نسويات: حقنا كنساء في المساواة التامة وقضايانا واحدة مشتركة
تعقد الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات مؤتمرها الثالث عشر تحت شعار "نسويات ضد كل الرجعيات" اليوم الجمعة 25 حزيران/يونيو2021، عبر تطبيق "زوم" وذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها تونس مع انتشار وباء كورونا
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/06/20220306-45-jpge090ca-image.jpg)
تونس- .
وجّهت نسويات من بلدان مختلفة قبل المؤتمر الثالث عشر، رسائل دعم للجمعية التي تعقد مؤتمرها في ظرف صعب مفادها "واصلن اتحادكن... نعم معكن".
وقالت الناشطة الكردية السورية رئيسة رابطة جين النسائية بشرى علي في كلمة لها للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، إنّ زيارة تونس كانت فرصة لها للتعرّف على تاريخ هذه البلاد المعروفة بنضالها النسوي، وحيّت نساء تونس والعالم على كل الجهود المبذولة للارتقاء بوضع النساء والدفاع عن حقوقهن.
وأكدت بشرى علي ومن خلال لقاءاتها بالنسويات في تونس وخارجها أن النضال النسوي مشترك، مشيرة إلى أهمية أن يكون هناك تواصل وتنسيق بين كل بلدان المنطقة "أنّ قضايانا النسوية وهمومنا مشتركة وبالتالي ستكون التحديات دافعنا للتأسيس لعمل مشترك بنّاء".
ولفتت إلى أنّ رابطة جين تؤمن منذ البداية بأنّ العمل المشترك هو الخيار الوحيد للنساء للتغلّب على العراقيل الموجودة ومحاربة العقليات الذكورية المتسلّطة التي تواجهها نساء المنطقة.
وتحدثت بشرى علي عن سعي رابطة جين إلى تأسيس مبادرات إقليمية على غرار مبادرة "قوتنا بوحدتنا" ومبادرة "مناهضة الاحتلال والتصدي لإبادة النساء من أجل الأمن والسلام" وقالت "كان لنا الشرف بأن تكون الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات موجودة معنا كعضو مؤسس للمبادرتين، وبالتالي أسّسنا مع الجمعية التونسية لعمل مشترك حتى قبل هذا المؤتمر، وهذا الأخير سيكون منطلقاً آخر لتعزيز عملنا وتعاوننا للتوجه معاً نحو نيل الحق في الحياة الكريمة الحرّة للنساء وإقرار مبدأ المساواة بين الجنسين بكل معنى الكلمة واقعياً، وليس فقط بالشعارات والورقات الموضوعة بين الرفوف".
وختمت حديثها بالقول "نحن نؤمن بأنّ النضال النسائي هو جزء منا ونحن جزء منه في أي مكان من العالم، والنضال التحرري النسوي هو نضال أممي دولي عالمي إقليمي عابر لكل الحدود، وبالنضال فقط نوحّد صفوفنا، عاشت المرأة الحرّة".
وبدورها وجّهت الناشطة العراقية في مجال حقوق الإنسان والمناضلة اليسارية والمدافعة عن حقوق المرأة وسكرتيرة جمعية "الأمل" العراقية، وهي أول وزيرة في تاريخ العراق والوطن العربي هناء أدور، رسالة إلى الجمعية التونسية عبر فيديو مدته دقيقة قالت فيها "إنها كرّست حياتها للعمل على النهوض بواقع النساء ضمانا للانتصار المجتمعي"، مشيرةً إلى أنّه "بدون تقدم المرأة وحصولها على المساواة التامة لا يمكن تحقيق أي تقدم لمجتمعاتنا".
وحيّت هناء أدور، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بمناسبة انعقاد مؤتمرها الثالث عشر "أحيي نساء الجمعية ونضالهنّ لاعتباره نضالاً ريادياً من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها المنطقة عموماً، حيث نتشارك جميعنا في قضية الحركات الاحتجاجية ولا سيما في العراق التي انطلقت منذ تشرين الأول 2019 وهي مستمرّة بنفس الوتيرة لتحقيق النهوض المجتمعي نساءً ورجالاً للقضاء على التمييز بكافة أشكاله ضد المرأة، وتحقيق مبدأ المساواة التامة".
