رائدات الأعمال في باميان... مقاومة القيود وإعادة بناء الأمل

تمكنت عدد من نساء ولاية باميان الأفغانية من إعالة أنفسهن وغيرهن من النساء من خلال إقامة أنشطة اقتصادية صغيرة والهروب من مخالب التشرد والاكتئاب.

بهاران لهيب

باميان ـ خلال السنوات الثلاث الماضية، حُرمت الأفغانيات من العمل والتعليم، وعدد كبير منهن معيلات لأسرهن، لكنهن الآن يعشن حياة مليئة بالصعوبات، ومع ذلك، استفادت بعض النساء من الفرص القليلة المتاحة، وبموارد استثمارية محدودة، أنشأن مؤسسات لدعم غيرهن من النساء اقتصادياً.

قبل سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، كان هناك سوق نشط في ولاية باميان، حيث كانت جميع بائعيه من النساء، كنّ ينتجن ويبعن الملابس الأفغانية المحلية، خاصةً ملابس جماعة الهزارة العرقية، كنّ يعملن ليلاً نهاراً وإشراك العديد من نساء القرى في عملية الإنتاج هذه، مما ساهم في دعم سبل عيش أسرهن، لكن مع وصول طالبان إلى السلطة، وحرمان النساء من العمل، وانتشار الفقر، والهجرة القسرية، وتراجع عدد السياح الأجانب، فقد هذا السوق حيويته.

ومع ذلك، في جزء آخر من مدينة باميان، ظهر سوق جديد، حيث تدير عدد من النساء متاجر ويبعن جميع أنواع الملابس والأقمشة، حيث قالت كاميلا عطائي، إحدى النساء الناشطات في هذا السوق "تخرجت من الجامعة عام ٢٠٢٠ وعملت لمدة سبعة أشهر، ولكن مع وصول طالبان، أُغلقت أبواب المؤسسات أمام النساء، بعد ذلك، أنشأت هذا المتجر، الذي أعمل به منذ سبعة أشهر"، مضيفةً عن استثمارها "لم أُبنِ هذا المتجر برأس مالي الخاص فقط، بل كان جزءاً منه مني والباقي اقترضته".

وعن دافعها لبدء هذا المشروع، أوضحت "عندما فقدت وظيفتي وأصبحت ربة منزل، أُصبتُ باكتئاب حاد، لذلك قررت تأسيس هذا المتجر للخروج من هذا الوضع ولتحفيز النساء الأخريات، أردتُ أن تستلهم النساء الأخريات مني ويعتمدن على أنفسهن"، مضيفةً "أعمل في هذا المتجر منذ سبعة أشهر، وجميع القطع المعروضة فيه ملابس نسائية".

وبخصوص التفاعل بين المجتمع وحركة طالبان، قالت "أتلقى التشجيع من النساء، لكن الرجال لا يدعمونني، كما أن مؤيدي طالبان لديهم موقف سيء ويريدون إغلاق متجري بحجة الدعاء، ورغم كل هذا الضغط، ما زلت أواصل العمل".

وختمت كاميلا عطائي حديثها برسالة وجهتها للنساء الأفغانيات "توقفن عن البقاء في منازلكن، للتخلص من الاكتئاب، افعلن ما بوسعكن".

تظهر قصص مثل قصة كاميلا عطائي أنه في خضم القيود واليأس، لا يزال من الممكن العثور على بصيص أمل، ورغم كل الضغوط والحرمان، تسعى النساء الأفغانيات إلى أن يكنّ نافعات ليس فقط لأنفسهن، بل لمجتمعهن أيضاً، وهذه الجهود تستحق الدعم والتعاطف والاهتمام الجاد.