"تظاهرة سينما المرأة" لتسليط الضوء على القضايا النسوية بعدالة وإنصاف

أطلق "نادي سينما الناس" في مدينة السويداء السورية "تظاهرة سينما المرأة" وهي الأولى من نوعها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لتسليط الضوء على الدور المهم الذي تلعبه السينما في تغيير المفاهيم والوعي.

روشيل جونيور

السويداء ـ انطلقت فكرة "نادي سينما الناس" كمبادرة ثقافية تهدف إلى إثراء الحوار المجتمعي من خلال عرض الأفلام، حيث كان في بدايته مجموعة صغيرة من المهتمين، لكن سرعان ما كبر ليصبح منصة للنقاش وتبادل الأفكار حيث يعرض كل يوم سبت فيلماً من دولة مختلفة، بهدف التعرف على ثقافات وأساليب سينمائية متنوعة.

بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، أطلق "نادي سينما الناس" أمس السبت الثامن من آذار/مارس "تظاهرة سينما المرأة" وهي الأولى من نوعها في مدينة السويداء، حيث ركزت العروض على القضايا النسوية والتحديات التي تواجه المرأة في السينما والمجتمع، وتناولت الأفلام مواضيع مثل العنف ضد المرأة، التمييز، والنضال النسوي، وسلطت الضوء على الدور المهم الذي تلعبه السينما في تغيير المفاهيم وتعزيز الوعي.

تقول نيرمين الشوفي إحدى مؤسسات النادي، أن الهدف من هذه التظاهرة ليس فقط عرض أفلام من إخراج نساء أو بطولة نسائية بل إبراز الفكر النسوي في السينما حتى لو كان المخرج رجلاً، فالأهم هو تمثيل القضايا النسوية بعدالة وإنصاف، ومن خلال هذه العروض يسعى النادي إلى كسر الصورة النمطية عن المرأة في السينما حيث غالباً ما تكون محدودة في أدوار معينة بينما يهيمن الرجال على صناعة الأفلام من حيث الأجور والفرص.

وعن تأثير الأفلام التي تطرح قضايا المرأة أكدت راما بلان وهي إحدى الحاضرات في التظاهرة، أنها تقدم القصة من منظور عاطفي وإنساني يجعل الجمهور يتفاعل ويتعاطف معها بشكل أكبر، فطرح هذه القضايا في السينما يساهم في تغيير المعتقدات وتعزيز التضامن مع قضايا النساء مما يجعل هذا النوع من الأفلام ضرورياً لدعم المساواة بين الجنسين ونشر الوعي المجتمعي.

من جهتها أوضحت يارا كمال إحدى مؤسسات النادي، أن النقاشات التي تعقب العروض لا تقل أهمية عن الأفلام نفسها حيث تمنح الحضور فرصة للتعبير عن وجهات نظرهم وتشكيل فهم أعمق للقضية المطروحة فمشاهدة الفيلم تفتح المجال أمام التفكير في قضايا ربما لم تكن مطروحة في الذهن من قبل وتتيح استكشافها من زوايا متعددة بعيداً عن الأفكار الجاهزة.

وتطمح هذه المبادرة إلى أن تكون جزءاً من تغيير ثقافي أوسع حيث لا تقتصر السينما على الترفيه، بل تصبح وسيلة للتوعية والتأثير الاجتماعي في سوريا الجديدة، ويأمل القائمون على النادي أن يكون هناك اهتمام أكبر بقضايا المرأة وتنظيم مزيد من الندوات والجلسات التي تشجع النساء على مشاركة تجاربهن وأفكارهن بحرية، فبهذه الطريقة يمكن خلق حوار مجتمعي صحي يدفع نحو تغيير حقيقي في النظرة إلى المرأة ودورها في المجتمع.