مصر: في اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث تدوين تطلق قافلة طبية توعوية في القليوبية

هناك عمل دؤوب على مناهضة ختان الإناث من المؤسسات النسوية والتي تتبنى الحقوق والحريات بشكل عام، حيث أطلقت إحدى المؤسسات النسوية قافلة توعوية توجهت للجمهور من أجل توعيتهم بخطورة تلك الجريمة والتشريعات الرادعة لفاعليها.

أسماء فتحي

 القاهرة ـ "لا تسامح مع تشويه الأعضاء التناسلية لختان الاناث" شعار رفعته أغلب المؤسسات النسوية، ومن هذا المنطلق أطلق مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، أمس الاثنين 13حزيران/يونيو، قافلة طبية توعوية في واحدة من قرى مركز القليوبية، لحث الأهالي على عدم ارتكاب تلك الجريمة في خطاب حمل الكثير من التوضيحات للأفكار المغلوطة التي تلقى رواج مجتمعي بهدف الوقوف على ما بها من أخطاء.

أطلق مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي قافلة طبية توعوية إلى القليوبية للتحدث مباشرة مع الأهالي التي كان السواد الأعظم منهم نساء بدت على ملامحهم حالة الأسى والمرارة حينما تم التحدث عن الآثار السلبية للختان وحقيقة ما يحدث للفتيات من تشويه لأعضائهم التناسلية بل والكوارث اللاحقة وكذلك الأضرار الطبية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم استعراض أيضاً العقوبات الواقعة على كل من ساهم في تلك الجريمة وطرق التبليغ عنها، ولا يمكن الحديث عن الختان دون التطرق للزواج المبكر لمن هن دون السن القانوني من النساء والانجاب المبكر وأضراره التي تصل لحد الموت لعدم قدرة الطفلات على تحمله لأن أجسادهم لم تكتمل بعد كي تتحمل الانجاب والرضاعة ثم التربية.

 

"القافلة واحدة من خطواتنا التوعوية وجاءت إحياءً لليوم الوطني لمناهضة الختان"

قالت استشاري الصحة النفسية والانجابية بمركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، الدكتورة راندة فخر الدين، أن القافلة انطلقت بمناسبة اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث وتوعية المواطنين بخطورة ارتكاب تلك الجريمة وتأثيرها عليهم كما قدمت القافلة مجموعة من الخدمات الطبية منها كشف الضغط والسكر والرمد.

وأضافت الدكتورة راندة فخر الدين، أن هذه القافلة ليست الأولى من نوعها في محافظة القليوبية فالمركز يتعاون مع ثلاث جمعيات بالمحافظة وتم تقديم تدريبات لأولياء الأمور في وقت سابق، كما التقينا بعدد من النساء وتحدثنا إليهن عن جميع الممارسات الضارة التي تحدث لهن ومنها ختان الاناث والزواج المبكر والتسرب من التعليم.

ولفتت راندة فخر الدين، إلى أنهم يقومون بعدد من القوافل في محافظات مختلفة ومنها أسيوط وسوهاج وقنا والمنيا في صعيد مصر، وكذلك في ساقية مكي بالجيزة، مشيرة إلى أن من يحضرون اللقاءات التوعوية بالفعل يشعرون بمدى الحرص على تقديم خدمة جادة لهن سواء كانت طبية أو توعوية.

 

 أسباب الختان وأضراره

ولفتت إلى أن القانون الجديد يسجن الأهل والمأذون والمشاركين في تزويج الفتاة القاصر، معتبرة أن الحل في التربية لا يأتي بتشويه الأعضاء التناسلية، وأن مسألة تعرية الفتاة أمام الآخر بهدف قطع جزء من جسدها أو معرفة حاجتها لذلك من عدمه كسر وهدر واضح لكرامتها ولا علاقة له بالعلم أو الدين ضاربة المثال باحتمالات السرقة وأنه لا يجوز قطع الأيدي تحسباً لعدم حدوث تلك الجريمة.

وحذرت الدكتورة راندة فخر الدين من العقوبة القانونية الواقعة على كل من يساهم في الأمر، مؤكدة أن الأهل والطبيب وحتى من يدعوا للختان يقع تحت طائلتها، مشيرة إلى أن تقطيع الأجساد لا يربي الفتيات ولا يقوم سلوكهم إنما الأمر يتطلب التوعية والتوجيه وحماية كرامة الأنثى من الاعتداء الواقع عليها وتنمية ثقافتها بحدود جسدها ومساحات الآخرين منها.

وقالت أن هناك العديد من الأضرار تنشأ عن تشويه العضو التناسلي للمرأة ومنها حدوث الالتهابات المتكررة، وكذلك صعوبة الولادة وما يتبع ذلك من ضرورة في الجراحة، فضلاً عن الأزمات الأخرى التي ترتبط بجفاف وضيق مكان ارتكاب الجريمة، معتبرة أن ما يحدث عبارة عن تعذيب للمرأة في طفولتها، فهي لا تدرك تبعات ذلك إلا حينما تكبر.

 

يوم أسود... من يتعرض للختان يعرف مرارته

أوضحت الدكتورة راندة فخر الدين أن جميع النساء الذين تعرضوا للختان في الصغر لا يذكرون تلك الجريمة إلا ويتبعونها بوصف الـ "يوم الأسود" نظراً لحجم المعاناة التي وقعت على كاهلهم أثناء تعرضهم لهذا التشويه وتبعاته.

وأكدت أن المصلحة تقتضي حماية الإناث في صغرهم واحتوائهم، وأبدت استعدادها لتقديم التدريب لكل من يفكر في ارتكاب تلك الجريمة لتوعيته بخطورتها لأن الهدف هو المنع لا العقاب بعد ارتكابها.

 وعن آليات الإبلاغ فقد أوضحتها دكتورة راندة فخر الدين للحضور بتكرار ترديد أرقام التواصل والابلاغ المتمثلة في 16000، أو 15115، فضلاً عن موقع "نبتة مصر" الذي يقدم مختلف الاستشارات الخاصة بالختان وتزويج القاصرات ومن خلاله يتم متابعة البلاغ في محاولات الإضرار بالنساء المختلفة للحيلولة من خلال التوعية دون حدوثها.

ولاقت القافلة في الجانب التوعوي قبول وتفاعل كبير من الحضور الذين أكدوا على تعرض أغلبهم لها، بل وتأثر البعض مردداً "مكناش فاهمين للدرجة دي، وجريمة فعلا والبنت بتكون الضحية، فيه مشاكل فعلاً في الولادة لكن مكناش نعرف أن سببها الختان، الأمراض دي بتحصل ومفهمناش سببها قبل كدة".