تحالف ندى يندد باستمرار الإبادة الممنهجة ضد نساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أكد تحالف "ندى" على أن النساء الإيزيديات والأفغانيات استنبطن دروساً كبرى من تجربة الثورة النسائية في روج آفا والمقاومة في جبل شنكال، وعملن على الدفاع عن أنفسهن وبلادهن ضد الظلم والقمع.

مركز الأخبار ـ استنكر تحالف ندى الإبادة الممنهجة المرتكبة بحق النساء الإيزيديات والأفغانيات والسودانيات والفلسطينيات، داعياً إلى الاعتراف بالإبادة والضغط على إيران لوقف أحكام الإعدام الصادرة بحق الناشطات.

أصدر التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي "ندى"، أمس الاثنين 5 آب/أغسطس، بياناً للرأي العام، تزامناً مع مرور عشر سنوات على الفرمان الـ 74، وتسليط الضوء على أوضاع النساء في كل من السودان وإيران وأفغانستان التي سيطرت عليها حركة طالبان في الخامس عشر من آب/أغسطس عام 2021.

وجاء في البيان "ها قد مرت عشر سنوات على هجوم داعش، الذي هو نتاج قوى الهيمنة العالمية، على جبل شنكال بإقليم كردستان، مستهدفاً الشعب الإيزيدي المسالم والعريق بثقافته وديانته، والضارب بجذوره في أغوار هذا الجبل القديم".

وأكد البيان أن "الهجوم السافر لداعش على شنكال، استهدف القيم الإنسانية وإحدى الحضارات العريقة في المنطقة، وأراد إبادة الشعب الإيزيدي متجسداً في كسر إرادة النساء الإيزيديات وإبادتهن، أكان جسدياً من خلال قتلهن والتنكيل بهن، أو نفسياً وروحياً وثقافياً من خلال تهجيرهن واختطافهن وسبيهن وبيعهن في أسواق النخاسة وفرض الأسلمة عليهن وعلى أطفالهن، إلى جانب تجنيد أطفالهن كأشبال الخلافة بعد تمريرهم بفترة من غسيل الدماغ والصهر الكامل".

ونوه البيان إلى أنه "لاتزال معاناة هذا قائمة كجرح عالمي ينزف وكوصمة عار على جبين الإنسانية، نظراً لعدم اعتراف الكثير من الدول والمؤسسات الحكومية المعنية بأن ما حصل في شنكال هو إبادة جماعية، وإبادة ممنهجة ضد النساء الإيزيديات".

وأوضح البيان أن الشعب الإيزيدي استنبط دروساً كبرى من كل الفرمانات التي مروا بها على مر تاريخهم عموماً، ومن هجمات داعش ومَن سانده أو سهَّل له أمره بالتراجع وفتح الطريق له، وخص بالذكر الإيزيديات اللواتي شمّرن عن سواعدهن، فأسسن قوات الدفاع الذاتي للدفاع عن أنفسهن وموطنهن وثقافتهن وحضارتهن، وأسسن تنظيماتهن ومنظومتهن النسائية الخاصة بهن والمنضوية في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية لشنكال، ليساهمن في سد الطريق أمام أي احتمالٍ لأية إبادة أخرى.

وأشار البيان إلى مسيرة ثأر النساء الإيزيديات، الواعي والمنظم مستمرة إلى أن تتحرر كل المختطفات، وإلى حين معرفة مصير كل من لا يعرف عنهن شيئاً؛ وذلك إدراكاً منهن أن هذا هو السبيل الذي لا غنى عنه لضمان المكتسبات والإنجازات، ولضمان استتباب السلام والأمن في شنكال، بل وفي عموم العراق.

