والدة أحد ضحايا مقاومة جيزي تؤكد استمرار نضالها من أجل هاتاي

قالت أمسال أتاكان إنها ستستمر في نضالها من أجل تحقيق العدالة الذي استمر لسنوات من أجل ابنها الذي قتل أثناء مقاومة جيزي في هاتاي، وأنها ستناضل الآن من أجل هاتاي التي دمرها الزلزال.

مدينة مامد أوغلو

هاتاي ـ لم تشفى حتى الآن الجراح التي سببها الزلزال الذي ضرب مدينة هاتاي بتركيا، ولا زال الأهالي يواجهون صعوبة في الحصول على المأوى والمياه النظيفة في المدينة، ويحاول أولئك الذين لا يتمكنون من الحصول على الخيام، الإقامة في البيوت البلاستيكية الزراعية.

بينما لم تتمكن فرق البحث والإنقاذ من الوصول إلى مئات الجثث التي بقيت أسفل أنقاض المباني المدمرة، تُركت بعض المباني مع تعليق أرقام هواتف عليها ملاحظات تقول "هناك جثث تحت هذه الأنقاض"، حيث قاموا برش الجير حول كومات الأنقاض، لمحاولة منع انتشار روائح الجثث في البيئة، وتم الانتهاء من عمليات البحث بينما لا تزال أعمال إزالة الأنقاض مستمرة.

 

"نحن نمر بأوقات صعبة للغاية"

أكدت أمسال أتاكان والدة أحمد أتاكان الذي فقد حياته خلال مقاومة جيزي في هاتاي، التي بدأت من حديقة جيزي في اسطنبول عام ٢٠١٣، أنها ستواصل النضال من أجل تحقيق العدالة لابنها، وستناضل من أجل هاتاي.

وأوضحت أنه بالرغم من كل الصعوبات التي يمرون بها لن تغادر المدينة، وإنه لا تزال هناك جثث يتم انتشالها من تحت الأنقاض، مشيرةً إلى أن الحكومة تركتهم ليموتوا بعد الكارثة التي عانوا منها، وبقوا دون طعام وماء لمدة أربعة أيام وأربع ليال بعد حدوث الزلزال.

وأضافت "هناك المئات من الأشخاص الذين لم يتم العثور عليهم بعد، نحن نمر بأيام صعبة للغاية، ألمنا شديد للغاية، قلوبنا تتألم حرقة على ما حل بالأهالي، لكننا لن ننسى أبداً تضامن الأهالي في تلك الأيام، حتى الشاحنات العامة التي كانت تأتي من قبل المتطوعين تم حظرها، لا أحد يملك منزل هنا، ولا يزال هناك آلاف الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على الخيام، حدثت كارثة كبيرة في ١١ مقاطعة في البلاد، لكن هاتاي عانت أكثر من غيرها لأنهم تركوا هذا المكان مع سكانه للموت".

 

"ما زلنا حتى الآن لا نستطيع الحصول على مياه نظيفة"

وأوضحت أمسال أتاكان أن أهالي هاتاي سيعيدون بناء المدينة بالنضال، مشيرةً إلى أن الحاجات الأساسية للناس لم تتم تلبيتها حتى بعد مرور شهر على حدوث الزلزال "لن نغادر هذا المكان، نحن هنا وسنواصل النضال، هاتاي مدينتنا، هذا البلد لنا وسوف نناضل من أجله حتى النهاية، ألمنا كبير جداً، ولكن غضبنا أكبر، وصلت الكهرباء حديثاً إلى المدينة، ولكن لا توجد مياه نظيفة، والجو بارد جداً، لا يستطيع الناس البقاء في الخيام بسبب الأمطار والعواصف، مرض جميع الأطفال ولم تكن هناك حتى سيارة تنقلهم إلى المستشفى، وهذا الوضع أسوأ بكثير في القرى".

ولفتت إلى أنها كانت تناضل لسنوات من أجل تحقيق العدالة لأبنها، لكنها لم تجد أي رد أو استجابة، مؤكدةً على أنها ستستمر في نضالها "هاتاي مكان دمر وأعيد بناؤه سبع مرات وسنقوم بإعادة بناء هذه المدينة بعد هذا الدمار مرة أخرى، في عام 2013 قتل ابني أحمد أتاكان في أرموتلو، كنت أطالب بتحقيق العدالة من أجل ابني طيلة عشر سنوات ولم تتحقق أي عدالة ولم يحاكم القتلة، والآن شهدنا الزلزال وقد مر شهر منذ وقوع الزلزال وترك الناس لوحدهم ليموتوا، هناك أناس تركت أجزاء من أجسادهم تحت الأنقاض، وكل هذا لم يترك لنا خلفه سوى الألم والصدمة، وزاد إيماننا وغضبنا تجاه هذا الأمر أكثر".