وتابعت "نحن نسعى إلى التغيير الحقيقي لبناء دولة المواطنة والمساواة التامة والعدالة الاجتماعية بتوجّهات مدنية تقدمية تحمي الجميع بمختلف الأطياف والأديان والألوان والأعراق والقوميات".
وحيّت التونسيات في كل المجالات اللواتي يقدمن نفَساً ربيعياً برائحة ثورة الياسمين وقدمن المثال على تحرر المرأة وصناعة المستحيل بالرغم من معاناتهن للانتصار للثورة والتقدمية، وختمت بالقول "ستنتصر الثورة النسوية ضد الإقصاء والفساد والرجعية".
ومن جانبها قالت الناشطة المغربية النسوية خديجة رياضي، المناضلة من أجل قضيّة حقوق الإنسان والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في كلمة للجمعيّة التونسية، إنّها تعتذر لعدم حضورها في هذه الفترة التي تستحق فيها النساء مزيد من التعاضد والتعاون وشد الأيادي وتشابكها في هذه الظروف التي تحتاج فيها النساء إلى الطاقة لتجسيد التضامن وتوحيد الجهود لتأكيد وحدة المصير في مواجهة القوى والمخططات التي تهدد مكتسبات النساء في مختلف المجالات؛ بسبب توغل قوى الرجعية وتحالف أنظمة الاستغلال والتمييز والاضطهاد ضد النساء والشعوب المقهورة.
وأضافت خديجة الرياض "نحن كمدافعات عن حقوق النساء نُكن للجمعية التونسية كل الاحترام لأدوارها الطلائعية التي قامت بها في قيادة النضال النسائي في منطقة المغرب الكبير منذ عقود، وقد توفّقت في تحقيق العديد من المكاسب مما جعلها مرجعية ونموذجاً لحركتنا النسوية منذ أن كنّا شابات إلى اليوم، ولا ننسى دور الجمعية التونسية في ثورة 2011، حيث ساهمت بشكل كبير في تحفيز النساء وجعلهنّ حاضرات في قلب الثورة وشكلنَ ركيزة أساسية ومصدر قوة لها، وكانت الجمعية إحدى الهيئات التي ناضلت من أجل فرض مكاسب مهمة في المرحلة التأسيسية سواء من ناحية التشريعات أو غيرها، ولا يزال النضال مستمراً".
وتطرّقت إلى دور الجمعية التونسية في الحفاظ على المكاسب التي حققتها المرأة التونسية والتصدّي لكل المحاولات الرجعية التي تسعى إلى هدمها، مشيرة إلى أنّ النساء الديمقراطيات عملن على التصدي لكل ما يستهدف النساء في تونس من مخطّطات شدّ إلى الوراء وكل ما يُمارس ضدّ حقوقهن المشروعة وتحقيق حريتهن.
ولفتت إلى دور الجمعية خلال جائحة كورونا التي خلقت أزمة اقتصادية دفعت النساء فيها الثمن، معبرة عن اعتزازها بالعمل مع نساء الجمعية ضمن الشبكة العالمية للنساء، وبالتنسيق المتواصل معهنّ ولدورهن الريادي في المنطقة المغربية والعربية عموماً.
من جانبها، عبّرت الناشطة النسوية، ونائبة رئيس حزب اليسار الأوروبي والعضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسباني مايتي مولا، عن دعمها للمؤتمر الذي يأتي في ظروف عالمية صعبة في ظل انتشار جائحة كورونا.
وقالت مايتي مولا، إنها ستتابع بعمق أعمال المؤتمر عبر تقنية الزوم، وستكون حاضرة بتثمين الأفكار التي سيتم مناقشتها، مشدّدة على أهمية المضي لتحقيق المساواة التامة بين الجنسين ومحاربة العقلية الذكورية التي تسعى إلى تقزيم المرأة، وأشارت إلى أنّها متيقّنة من نجاح المؤتمر في الارتقاء بصورة المرأة التونسية عالياً.
