تقرير يؤكد: نساء الإيغور يتعرضنَّ للاغتصاب في المعتقلات

فجر تقرير بي بي سي حول عمليات اغتصاب نساء الإيغور في المعتقلات جدلاً واسعاً وما بين النفي والتأكيد.

مركز الأخبار ـ
يعيش في الصين أكثر من 30 مليون مسلم، يتركز معظمهم في إقليم شينجيانغ وهم من الإيغور. ومنذ عام 2017 بدأت تقارير دولية بالكشف عن تعرض هؤلاء للاحتجاز القسري في معسكرات خاصة مما أثار الرأي العام وطالت الحكومة الصينية العديد من الانتقادات.
 
ما مضمون التقرير؟
نشرت وكالة الإذاعة البريطانية بي بي سي في الثالث من شباط/فبراير أي قبل يومين تقريراً حول عمليات الاغتصاب والتعذيب والاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها النساء الإيغور في المعتقلات الصينية، بناءً على شهادات معتقلات سابقات، وأكد أن المعتقلات يتعرضنَّ لعمليات اغتصاب ممنهج وتعذيب وإصابة بالعقم وغسل الأدمغة.
وأكدت بي بي سي على موقعها الإلكتروني أن "عدة معتقلات سابقات وإحدى الحارسات أبلغنَّ أنهنَّ تعرضنَّ أو شاهدنَّ أدلة على نظام ممنهج للاغتصاب الجماعي والاعتداء الجنسي والتعذيب". 
ووردت عدة تقارير سابقة عن انتهاكات الحكومة الصينية بحق مسلمي الإيغور وبناء معسكرات احتجاز ضمت أكثر من مليون شخص بحجة "إعادة تعليم أو إعادة تثقيف"، كما أن تقريراً سابقاً لوكالة بي بي سي أشار إلى أن المسلمين يتم احتجازهم في معسكرات تم بناءها بعد عام 2015، كما بينت صور للأقمار الصناعية في عام 2018 أن المعسكر ضخم ويضم سياج خارجي حوله أبراج مراقبة وعليه حراسة مشددة.
وفي نيسان/أبريل 2018 بدأت أوائل التقارير التي تتحدث عن أماكن الاحتجاز، رغم الإجراءات المشددة والتي تتبعها الشرطة الصينية مع الزائرين. وقالت الحكومة الصينية أن الغاية من بناء هذه المنشآت محاربة التطرف.
وتضمن التقرير شهادة "تورسوناي زياودون" التي فرت من شينجيانغ بعد خروجها من معسكرات الاعتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت إن النساء يخرجنَّ كل ليلة من زنازينهنَّ ويغتصبهنَّ رجل ملثم أو أكثر، وأكدت أنها اغتصبت بشكل جماعي ثلاث مرات. 
كما أكدت أن السلطات في المعسكر تقوم بحقن المعتقلات بإبر كل 15 يوماً وهو ما تسبب لها بأعراض جانبية كثيرة.
بينما كشفت امرأة اخرى لبي بي سي وهي كازاخية احتجزت 18 شهراً من إقليم شينجيانغ أنها أجبرت على تجريد النساء من ملابسهنَّ وتقييد أيديهنَّ قبل تركهنَّ وحدهنَّ مع رجال صينيين.
أحد حراس المعتقل أكد ممارسات التعذيب بحق النساء لكنه رفض الكشف عن هويته خوفاً على حياته.
 
ردود الفعل... إدانات واسعة
ابدت العديد من الدول انزعاجها لما تضمنه تقرير وكالة الإذاعة البريطانية بي بي سي حول الانتهاكات التي تعرضت لها نساء الإيغور في المعتقلات بينما تنفي الصين ما ورد في التقرير.
واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية الصين بارتكاب "إبادة جماعية بحق الإيغور"، كما أنها قالت في وقت سابق أن الصين ترتكب عمليات اغتصاب جماعي في المعسكرات وطالبت بإجراء تحقيق. 
وبعد نشر التقرير الأخير حول عمليات الاغتصاب وتعذيب النساء قالت إن العواقب ستكون "وخيمة" مؤكدة أنها "منزعجة للغاية من الفظائع". ووصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ند برايس ما يحدث بـ "جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية". مؤكدة أنها "تهز الضمير ويجب مواجهتها".
الخارجية الأسترالية طالبت بدخول الأمم المتحدة الفوري إلى معسكرات الاحتجاز "نعتبر الشفافية ذات أهمية قصوى، ونواصل حث الصين على السماح للمراقبين الدوليين بالوصول الفوري إلى شينجيانغ". 
لكن الصين أكدت أنها ترفض أي تدخل وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين أمس الخميس 4 شباط/فبراير أن بلاده تعارض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للصين".
 
الحكومة الصينية تنفي
قالت الحكومة الصينية أن لا صحة لما ورد في تقرير بي بي سي، خاصة أن لا جهة أخرى تحققت من صحة ما تضمنه تقرير الوكالة البريطانية، وصحة الادعاءات الواردة فيه.
واتهمت على لسان أحد مسؤوليها الأشخاص الذين قابلتهم بي بي سي بالكذب ووصفتهم بأنهم "ممثلون ينشرون معلومات كاذبة"، وأكدت مراراً على أن هذه المراكز أسست من أجل "محاربة التطرف الإسلامي". مؤكدة أنه لا يوجد ما يسمى بالاغتصاب المنهجي والاعتداء الجنسي ضد المرأة.