بيمان علوش: عقلية الدولة القومية تسبب في قتل النساء والأطفال

صرّحت بيمان علوش، عضوة منسقية مؤتمر ستار بمدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا، بأن نظام الدولة القومية وعقليتها، بهدف مواصلة تدهور المجتمع، دمّرا حياة نارين كوران ونارين عبدو.

برجم جودي

كوباني ـ تكشف جرائم القتل والعنف بحق النساء والأطفال حقيقة عقلية الحداثة الرأسمالية السائدة في القرن الحادي والعشرين، كما يسعى وعي الدولة القومية إلى تشويه ثقافة الأمومة ودفن حقيقتها، ولا يمكن التحرر من هذا الوعي إلا من خلال فكر وفلسفة القائد أوجلان.

قُتلت الطفلة نارين كوران ذات الـ 8 سنوات من مدينة آمد بشمال كردستان، على يد أفراد من عائلتها، بعد أن فُقدت في 21 آب/أغسطس 2024 وعُثر عليها مقتولة بوحشية في نهر بعد 19 يوماً، من جهة أخرى، قصفت الدولة التركية ريف كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا بكثافة في 17 آذار/مارس الماضي، ونتيجةً لقصف طائرة مسيّرة، قُتلت عائلة مؤلفة من زوج وزوجته وأطفالهما التسعة، بينما أصيبت طفلتهما نارين البالغة من العمر 9 سنوات بجروح خطيرة.

هاتان الحادثتان اللتان راح ضحيتهما طفلتان تدعيان نارين، ودُمّرت حياتهما، تُثيران العديد من التساؤلات والصراعات في أذهان الناس.

قيّمت عضو منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الفرات، بيمان علوش الحادثتين، مؤكدةً أن وعي الدول القومية هو السبب الرئيسي لمثل هذه الحوادث.

ولفتت الانتباه إلى تأثير الحرب الباردة على الحداثة الرأسمالية في بداية تقييماتها "قبل فترة، في شمال كردستان، قُتلت طفلة كردية تُدعى نارين على يد أفراد من عائلتها، وفي مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا، ارتكبت الاحتلال التركي مجزرة راح ضحيتها عائلة بأكملها، وتيتمت طفلة تدعى نارين، التي قُتِلَت نفسياً، فقد دُمّرت حياتها أيضاً نتيجةً لاحتلال بلادها بسبب وعي الدولة القومية الذي ساد في الشرق الأوسط".

وأضافت "كانت الحربان العالميتان الأولى والثانية حروباً ساخنة، ولكن في الحرب الثالثة، التي يُطلق عليها القائد عبد الله أوجلان اسم الحرب الباردة، نرى أن هذه الحرب تؤثر بشكل مباشر على النساء والأطفال والأسر، ما لم تتمكن الدول القومية من تحقيقها من خلال الإبادة الجماعية والتهجير والاحتلال، تُدمِّر المجتمعات الآن من خلال الحرب النفسية والخاصة والباردة، كانت الفتاتان ضحيةً لأفعال هذا الوعي".

 

"أصبحت المرأة والأسرة في وضع حرج"

وأوضحت بيمان علوش أن الدول القومية جعلت من المرأة أداةً لتنفيذ مخططاتها "تسعى الحداثة الرأسمالية إلى ترسيخ وعي تقسيم وتدمير جوهر الأسرة والمجتمع، ولذلك، مهدت الطريق لانهيار الأعراف والقواعد الاجتماعية الحميدة، حيث وقعت حادثة مقتل نارين في شمال كردستان في السياق نفسه، حاولوا التغطية على الحادثة لأن علاقات الدولة كانت متورطة فيها أيضاً، لهذا السبب، لا يمكن إلقاء اللوم على الأسرة لأنها استُخدمت كأداة في يد وعي الدولة".

وتابعت "تتعرض النساء، اللواتي يتمتعن بصفات إبداعية وثقافة حماية ومشاركة، لجرائم القتل والعنف، وبذلك يسعى وعي الدولة القومية إلى تشويه ثقافة الأمومة من خلال المرأة ودفن حقيقتها"، معربةً عن غضبها إزاء قتل الأطفال "تفرض الدولة القومية ثقافة الدولة بدلاً من ثقافة المرأة، وهي في جوهرها عقلية إبادة جماعية وتدميرية وسلبية، وكانت النتيجة تدمير حياة طفلة، حُرمت من حقها في الحياة والدراسة واللعب، ولهذا السبب، يمكن وصف تأثير عقلية الدولة القومية على المجتمع والأسرة بوضوح تام من خلال حادثة مقتل نارين، كما تكشف هذه الحادثة حقيقة عقلية الحداثة الرأسمالية السائدة في القرن الحادي والعشرين".

 

"نارين لا تزال على قيد الحياة لكن روحها قُتلت"

وذكرت بيمان علوش أنه بالإضافة إلى الحرب الخاصة، شنت الدولة التركية هجمات بنية احتلال إقليم شمال وشرق سوريا على مدار سنوات "كانت هذه الهجمات شديدة بشكل خاص خلال هذه الفترة، حيث شهدت العديد من الانتهاكات، ارتكبت الاحتلال التركي مجزرة في كوباني، قُتل فيها 11 فرداً من عائلة واحدة في القصف، وأصيبت ابنتهم نارين، التي تعيش اليوم بدون أم أو أب أو أشقاء، أي حياة وعقلية ستعيشها طفلة في هذا العمر عندما تُقتل عائلتها بأكملها أمام عينيها؟ لهذا السبب دمرت نفس العقلية وهذا النظام حياة نارين عبدو وأحلامها".

 

"سنحشد كل طاقاتنا لحماية الأطفال والنساء"

واختتمت بيمان علوش حديثها بالتأكيد على أن منع قتل الأطفال والنساء يتم من خلال تطبيق أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان "هذا النظام يهاجم قيم المجتمع وممتلكاته بكل ما أوتي من قوة، لذلك، لا يمكن التحرر من هذه العقلية إلا من خلال طريق واحد، دعوة القائد أوجلان إلى السلام والمجتمع الديمقراطي، التي ستكون أساساً لبناء كونفدرالية ديمقراطية في كردستان والشرق الأوسط، هي السبيل لحل جميع المشاكل الاجتماعية والنظامية، فمع تأسيس أمة ديمقراطية، يتم ضمان الأسرة الديمقراطية التي تشكل أساس بناء مجتمع ودولة ديمقراطية، وكحركات ومنظمات نسائية، هذا هو هدفنا وعملنا، حيث سنسعى جاهدين لمنع تكرار هذه الحوادث".