مؤسسة "فلسطينيات" تناقش دور الإعلام التفاعلي في إثارة خطاب الكراهية

من ضمن أنشطة مشروع "بيئة حامية من العنف وداعمة لحرية التعبير"، نظمت مؤسسة "فلسطينيات" جلسة حوارية حول ماهية خطاب الكراهية السائد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

رفيف اسليم

غزة ـ نظمت مؤسسة فلسطينيات جلسة حوارية بعنوان "دور الإعلام التفاعلي في إثارة خطاب الكراهية"، في مقرها بقطاع غزة، بحضور عدد من الصحفيين والصحفيات والناشطات اللواتي ناقشن أسباب انتشار خطاب الكراهية في المجتمع الفلسطيني وتأثيره على المرأة وفقاً للأحداث الأخيرة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

افتتحت الصحفية آلاء أبو عيشة أمس الخميس 12 أيار/مايو الجلسة الحوارية موضحة للحضور مفهوم خطاب الكراهية الذي تم استحداثه مؤخراً لوصف عبارات العنف أو الإساءة الموجهة لفرد بعينه، قائلةً إن هذا النوع من الخطابات متأصلة منذ العصور الأولى أي عصر الجاهلية، لكن باختلاف المفهوم والطريقة.

وترى آلاء أبو عيشة أن سبب انتشار خطاب الكراهية هو الرغبة باستقطاب الأنصار الخاصة سواء بالحزب أو الفكرة أو العقيدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على أوسع شريحة من الرأي العام، لافتةً إلى أن سبل الخلاص منه خاصة للنساء أن يكون هناك نص قانوني يحاسب كل من يتداول هذا الخطاب أو أن يكون هناك لجنة مختصة لمراقبة المحرضين.

 

 

قالت الكاتبة سماهر الخزندار إن مواقع التواصل الاجتماعي تساهم بشكل كبير في نشر بذور خطاب الكراهية، وتغذيتها من خلال مصطلح أطلقت عليه "الذباب الإلكتروني"، أي الأشخاص الذين يساعدون على تداول تلك العبارات، لافتةً إلى أنه من الغير المقبول أن يهاجم المجتمع النساء بسبب النوع الاجتماعي، أو أن يركز على القضايا من زوايا ضيقة.

ولفتت إلى أن خطاب الكراهية المتعلق في النوع الاجتماعي يؤثر على أداء النساء في أماكنهن خاصةً عندما تكون تلك المرأة شخصية لامعة وناجحة، ويعرفها الجميع فيسهل ممارسة خطاب الكراهية ضدها، ومهاجمتهما متخذين من أمور بسيطة وسيلة لتشويه صورتها كاختيارها لعمل يخالف عادات المجتمع.

وأكدت سماهر الخزندار وفقاً للأسباب التي تم ذكرها مسبقاً أن النساء أكثر عرضة لممارسة خطاب الكراهية ضدهن، مشيرةً إلى أن الحل الأمثل لأي امرأة كي تواجه هذا الخطاب هو أن تعمل على نفسها بصمت، ولا تستمع لتلك العبارات إلى أن يرى مجتمعها نجاحها وقدرتها على صنع مستقبل يلق بها.

 

 

وأوضحت الصحفية سحر البنا أن خطاب الكراهية من اسمه يساعد على نشر الكره والقيم السلبية في المجتمع؛ فيؤدي إلى التناحر والشقاق، لافتةً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أعطت المساحة المفتوحة لكل شخص أن يعبر عن الأمور بحسب ما يرى هو أي تبعاً للثقافة والتنشئة والتربية التي ترعرع وهو يحمل قيمها.

وأشارت إلى أن النساء معرضة لخطاب الكراهية أكثر من الفئات الأخرى فتتلقى النقد من قبل المجتمع المحيط على عدة أمور سواء تصرفاتها، لباسها، عملها، متجاهلين حجم الإنجازات التي تقدمها، والدور الذي تلعبه في سبيل المحافظة على عملية التطوير، موجهة رسالتها لجميع النساء اللواتي يتعرضن لذلك الخطاب بأن يتجاهلنه، ولا يجعلنه يؤثر فيهن.