وأضاف البيان "إننا مقبلون على الذكرى السنوية الثالثة المشؤومة لاستيلاء طالبان على كابول، والتي كانت بداية وصولهم إلى الحكم بعد اتفاقية الدوحة، وبدايةً لعهد مأساوي جديد على الشعب الأفغاني عموماً، وعلى النساء الأفغانيات خصوصاً، نتيجة السياسة الدينية المتشددة التي تسلكها حركة طالبان وتطبقها عليهن. ونتيجةً لذلك، تفاقمت معاناة الأفغانيات بحرمانهن من أبسط حقوقهن وحرياتهن مع تزايد الفتاوى الصادرة بحقهن، لدرجةِ حصرهن بين أربعة جدران في منازلهن. هذا عدا عن حالات الاغتيال والقتل والاختطاف والتشويه بحقهن وما إلى ذلك من انتهاكات سافرة".

ولفت البيان إلى أن النساء الأفغانيات كالإيزيديات استنبطن دروساً كبرى من تجربة الثورة النسائية في روج آفا وإقليم شمال وشرق سوريا من جهة، ومن تجربة مقاومة الإيزيديات في جبل شنكال من جهة  ثانية، ليبدأن هن الأخريات بالدفاع عن أنفسهن وبلادهن ضد الظلم والقمع، وما تزال هذه المسيرة النضالية الصامدة مستمرة.

وحول الحروب والنزاعات التي تشهدها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قال البيان "جميع النساء في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعانين الويلات جراء الحرب العالمية الثالثة وتداعياتها الكارثية بشتى أشكالها وفي مختلف المجالات، بدءاً من فلسطين واليمن وسوريا والعراق وكردستان وإيران، وصولاً إلى ليبيا وتونس والمغرب ومصر والصحراء الغربية، حيث تحول الاستغلال والعنف الجنسي بشتى أشكاله إلى أداة حرب ضد النساء في بلدان ومناطق النزاع، هذا عدا عن البطالة والنزوح والهجرة أو التهجير القسري، والحرمان من حقوق التعليم والرعاية الصحية، إضافة إلى استشراء الفقر المدقع والجوع والعطش، وكذلك التزويج القسري وتزويج القاصرات".

وسلط البيان الضوء على ما تتعرض له النساء في السودان "تعاني النساء السودانيات الويلات جراء تحارب الأطراف الداخلية والتدخلات الخارجية، فحالات العنف الجنسي والاعتداء والاغتصاب الجماعي والاسترقاق باتت جزءاً لا يتجزأ من سياسة التنكيل والانتقام من النساء السودانيات اللواتي أشعلن شرارة الثورة الكنداكية".

وندد البيان بالهجمات السافرة على الشعب الفلسطيني والنساء خاصة، بالإضافة إلى أحكام الإعدام الصادرة بحق الناشطات الكرديات في إيران، وخصوصاً بحق الناشطتين شريفة محمدي وبخشان عزيزي "كل هذا يتم أمام مرأى ومسمع الدول والجهات والمؤسسات الدولية المعنية، دون أن تُحَرّك ساكناً، رغم أنها تتغنى بحقوق الإنسان والنساء؛ مما يعد أكبر دليل على مدى النفاق والازدواجية في مدى الالتزام بالمعايير الإنسانية المنصوص عليها في مختلف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومدى تطبيقها أو محاسبة المسؤولين عن الإخلال بها".

استنكر البيان "الإبادة الممنهجة اليت تتعرض لها نساء المنطقة، متجسدة في الإبادة المطبقة بحق النساء الإيزيديات والأفغانيات والسودانيات والفلسطينيات، فإننا نعرب مجدداً عن تضامننا ودعمنا ومساندتنا لنضال ومقاومة النساء جميع النساء الحرائر في المنطقة والعالم".

ودعا البيان الجهات والمؤسسات الدولية المعنية بالخروج عن صمتها والتحرك الفوري لوقف الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق النساء والتي ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومحاسبة مرتكبيها والاعتراف بإبادة النساء الممنهجة والضغط على الجهات المعنية لوقف أحكام الإعدام الصادرة بحق الناشطات في إيران.