ندوة في الشهباء تطرح قضايا العنف ضد المرأة وتحاول إيجاد الحلول

انتشار كبير لزواج القاصرات، وحالات القتل والانتحار، وتنظيم وتوعية المرأة والرجل معاً باعتباره حلاً لجميع حالات العنف والظلم وغيرها من القضايا، هذا ما تناولته الندوة الحوارية التي نظمت اليوم الاثنين 9 آب/أغسطس في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا

فيدان عبد الله 
الشهباء -
"المرأة حياة فأحموها" تحت هذا الشعار نظم اليوم اتحاد المرأة الشابة بالتعاون مع مؤتمر ستار، واتحاد المرأة الإيزيدية، ومجلس المرأة الحرة في الشهباء ومركز علم وأبحاث المرأة (جنولوجي) في مقاطعة الشهباء ندوة حوارية حول قضايا العنف ضد المرأة وسبل حلها.
وتمهيداً لمحاور الندوة عرض سنفزيون حول تاريخ المرأة منذ كان لها قدسية الآلهة، وإدارتها لشؤون المجتمعات على مر العصور ثم التحول الكبير في حياتها وتسلط الذهنية الذكورية وسعيها لمحو تاريخ المرأة وإنجازاتها.
وناقش الحضور محاور الندوة التي دارت حول العنف ضد المرأة، وزواج القاصرات واتفق الحضور على أن العادات والتقاليد في الشرق الأوسط مثلت أحد أهم العوائق في طريق تحرر المرأة، خاصة أن هذه الشعوب تخضع للمفاهيم الدينية.
وقالوا إنه لطالما برر زواج القاصرات كونه تقليد ديني، مؤكدين على أنه يجعل المرأة معرضة للعنف النفسي والجسدي في وقت واحد لتكون المرأة ضحية للمجتمع تحت مسمى "السترة القسمة والنصيب"، كذلك يستند أصحاب الذهنية الذكورية إلى القول بأن المرأة خلقت من ضلع الرجل ناكرين لوجودها خارج فلكه.
ودارت النقاشات أيضاً حول ازدياد حالات الانتحار بشكلٍ كبير، وتعود أسبابه للعنف الأسري لذلك تلجأ عدد من النساء للانتحار، ويعتبرنه الطريقة الوحيدة للتخلص من متاعب الحياة بدل من مواجهتها.
كما ركزت المناقشات على الأضرار والسلبيات التي تنتج عن زواج القاصرات من الناحية الجسدية والنفسية كون الجسد غير مكتمل ونموه ضعيف وفاقد للقوة ومن الناحية النفسية فإن عقلها غير قادر على استيعاب المسؤوليات الجديدة، والتغيير الجذري في العائلة.
 
 
وعلى هامش الندوة تحدثت لوكالتنا عدد من المشاركات حيث قالت عضو مؤتمر ستار في ناحية أحداث ميديا محمد أن "العنف الممارس على المرأة لا يقبل بأي شكل من الأشكال، فالمرأة تمثل الحياة بإرادتها القوية وتلعب الكثير من الأدوار في المجتمع في وقتٍ واحد".
وأضافت "لهذه الأسباب فإن المرأة تتعرض للهجوم من قبل الذين يرفضون تقدمها في المجتمع، وبدورنا نعبر عن رفضنا لهذه الهجمات التي تستهدف النساء ولن نسمح لهم بكسر إرادتنا فنحن استطعنا بفكر وفلسفة القائد أوجلان التعرف على حريتنا". 
وأكملت "زواج القاصرات ومع الآسف منتشر بشكلٍ كبير في مختلف المجتمعات تحت مسمى العادات والتقاليد، وتتعرض هؤلاء الفتيات للعنف وفي حالات يصبحنَّ مطلقات وهنَّ ما زلنَّ بعمر الطفولة، فالزواج مسؤولية كبيرة ولا تستطيع الفتيات تحمله". 
وأكدت أنه "يتطلب توعية المجتمع عبر تنظيم ندوات توعوية ونقاش حول هذه المحاور المهمة، وهي مهمة المؤسسات والتنظيمات النسوية"، وأضافت "نعمل على توعية المرأة والنقاش مع الأمهات والعوائل من خلال حملات توعوية وتدريبات خاصة بالمرأة في الكومينات والمجالس"، وشددت على أن الهدف ليس إلغاء مؤسسة الزواج وإنما "نحن ضد قتل الطفولة والمرأة في ريعان شبابها. نعمل لخلق مجتمع أخلاقي ومنظم". 
 
 
من جانبها قالت عضو لجنة المرأة في مجلس ناحية فافين سوسن خليل "الهدف من الندوة تقييم وضع المرأة ومناقشة الأسباب التي تدفع النساء للانتحار والتعرض للعنف ولماذا تنتشر حالات زواج القاصرات من جديد".
وأضافت "عبر هذه الندوة نتمكن من الوصول إلى أسباب ودوافع هذه الحالات في المجتمع ونقدم حلولاً معقولة تحمي المرأة من جميع هذه الممارسات ونؤكد أننا سنستمر في هذا النضال والدفاع عن حقوق المرأة حتى تصل إلى حريتها وحقيقتها".
 
 
بدورها قالت الإدارية في اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا بمقاطعة عفرين وممثلة عن مركز أبحاث وعلم المرأة جنولوجي سعاد حسو "تواجه المرأة العنف بشكل مستمر، وحاولنا خلال الندوة ربط عدة محاور كون الأسباب متداخلة".
وأشارت إلى أن المشاركة الواسعة للنساء وحضور الرجال أغنى الندوة بالنقاشات البناءة، حيث شدد الحضور على ضرورة توعية المرأة والرجل معاً معتبرين أنه السبيل للخلاص من هذه الظاهرة.
وتمخضت عن الندوة حلول ونتائج بعد مناقشة جميع المقترحات من قبل المشاركين الذين أكدوا على أن استمرار الذهنية بالسيطرة على المجتمع أدت لحدوث ظواهر وجرائم أخرى بحق المرأة، وأن الحل هو تعريف المرأة بهويتها وتاريخها الحقيقي، والتحليل العميق لما يجري ضمن المجتمع وعدم التأثر بالذهنية الذكورية بالاستناد إلى مبادئ تحرر المرأة الأساسية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، التنظيم، الوطنية، الإرادة الحرة، الجمالية، والأخلاق، ويكون ذلك عن طريق الانضمام للنقاشات والحوارات والتدريب الذاتي.