نساء غزة يحيين يوم الأرض على طريقتهن
في إطار جهود إحياء يوم الأرض في ذكراها الـ 46 الذي يجسد حق الشعب الفلسطيني في العودة لأرضه ويصادف الـ 30 من آذار/مارس من كل عام
رفيف اسليم
غزة ـ في إطار جهود إحياء يوم الأرض في ذكراها الـ 46 الذي يجسد حق الشعب الفلسطيني في العودة لأرضه ويصادف الـ 30 من آذار/مارس من كل عام، نظمت قرية الفنون والحرف "بازار الأرض" في مركز رشاد الشوا بقطاع غزة على مدى يومي 30 و31 آذار/مارس الجاري.
قالت مديرة مركز الفنون والحرف ببلدية غزة نهاد شقليه أن بازار الأرض المختص بالمشغولات اليدوية المنتجة بجهد النساء يقام إحياءً لمناسبة يوم الأرض الوطنية وتأكيداً على حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه، لافتةً إلى أن من لا يملك هوية ليس له تراث بالتالي ليس له أرض يطالب بها لذلك تعرض الزوايا المشاركة العديد من المشغولات المجسدة للهوية والتراث الفلسطيني من تطريز ولوحات بألوان العلم الفلسطيني.
ولفتت إلى أن "البازار يضم نحو 55 زاوية تراثية وفنية تشمل صناعات يدوية تراثية، ومأكولات شعبية، ولوحات فنية مختلفة، ومطرزات صنعت بأيدي نساء اللواتي تتطلعن من خلال مشاريعهن الصغيرة نحو التمكين الاقتصادي ويسعين من خلال تواجدهن بالمعرض إلى إثبات وجود الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحق العودة لأرضه".
وأشارت نهاد شقليه إلى أن المرأة الفلسطينية معطاءة بطبعها ومبدعة في كل المجالات التي تعمل بها سواء بمجال الطب أو الهندسة أو التعليم وكذلك الحال في صناعة المشغولات اليدوية وتشهد الزوايا المشاركة في المعرض على ذلك.
وكانت إحدى الزوايا المشاركة عن بلدية غزة بحسب نهاد شقليه تضم المشغولات التراثية عملت بها عدة نساء فلسطينيات خلال 66 يوم للمشاركة في "بازار يوم الأرض"، لافتةً إلى أن من تلك الأعمال ما يجسد العرس الفلسطيني وشجرة الزيتون وذلك في دلالة على التمسك بالتراث الفلسطيني والثبات على الأرض للحفاظ عليه وتذكير الأجيال الناشئة أن الأرض هي الشرف والمبادئ للإنسان الفلسطيني.
من جانبها تقول رئيس مجلس جمعية البيت الصامد الراعية للأم والطفل فاتن الحمامي أن تواجد النساء في المناسبات الوطنية عبارة عن تثبيت هوية فمشاركتها بالمعرض جاء من اهتمامها بالتراث الفلسطيني بأيدي نساء تعملن ضمن الجمعية المؤسسة منذ سنة 1989، لافتةً إلى أن يوم الأرض هو يوم الثبات في الأرض خاصة في ظل المحاولات المستمرة بسرقة التراث الفلسطيني وتحريفه.
بينما تشير فاطمة كرم صاحبة زاوية بيت الكرم أنها تشارك بالمعرض لإحياء مناسبة يوم الأرض من خلال المشغولات اليدوية المضاف إليها بعض المطرزات، لافتةً إلى أنها تحاول أن تكون أسعارها بالتكلفة لتشغيل الأيدي العاملة من النساء وربات البيوت والمسنات وذوي الإعاقة التي يشاركنها بإنتاج المشغولات، موضحةً أنها تعرف الأطفال والشابات بالمقاومة من خلال الرسم والغرز التي ترسم النجمة الكنعانية التي تعود لأقدم الحضارات التي سكنت فلسطين.
"مختوم المنارة" المكون من عسل أسود، تمر، حبة البركة، سمسم، إحدى الزوايا المشاركة بالمعرض لصاحبتها منار صالح التي أوضحت أنها افتتحت المشروع منذ سنتين وقد استعانت بمواقع التواصل الاجتماعي كي تعلن عنه، لافتةً إلى أن مشاركتها بمعرض يوم الأرض جاءت كي تثبت أن الشابات في غزة قادرات على العطاء كما الأرض الفلسطينية التي تعطي الخيرات لشعبها باستمرار.
بدورها تشير تحرير بلال خريجة كلية الهندسة أن الأشغال اليدوية التراثية عشقها لذلك افتتحت مشروعها لتنمي تلك الموهبة من خلال انتاج مشغولات بالخرز لأنه يعكس احساسها في أوقات الفرح أو الحزن فتنتج قطعة مختلفة في كل مرة، مشيرةً إلى أن مشاركتها بالمعرض جاء لمصادفته إحياء يوم الأرض، لافتةً إلى أنها تسعى جاهدة كي تعكس أعمالها ألوان العلم الفلسطيني.
ولم تكترث عائشة فلاح لنظرة المجتمع في قطاع غزة للفتاة التي تمتهن التصوير فالتحقت بالعديد من الدورات وبدأت بممارسة هوايتها فتقول أنه لا تكترث لكلام أحد حين تفترش الأرض التي نبتت منها لتلتقط صورة جميلة وأياً كانت الوضعية التي تتخذها والجهود المبذولة فإن ما يسعدها أنها استطاعت أن تشارك بمعرض بازار الأرض من خلال زاويتها الخاصة، لافتة إلى أنها تشجع الفتيات على التقاط صورة خلال المناسبات الوطنية والتي يتم تسليم بشكل فوري من الكاميرا على الهاتف الذكي.
ويوم الأرض الفلسطيني هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 آذار/مارس من كل عام، وتَعود أحداثه لـ 1976 بعد أن صادرت قوات "الاحتلال الاسرائيلي" آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، على إثرها عم إضراب عام، وانطلقت مسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن مقتل 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.