صحفيات تونسيات ينددن بالعنف الأمني ويطالبن بالاعتذار

أدانت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين حملة التشويه التي أطلقتها النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي في محافظة صفاقس جنوب البلاد وعدد من منتسبيها

زهور المشرقي
تونس ـ ، عبر سلسلة من التدوينات على الصفحات الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة لمنتسبي قوات الأمن.
عبّرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين عن إدانتها الشديدة لحملة التشويه والشيطنة التي أطلقتها النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بمحافظة صفاقس جنوب البلاد وعدد من منتسبيها، ضد كل من الصحفية ريم عبد العزيز، العاملة بموقع الصحفيين التونسيين، والصحفية في قناة التاسعة التلفزيونية سناء الماجري، وذلك على خلفية تنديدهن بالتجاوزات الأمنية خلال الاحتجاجات الأخيرة التي عاشتها البلاد. 
وذلك عبر سلسلة من التدوينات على الصفحات الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة لمنتسبي قوات الأمن.
واستغربت نقابة الصحفيين تواصل سلوكيات الانفلات لبعض العناصر الأمنية التي لا تبالي بما تعيشه البلاد من تحور عميق في العلاقة بين الأمني والمواطن العادي والتي يفترض أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل ولا تراعي مفهوم الأمن الجمهوري الذي كان ولا يزال من الاستحقاقات الأساسية لثورة الحرية والكرامة وتونس الديمقراطية.
ومن ناحية أخرى، دعت نقابة الصحفيين مختلف وسائل الإعلام إلى مقاطعة  كتلة "ائتلاف الكرامة" والالتزام بعدم المساهمة في نشر خطابات الكراهية والتحريض على العنف التي تهدد السلم الاجتماعي، على خلفيّة ما رصدته منذ انطلاق الدورة البرلمانية الحالية من عمليات التحريض والسب والشتم في حق الصحفيات  والصحافيين من قبل نواب الكتلة المذكورة سالفا، بعيداً عن كل حوار عقلاني وبنّاء يحترم حرية التعبير والحق في الاختلاف".
وكانت عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين، فوزية الغيلوفي، قد أوضحت في حوار مع وكالة أنباء المرأة، أن المشهد لم يتغير كثيراً، إذ تم رصد تواصل ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحفيات من كل الأطراف المعنية وخاصة المؤجرين والسلطة والجهات الأمنية إلى جانب ارتفاع نسب التحرش والاستغلال الاقتصادي. 
من ناحيتها، قالت الصحفية التونسية يسرى الشيخاوي، في تصريح لوكالة أنباء المرأة، إنّ العنف المسلط على بعض الصحفيات من قبل بعض الأمنيين والنقابيين الأمنيين غير مقبول ويجرمه القانون.
وأفادت بأنه من غير المقبول السكوت إزاء هذه الممارسات التي تصادر الآراء والحق في التعبير على اعتبار أن رسائل الشتم والسباب تأتي على خلفية الحديث عن الحراك الاحتجاجي.
ودعت يسرى الشيخاوي النقابات الأمنية إلى الاعتذار من الصحفيات لما تعرضن له على خلفية آرائهن، مشيرة إلى أن المقاطعة في هذه المرحلة هي الحل على اعتبار أن خطاب بعض الأمنيين والنقابيين ينضح بروح الكراهية وسيل من العنف.
بدورها، ندّدت الصحفية ريم عبد العزيز، في تصريح لوكالة أنباء المرأة، بالاعتداءات المتتالية على الصحفيات التونسيات من قبل بعض الأطراف الأمنية وغيرها، معبرة عن رفضها لكافة أشكال الهرسلة والعنف اللفظي التي تتعرض لها الصحفيات.
وأفادت ريم عبد العزيز، بأن الصحفيات أصبحن يعملن في بيئات غير آمنة، نظراً لارتفاع نسبة التهديد ضدهن، داعية إلى تصدي الجهات المختصة لكل أشكال العنف، لافتة إلى أن تأثيرات مثل هذه الممارسات عبر الإنترنت خطيرة.
وأشارت محدثتنا إلى أن هذا العنف يتضمّن تهديدات بالاعتداء الجنسي والقتل والتحرش والإساءة وانتهاك الخصوصية وهجمات الأمن الرقمي، الأمر الذي يؤذي الصحفيات ويخيفهن في عملهن، ويجبرهن في بعض الحالات على ترك المهنة.
ووفق دراسات متعددة، تواجه الصحفيات الثلاثة تهديدات متقاربة ومشتركة عبر الإنترنت، وهي المضايقات، وتهديد الصحفيات بالعنف والاعتداء الجنسي والاغتصاب والقتل، وأحياناً تتخطّى التهديدات الصحفيات لتنسحب على عائلاتهن.
كما تتعرض الصحفيات لحملات يقوم بها أشخاص أو مجموعات أو شبكات، وتستهدف المظهر والجنس والمهنية بهدف تشويه سمعتهن والتقليل من ثقتهن بأنفسهن.