نساء خلف القضبان... تقرير يكشف التعذيب الممنهج في سجون الحوثيين
سلط تحالف "من أجل السلام" في تقرير له الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء في سجون الحوثيين، مؤكداً أن هذه الانتهاكات تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

اليمن ـ تعاني النساء في سجون جماعة الحوثي من انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية والتي تشمل الاعتقال التعسفي، الإخفاء القسري، التعذيب الجسدي والنفسي، وصولاً إلى الاعتداء الجنسي وكل هذه الأساليب تُستخدم بقصد إذلال النساء وتحطيمهن نفسياً.
أصدر تحالف "من أجل السلام" في اليمن بياناً بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، سلّط فيه الضوء على انتهاكات جسيمة وممنهجة تتعرض لها النساء في سجون الحوثيين، مؤكداً أن هذه الانتهاكات تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن مراكز الاحتجاز الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تحولت إلى بيئة قمعية تمارس فيها أبشع أشكال التعذيب بحق النساء، في ظروف تفتقر لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية، مضيفاً أن مئات النساء لا تزلن محتجزات في أوضاع مأساوية، محرومات من حقوقهن الأساسية، وعلى رأسها الحق في الزيارة والرعاية الصحية، وتخضعن بشكل يومي لممارسات تعذيب جسدية ونفسية ممنهجة.
وبحسب البيان، تشمل الانتهاكات الموثقة الضرب المبرح، العنف الجنسي، الحرق، التعليق لساعات طويلة، الصدمات الكهربائية، نزع الأظافر، التحقيقات الليلية، والرش بالماء البارد، إضافة إلى الحرمان من الطعام والدواء ومنع استخدام المرافق الصحية.
وأكد التحالف في بيانه أن هذه الأساليب تُستخدم بقصد إذلال النساء وتحطيمهن نفسياً، في نمط من العنف المنهجي الذي يهدد سلامتهن الجسدية والنفسية بشكل مباشر، واصفاً سجون النساء في مناطق الحوثيين سواءً كانت علنية أو سرية، بأنها "نقاط سوداء" في سجل حقوق الإنسان في اليمن.
وشدد على أن ما يحدث فيها يتم في ظل غياب تام للمساءلة القانونية، وسط بيئة تغذي الإفلات من العقاب، ما يستدعي تحركاً دولياً جاداً وسريعاً، داعياً المنظمات الحقوقية والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، للتدخل العاجل والضغط على الحوثيين للإفراج الفوري عن جميع النساء المعتقلات، ووقف كافة أشكال التعذيب والمعاملة القاسية، واتخاذ تدابير فاعلة لحماية النساء من العنف القائم على النوع الاجتماعي في مختلف مناطق اليمن.
كما طالب التحالف بإحالة تلك الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية بموجب ميثاق روما، مؤكداً أن الصمت الدولي تجاه ما تتعرض له النساء في سجون الحوثيين لا تعد تقاعساً أخلاقياً، بل يساهم فعلياً في إطالة أمد المعاناة ويعزز ثقافة الإفلات من العقاب.
وفي ختام بيانه، جدّد تحالف نساء من أجل السلام دعوته لجميع الأطراف في اليمن إلى الالتزام التام بالقانون الدولي الإنساني، واحترام الحق في الحياة والكرامة، والعمل الجاد لتحقيق العدالة لجميع النساء اللواتي ما زلن خلف القضبان، مؤكداً أن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا بمحاسبة المسؤولين ووضع حد نهائي لانتهاك حقوق الإنسان.