نقابة الصحفيين السودانيين: الصحافة الحرة حق لا يمكن التنازل عنه
أعربت نقابة الصحفيين السودانيين عن قلقها العميق إزاء القرارات الأخيرة الصادرة عن وزارة الإعلام، والتي تتضمن فرض قيود صارمة على عمل القنوات الفضائية، فضلاً عن منع البث المباشر خارج مقار المؤسسات الإعلامية.

السودان ـ تعتبر حرية الصحافة من أهم الركائز التي تساهم في بناء المجتمعات، ومع ذلك تواجه وسائل الإعلام في بعض الدول تحديات تتراوح بين القيود المفروضة على الصحفيين والصحفيات والتضييق على حرية التعبير، والذي قد يؤثر بشكل سلبي على دور الإعلام في نقل الحقيقة.
أعربت نقابة الصحفيين السودانيين أمس الجمعة التاسع من أيار/مايو، عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام والتي تنص على فرض قيود صارمة على أنشطة القنوات الفضائية، واشتراط الحصول على تصاريح مسبقة لتسجيل إفادات من الشارع العام، فضلاً عن حظر البث المباشر خارج مقار المؤسسات الإعلامية.
وقالت النقابة إن هذا التقييد يشكل انتهاكاً واضحاً لحق المجتمع في الوصول إلى المعلومة، وتضييقاً متعمداً على العمل الصحفي الميداني، مضيفةً أن هذه القرارات تمثل تراجعاً خطيراً في مسار حرية الصحافة والعمل الإعلامي بالبلاد.
وفي الوقت ذاته، تتابع النقابة بقلق شديد تصاعد حملات التحريض والتشويه التي تستهدف الزميلات والزملاء من مراسلي القنوات الإخبارية، من خلال اتهامات خطيرة وغير مسنودة، تزعم قيامهم بنقل إحداثيات مواقع حساسة، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لحياتهم وسلامتهم ويمهد لمناخ عدائي قد يعرضهم للاستهداف والعنف.
وشددت على أن هذه الاتهامات التحريضية، المتزامنة مع الإجراءات التقييدية الرسمية، تمثل نمطاً ممنهجاً لتجريم الصحافة الحرة وتكميم الأفواه، في لحظة مفصلية تحتاج فيها البلاد إلى إعلام مهني مسؤول ينقل الحقيقة ويُسهم في كشف معاناة الأهالي وتسليط الضوء على الواقع كما هو دون تزييف أو تضليل.
وفي هذا السياق، أكدت النقابة تضامنها الكامل مع الزميلات والزملاء في مختلف وسائل الإعلام، وتقدر جهودهم الكبيرة في تغطية الأحداث ونقل معاناة الأهالي رغم المخاطر والضغوط المتزايدة، كما ترفض النقابة أي استهداف مباشر أو غير مباشر للصحفيين والصحفيات، وتطالب بوقف حملات التحريض فوراً، والتقيد بالمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين، خصوصاً في أوقات النزاعات المسلحة.
وجددت النقابة في بيانها التأكيد على أنها تتقاسم الألم والمعاناة مع أبناء وبنات شعبها في كل شبر من البلاد، وفي الخارج ومناطق النزوح والشتات "ما يُؤلمهم يُؤلمنا وما يشغل بالهم يُقلقنا، لقد ذاقت بلادنا ويلات حرب طاحنة، أحرقت الأخضر واليابس، وشردت الملايين، ومزقت نسيج المجتمع، وقد آن الأوان أن تضع هذه الحرب أوزارها، وأن يسود السلام ربوع البلاد ليعود الأمن والاستقرار إلى الشعب الذي لا يزال صامداً".
وفي ذات السياق ثمنت النقابة التضحيات الجليلة التي يقدمها الصحفيون والصحفيات في مختلف مواقع العمل، "ندعو المجتمع الدولي، والمؤسسات المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، وفي مقدمتها لجنة حماية الصحفيين، إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية الصحفيين السودانيين، وضمان سلامتهم، والتصدي لأي محاولة لتحييدهم أو إسكاتهم".
وطالبت كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية إلى احترام حرية الصحافة، والامتناع عن أي ممارسات من شأنها تهديد حياة الصحفيين والصحفيات أو الحد من دورهم في نقل الحقيقة، مشددةً على أن بقاء صحافة حرة ومستقلة هو أحد أعمدة الديمقراطية، وحق لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف.