ندوة في تونس تسلط الضوء على الانتهاكات ضد الصحفيات
تتعرض الصحفيات التونسيات إلى العديد من الانتهاكات التي لها علاقة بجنسها كامرأة سواء داخل المؤسسات الإعلامية أو أثناء القيام بالعمل الميداني.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ أكدت المشاركات في الندوة الصحفية بتونس أن الصحفيات حاضرات في المهمات الصعبة والتغطية الميدانية في المناطق الساخنة بينما غائبات في تقلد المسؤوليات وبلوغ مواقع القرار.
نظمت جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ندوة صحفية حول الانتهاكات المرتكبة ضد النشطاء والصحفيين/ات وعموم المواطنين/ات.
وعلى هامش الندوة قالت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أميرة محمد لوكالتنا "النقابة تسجل العديد من الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات على أساس النوع الاجتماعي خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نرى صفحات مأجورة محسوبة على بعض الجهات السياسية، يتنمرون على الصحفيات على أساس النوع الاجتماعي".
وأوضحت أنه إذا كانت صحفية لديها رأي مخالف ومغاير وناقد للواقع الموجود حالياً في تونس يتم مضايقتها لأنها صحفية امرأة بالأساس، مشيرةً إلى أنه بطبيعة الحال عدد الصحفيات التونسيات أكثر من عدد الرجال إلا أنهن أقل ولوجاً إلى المناصب وبلوغ مواقع صنع القرار وتحمل المسؤوليات بالمؤسسات الإعلامية.
وذكرت أميرة محمد أن الصحفية اليوم يمكن أن تحرم من وظيفتها إذا كانت حاملاً حيث يمكن أن تطرد، كما أنه لديها أقل فرص في العمل والتوظيف "إلى حد الآن في مجال القوانين لا توجد إجراءات تحفيزية أو حمائية للصحفية لخصوصية هذه المهنة، فهناك صحفيات تواجهن إشكاليات كبرى في التوفيق بين رعاية أبنائهن والعمل لأن المؤسسات الإعلامية لا تراعي هذه الخصوصية وعلى العكس اليوم الصحفية عندما تنجب تعاقب".
وبخصوص دور النقابة تقول "قمنا بالعديد من الدراسات لرصد الانتهاكات ونعرف ما تتعرض له الصحفيات من انتهاكات في العمل سواء في المؤسسة أو خارجها ونقوم بالتوعية داخل المؤسسات الإعلامية لتوفير ميثاق واضح يوفر بيئة آمنة تضمن حقوق الصحفيات".
وأشارت إلى أنه "في مجال الاتفاقية الإطارية التي لم تُنشر إلى حد الآن أخذنا بعين الاعتبار هذا الوضع خاصةً في التنصيص على عطلة الأمومة ومدتها، وكيف تكون خالصة الأجر وغير ذلك".
بدورها قالت الصحفية زينة البكري "بالنسبة لتجربتي كلنا صحفيات والعاملات في الإدارة أغلبهن نساء ونعمل بصفة عادية ونغطي الأحداث والأنشطة في الليل والنهار، ولكن وفقاً لتجربتي التي تجاوزت ثماني أعوام لاحظت العديد من الانتهاكات ضد الصحفيات في مجال التمييز بين الجنسين والاستغلال الاقتصادي في بعض المؤسسات الإعلامية والتقليل من شأنها كامرأة وتكليفها بالمهام الصعبة بينما السهلة تمنح للرجل".
ولفتت إلى أن الصحفيات تتعرضن للتحرش الجنسي سواء في المؤسسات الإعلامية أو في المظاهرات والاحتجاجات سواء من قبل المحتجين أو المتظاهرين أو الأمنيين "كمهنيين ومهتمين بالقطاع يجب أن نتعاون حتى نحد من جميع الانتهاكات وتحصل الصحفية على المساواة مع زميلها الرجل في الأجر والقيام بالمهمات الصعبة".
من جانبها تقول الصحفية ذكرى خوالفي "نحن نشهد انتهاكات في حيث التمييز في التدرج المهني فكلما قلت المسؤولية زاد العبء بينما العكس هو الصحيح".
وأشارت إلى أنه توجد انتهاكات وتمييز في المؤسسات الأخرى ويوجد تمييز بين الجنسين في التدرج المهني وفي طريقة العمل ويمكن أن يتم تكليف صحفية بعمل ميداني يتطلب مجهود رجل، مضيفةً أنه توجد انتهاكات مسكوت عنها على غرار التنمر والتحرش الجنسي الذي دفع بعض الصحفيات إلى الاستقالة.