمل بشكل جزئي فقط، فيما يحرم ما يقارب 37 ألف شخص في شمال القطاع من الوصول إلى أي مستشفى، مؤكداً على وجود نقص شديد في المعدات الطبية الحيوية اللازمة لعلاج أمراض القلب والكلية والسرطان وجراحات العظام "أن نحو نصف الأدوية الأساسية غير متوفرة أو شبه معدومة، كما أن قطاع غزة لا يملك سوى جهاز تصوير مقطعي محوسب واحد يخدم مليوني فلسطيني، إلى جانب عجز كبير في معدات التصوير الطبي، وعلاج الأورام، وقسطرة القلب".