تقرير: العنف ضد النساء في نيجيريا يبلغ مستويات غير مسبوقة

شهدت نيجيريا خلال عام 2024 مقتل 133 امرأة بينهم شابات من مختلف الأعمار نتيجة للعنف المرتبط بالنوع الاجتماعي.

مركز الاخبار ـ تؤكد حوادث قتل النساء في نيجيريا استمرار تفشي العنف ضد المرأة بشكل مقلق، في وقت لا يزال فيه عدد من مرتكبي تلك الجرائم طلقاء في ظل غياب قوانين تحمي المرأة ويعاقب الجاني.

وفقًا لتقارير جرائم قتل النساء لعام 2024 الصادرة عن مؤسسة DOHS Cares Foundation، فقد تم توثيق مقتل 133 امرأة نيجيرية بينهم فتيات، نتيجة للعنف المرتبط بالنوع الاجتماعي بين الأول من كانون الثاني/يناير 2024 حتى الواحد والثلاثون من كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.

وأظهرت التقارير أن العنف ضد النساء في نيجيريا قد بلغ مستويات غير مسبوقة في عام 2024، حيث أظهرت البيانات أن النساء من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية تعرضن لجرائم عنف متعددة شملت القتل والاغتصاب، مما يسلط الضوء على المشكلة الكبرى التي تواجهها النساء في البلاد في سياق العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وحصلت صحيفة "بانش" على هذه التقارير من لوحة معلومات التتبع الخاصة بمؤسسةDOHS Cares Foundation، وهي منظمة غير حكومية تعمل على مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي ومتابعة الجرائم المتعلقة بقتل النساء، وتقدم تقارير دورية تتعلق بحالات العنف ضد النساء، بالتعاون مع وسائل الإعلام المحلية، بما في ذلك صحيفة "بانش" التي نشرت في وقت سابق تفاصيل الحوادث المؤلمة.

ووفقاً لما ذكره مؤسس وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، فإن العدد المقلق من الحوادث يشير إلى وجود اتجاه خطير، حيث تظهر التقارير التي تم جمعها من مختلف وسائل الإعلام، بما في ذلك صحيفة "بانش"، أن هناك تصاعداً ملحوظاً في حالات العنف المرتبط بالجنس، مع وجود زيادة ملحوظة في القتل العنيف للنساء في مختلف أنحاء البلاد.

وتشير التقارير إلى أن 12 امرأة تم قتلهن بين كانون الثاني/يناير 2024 حتى آذار/مارس من نفس العام، بما فيهن الطفلة آسيا البالغة من العمر ثلاث سنوات، التي اختفت في البداية ثم تم العثور عليها مقتولة في ولاية بوتشي مع إزالة أجزاء من جسدها وهي حادثة أثارت ضجة واسعة في الأوساط المحلية والدولية بسبب بشاعتها.

وفي نيسان/أبريل 2024، لقيت تسع نساء على الأقل حتفهن بسبب العنف المرتبط بالنوع الاجتماعي، ومن أبرز الحالات التي تطرق إليها التقرير قضية أمينات البالغة من العمر 100 عام، التي قُتلت على يد ابنها البالغ من العمر 67 عاماً إثر نزاع على عائدات مبيعات زيت النخيل.

وفي شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو، فقدت 23 امرأة حياتها في ظروف مماثلة، وكان من بين الضحايا أرملة تبلغ من العمر 69 عاماً بعد تعرضها للضرب المبرح أثناء مرضها في منزلها حتى فقدت الوعي وتوفيت، في حادثة أثارت غضب المجتمع النيجيري.

وفي تموز/يوليو، تم تسجيل 16 حادثة أبرزها مقتل الطالبة في السنة الأولى في جامعة نيجيريا نسوكا إيفيوما إيزي إستر، التي قُتلت بعد أن دفعها رجال مجهولون من نافذة الطابق الثالث في فندق باديليا.

كما سجل التقرير في آب/أغسطس مقتل ثماني نساء، من بينهن الطفلة رونايسا صادق البالغة من العمر تسع سنوات، التي اغتصبها وقتلها صاحب صيدلية في كانو بعد أن أحضرها والدها لتلقي العلاج من الملاريا وفي أيلول/سبتمبر تم الإبلاغ عن مقتل سبع نساء، من بينهن أوريومي غبوايجا، التي عُثر على جثتها مع قطع في معصميها في حوزة رجل دين إسلامي.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، تم تسجيل ما لا يقل عن 20 حادثة من بينها مقتل بريسيلا أوكيمي البالغة من العمر 24 عاماً، التي عُثر عليها ميتة بعد زيارة صديقها إيكوسويهي إلفيس، المعروف باسم ريتشارد، هذه الحوادث المأساوية تؤكد استمرار تفشي العنف ضد النساء في نيجيريا بشكل مقلق، بينما لا يزال العديد من المشتبه بهم في هذه الجرائم طلقاء.

وفيما يتعلق بالتحقيقات، أظهرت البيانات أن بعض المشتبه بهم قد تم القبض عليهم من قبل الشرطة في المناطق التي وقعت فيها الحوادث، إلا أن غالبية المتورطين في هذه الجرائم الشنيعة ما زالوا طلقاء، وأكد مؤسس وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، أن التقارير غير المؤكدة تتجاوز الـ 133 حادثة مؤكدة، وأن هناك عمليات تحقيق مستمرة قد تؤدي إلى زيادة العدد في الأيام المقبلة.

ودعا في تصريحه إلى إصدار قانون لحظر جميع أشكال العنف ضد النساء، مشدداً على أن القانون يجب أن يعاقب كل من يشارك أو يسهم في هذه الجرائم.