تقرير: النساء تدفعن الثمن الأكبر في النزاعات المسلحة حول العالم
كشف تقرير الأمم المتحدة لعام 2025 عن تصاعد النزاعات إلى أعلى مستوى منذ عام 1946 حيث أن 676 مليون امرأة تعشن قرب مناطق نزاع، وسط تزايد العنف الجنسي وتهميش النساء في عمليات السلام.

مركز الأخبار ـ تُخلّف النزاعات المسلحة آثاراً مدمّرة على المجتمعات، إلا أن النساء والفتيات غالباً ما يدفعن الثمن الأكبر، فمع تصاعد وتيرة الحروب والصراعات، تتعرض النساء لانتهاكات جسيمة تشمل العنف الجنسي، والنزوح القسري، والاستبعاد من عمليات صنع القرار.
أشار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لعام 2025 بشأن "المرأة والسلم والأمن"، صدر أمس الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر، إلى أن العالم يشهد حالياً أعلى معدل للنزاعات النشطة منذ عام 1946، مما يفاقم من حجم المخاطر والمعاناة التي تواجهها النساء والفتيات.
وبيّن التقرير أن نحو 676 مليون امرأة تعشن على مسافة لا تتجاوز 50 كيلومتراً من مناطق تشهد نزاعات مميتة، وهو الرقم الأعلى المسجل منذ تسعينيات القرن الماضي، لافتاً إلى أن أعداد الضحايا المدنيين من النساء والأطفال تضاعف أربع مرات مقارنة بالفترة السابقة، فيما ارتفع العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات بنسبة 87% خلال العامين الماضيين.
وجاء التقرير بالتزامن مع الذكرى الـ 25 لقرار مجلس الأمن رقم 1325الذي يُلزِم المجتمع الدولي بضمان المشاركة والحماية الكاملة للمرأة في قضايا السلام والأمن.
وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، إنه يتم قتل النساء والأطفال بأعداد قياسية، وتستبعدن من طاولات السلام، ويُتركن دون حماية مع تزايد الحروب "النساء لا يحتجن إلى مزيد من الوعود، بل إلى القوة والحماية والمشاركة المتساوية".
وسلّط التقرير الضوء على "الإقصاء الواسع للنساء من مواقع اتخاذ القرار في عمليات السلام"، مشيراً إلى أن عام 2024 شهد غياب النساء عن 90% من تلك العمليات، كما لم تتجاوز نسبة مشاركة النساء في المفاوضات 7%، بينما بلغت نسبة النساء اللواتي تولين دور الوسيطات على المستوى العالمي 14%، كما كشف عن "اختلال خطير في التمويل"، حيث تجاوز الإنفاق العسكري العالمي 2.7 تريليون دولار عام 2024، بينما لم تتلق منظمات المرأة في مناطق النزاع سوى 0.4% من المساعدات، ما يهدد استمرار عمل العديد من المجموعات النسائية على الأرض.
وفي مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة، عبّرت نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة نيارادزاي جومبونزفاندا، عن قلقها إزاء ما ورد في التقرير، مؤكدة أن "العالم يسلك مساراً مقلقاً"، حيث بلغ الإنفاق العسكري مستويات غير مسبوقة، في وقت تتعرض فيه المساواة بين الجنسين والتعددية لضغوط وهجمات متزايدة.
وشددت على أن رسالة النساء في مناطق النزاع واضحة "أوقفوا الحروب، وادعموا القانون الدولي، وانزعوا السلاح، قيادة المرأة ليست رمزية، بل هي ما يجعل السلام ممكناً ودائماً".
من جانبها، نبهت سارة هندريكس، مديرة شعبة السياسات والبرامج والدعم الحكومي الدولي في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى أن "النساء والفتيات تستهدفن بحروب تُشن على أجسادهن"، مشيرةً إلى أن الأرقام تخفي وراءها معاناة إنسانية عميقة، حيث تلد النساء في الملاجئ تحت القصف، وتُجبر الفتيات على مغادرة مدارسهن، وتُسكت الناجيات، بينما تخاطر صانعات السلام بحياتهن يومياً، وأضافت أن النساء والفتيات في غزة قُتلن خلال العامين الماضيين بمعدل يقارب امرأتين في الساعة.