تتجول في مخيم الهول مكشوفة الوجه وتضع وشاحاً أبيضاً

في أخطر مخيم في العالم واجهت خديجة صالح جميع النساء والأسر وكل من يدعم أفكار مرتزقة داعش ويرتدي اللون الأسود فقط. تمشي مكشوفة الوجه وتربط وشاحاً أبيضاً على رأسها، وتقول إنها لن ترتدي الأسود أبداً.

الحسكة ـ في مخيم الهول الذي يقع على بعد 45 كم شرق مدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا، لا يرى المرء أي ألوان أخرى غير الأسود تحت الخيام البيضاء. ليس لديهم خياطين لشراء وخياطة الملابس الملونة. يجوبون هذه الأرض مثل خفافيش الليل والنمل، لكنهم يتصرفون وفق ذهنيتهم الظلامية.

الأشخاص الذين يخرجون من عالمهم المظلم وسجنهم ويختارون عالماً ملوناً مزيناً بألوان قوس قزح، سيكونون بالتأكيد مهددين بالتعذيب والذبح والقتل. في مخيم الهول، لا يتم الاستماع إلى الموسيقى، ولا تتأثر أرواح الناس وعواطفهم، فهم محاصرون فقط بأفكار داعش المتطرفة. يقولون أن هذه هي حدودنا، ولن نتخذ خطوات أبعد من ذلك، وكل من يرغب برؤية مستقبلهم يتم إنهاء حياتهم.

كل شيء أسود هناك! عقولهم وأفكارهم المتطرفة وملابسهم سوداء حتى الأطفال في سن 3 أعوام فما فوق يتم خنقهم بالملابس السوداء وشعرهم الجميل مخفي تحت اسم "الخطيئة".

 

خديجة صالح تبلغ من العمر 65 عاماً من العراق. لقد عانت الكثير في حياتها من الطفولة والمراهقة إلى الشباب والشيخوخة. المسنين يضعون فقط أوشحة بيضاء على رؤوسهم وهذا هو الحال أيضاً في المجتمعات الكردية والعربية. الوشاح الأبيض هو رمز للسلام. في بعض المجتمعات، عندما تضع النساء الوشاح على الأرض، فهذا يعني أن الحرب يجب أن تتوقف.

تعيش خديجة صالح في أكثر المخيمات وحشية وخطورة في العالم، ترتدي وشاحها الأبيض وتتجول في الأرجاء بوجه مكشوف. ومع ذلك، فإن رؤية مثل هذه المرأة بوشاح أبيض أمر مثير للاهتمام.

 

"لقد فرضوا علي ولكني لم أقبل"

تقول خديجة صالح إنها لم تلبس الأسود منذ اليوم الذي فتحت فيه عينيها على العالم "هنا في المخيم فرضوا علي ارتداء وشاح أسود لكنني لم أقبله. لا أحد يستطيع أن يحاسبني، أنا لست خائفة من أحد".

وعما إذا كانت تتعرض لمضايقات من قبل الخلايا النائمة لمرتزقة داعش تقول "كيف لا أتعرض للمضايقات؟ نحن لا ننام في الليل، ربما ننام لمدة 15 دقيقة فقط ولكني أتمنى أن ننام براحة حتى في تلك الدقائق. نحن دائماً نفزع من النوم، ونقول أن هناك شخص ما سيهاجمنا، نحن لا نعرف حتى من هم، أنا فقط أريد أن يتحسن الوضع وأن أعود إلى بلدي وألا نتعرض لمثل هذه الحوادث".

ففي تعابير وجه خديجة صالح العديد من القصص التي تريد أن تحكيها، لكن إذا كسرت صمتها وتحدثت عن تلك القصص، فسوف تُقتل بالتأكيد.

تواجه المسنات أفكار مرتزقة داعش ولو بطرق بسيطة ولا تتبعن قواعدهم. ارتداء الوشاح الأسود إلزامي، لكن هناك بعض النساء الكبيرات في السن اللواتي لا ترغبن في ربط مصيرهن بهذا الوشاح الأسود والغرق في ذلك العالم.