تفاقم الأوضاع الإنسانية في شمال دارفور ونزوح ما يقارب 70 ألف شخص

أطلقت منظمة مناصرة ضحايا دارفور نداء إنسانياً عاجلاً بشأن تفاقم الأوضاع في ولاية شمال دارفور غربي السودان.

السودان ـ وجهت منظمة مناصرة ضحايا دارفور في السودان، نداءً عاجلاً لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة التي قالت إنها تهدد حياة آلاف المدنيين الذين فرّوا من ويلات النزاع في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها.

أفادت منظمة مناصرة ضحايا دارفور في بيان نشرته، أمس الاثنين 21 نيسان/أبريل، على موقع التواصل الافتراضي "فيسبوك"، إن وحدة كورما الإدارية ومعسكر سلك تشهد منذ 16 من الشهر الجاري، موجة نزوح جماعي بدأت بوصول 40 أسرة فقط، قبل أن تتوالى قوافل النزوح عبر عربات النقل الكبيرة من قرى منكوبة مثل "جرنة"، و"دونكي كشطة"، و"الشجرة"، وأجزاء من ضواحي الفاشر، ليستقر بهم المقام في مخيم "سلك".

وأوضحت أن عدد الأسر النازحة بلغ حتى يوم الأحد 20 نيسان/أبريل الجاري، نحو 500 أسرة، أي ما يقارب 70 ألف نازح، أغلبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، يعيشون جميعاً في العراء دون مأوى أو غذاء أو رعاية صحية أو حتى مياه شرب نقية.

وأكدت المنظمة في بيانها على أن هذه الأسر تعتمد في بقائها على جهود محلية محدودة للغاية، تقودها مبادرات شبابية تطوعية تعمل على نقل المياه وشراء القليل من المواد الغذائية عبر تبرعات مجتمعية لا تغطي أدنى الاحتياجات.

وأوضحت أنه لم تُسجل حتى الآن أي استجابة من الجهات الإنسانية الدولية أو منظمات الإغاثة الكبرى، رغم استمرار تدفق النازحين بمعدل يتراوح بين 200 إلى 400 أسرة يومياً، ما ينذر بانفجار كارثي وشيك.

وأضافت "الوضع الصحي في المخيم بات مقلقاً للغاية، حيث بدأت تظهر حالات حادة من سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة، وسط غياب تام للبنية الصحية اللازمة أو الكوادر الطبية المتخصصة. يُدار الوضع عبر مبادرات بدائية لا تملك سوى القليل من الإمكانيات، بينما تتفاقم الحاجة إلى غذاء علاجي ومكملات غذائية ورعاية طبية عاجلة".

وأكدت المنظمة أن الوضع في مخيم "سلك" تجاوز مرحلة الإنذار المبكر، مشيرةً إلى أنه "بدأت ملامح كارثة إنسانية متكاملة الأركان في التشكّل، وسط صمت مقلق من المجتمع الدولي"، مناشدة منظمات الإغاثة الدولية، ووكالات الأمم المتحدة، الهيئات الإنسانية، والمانحين الإقليميين والدوليين، بالتحرّك الفوري لإنقاذ حياة الآلاف، عبر دعم مباشر وعاجل يشمل إنشاء مراكز إيواء طارئة، توفير الغذاء والماء النظيف، إنشاء وحدات صحية متنقلة، دعم المبادرات المحلية العاملة ميدانياً".