وحيت الناشطة النسوية السودانية في مجال حقوق النساء، والقيادية بالحزب الشيوعي السوداني نعمات كوكو، في كلمة خصت بها الجمعية، صمود الحركة النسوية في المنطقة العربية في وجه التنظيمات الرجعية، وثمّنت دور المناضلات النسويات في كل من سوريا وليبيا واليمن وكل المناطق التي تعيش صراعات، متمنية أن يكون المؤتمر الثالث عشر مقدمة لانطلاقة حقيقية للنساء الديمقراطيات داعمات النضال النسائي، لافتةً إلى أن المؤتمر يأتي في ظروف معقدة وصعبة عالمياً وفي وضع عربي متذبذب وغير مستقر بالرغم من النهوض الجماهيري الذي تعتبر المرأة جزءً منه في نضالها من أجل السلام والعدالة والديمقراطية.
وشددت على أنّ النهوض الذي تعيشه المنطقة يلقي بظلاله على مسيرة التحديات التي تواجه المرأة العربية الساعية إلى تحقيق المساواة الفعلية، على خلاف تلك التي يروج لها الساسة.
واستطردت قائلة "إنّ من المهم التطرّق خلال المؤتمر إلى التحديات الاقتصادية والمجتمعية التي تواجه النساء في تونس خاصة مع الأزمات السياسية وجائحة كورونا التي قد تهزم نضالات الحركة النسوية في صورة عدم التصدي لها".
وفي خضم هذه الأوضاع، أكّدت أنّه لا يمكن التحدّث عن المساواة والعدالة في ظلّ الهيمنة الامبريالية الشرسة على مصادر الموارد الطبيعية والثروات، حيث للمرأة الحق في الحصول على الموارد والتحكم فيها وهو مدخل مهم لتصحيح مسار الثورة النسوية، وفق تقديرها.
وفي ذات السياق، شدّدت، الناشطة النسوية الفلسطينية وممثلة المسيرة العالمية للنساء في تنسيقية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ربى عودة، في كلمة لها للجمعية، عبر تقنية الفيديو أيضاً، على دعمها عن آمال النساء في الجمعية للحفاظ على كل المكاسب المهمة التي حققتها التونسية منذ عقود بالرغم من الهجمة الرجعيّة، مشيرةً إلى أنّ النضالات النسوية في المنطقة العربية من الشرق الأوسط وصولاً إلى شمال إفريقيا، هي نضالات مشتركة وواحدة.
ودعت إلى مواصلة التضامن النسوي للاستمرار في النهوض بكافة القضايا المشتركة نحو تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية "هذا حقنا كنساء في المساواة التامة والرعاية الصحية والعمل، ونضالنا مستمر كنساء لمحاربة العنف بكل أنواعه، ولتجسيد الحرية لنا جميعاً، دون أن نغفل عن النضال من أجل الحرية لكافة المعتقلات داخل سجون الاحتلال".
وبدورها أفادت الناشطة النسوية الكردية السورية والعضو في تنظيم مؤتمر ستار بروج آفا، الذي يهتم بشؤون المرأة وقضاياها زينب محمد، أن قضايا المرأة العربية والكردية والشركسية واحدة ومشتركة ولا فرق بينها في شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط "لا فرق بيننا كلنا نعاني من مشكلة عدم التمتع بحقوقنا ومن العقلية الذكورية، وكلنا نناضل من أجل مزيد من الحقوق وتقويتها ونيل حريتنا الكاملة. لقد حاربت النساء في "روج افا" ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، إننا نحارب الفكر المتطرف وكل الأفكار المسمومة التي تبعد المرأة عن حقوقها، وهدفنا اليوم هو تقوية العلاقات بين المرأة الكردية والتونسية حتى نكون صوتاً واحداً بهدف واحد''.
واختتمت كلمتها بالتأكيد "سنحارب بيد واحدة العقليةَ الذكورية المسلطة على المرأة منذ آلاف السنين"، وأعربت عن ثقتها في قدرة المرأة وإبداعها، مؤكدةً أنها "تختزن القوة القادرة على افتكاك حقوقها وإثبات نفسها برغم كل العراقيل والتحديات التي وُضعت أمام تقدمها وتطوّرها، ولنا الفخر بالعمل مع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات".