مريم عدو تعالج قضية النساء "المعلقات" في المغرب وتسلط الضوء على معاناتهن
أكدت المخرجة المغربية مريم عدو التي شاركت بفيلمها "المعلقات" في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، أن الفيلم الوثائقي لا يحظى بنفس دعم وقيمة الفيلم الروائي بسبب واقعيته "المخيفة" التي يخشى الكثيرون مواجهتها
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/11/20220306-12-11-202130-jpgebafa5-image.jpg)
حنان حارت
المغرب ـ .
تحدثت المخرجة المغربية مريم عدو، في ندوة صحفية عقدت أمس الخميس 11 تشرين الثاني/نوفمبر، ضمن يوميات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الذي يدعم قضايا المرأة ويروج لسينما المرأة، عن فيلمها الوثائقي "المعلقات"، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة.
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/22591/2021/11/12/750x750nc-12-1-202133.jpg)
وقالت مريم عدو خلال الندوة التي نظمها المهرجان عقب عرض فيلمها أمام لجنة التحكيم للحديث عنه، أن الشريط يحكي قصص ثلاث نساء، يعشن حالة من الضياع بعد رفض المحكمة رفع دعوى الطلاق أمام غياب عنوان محدد لإبلاغ الزوج.
وأوضحت أن اهتمامها بموضوع الطلاق بشكل عام، بدأ منذ دخول قانون مدونة الأسرة حيز التنفيذ عام 2003، آنذاك دفعها هذا المستجد إلى التفكير في إنجاز شريط حول الطلاق للشقاق، باعتباره شائعاً في المغرب.
وأشارت إلى أنه خلال استطلاع آراء النساء أمام مداخل محاكم الأسرة حول ما إذا كانت مسطرة الطلاق معقدة أم لا، صادفت نساء أخبرنها أن هناك مشاكل لازالت عالقة هي التي ينبغي تناولها بدل طلاق الشقاق الذي في طريقه للحل.
وأضافت "تنقلت عبر العديد من المدن المغربية للعثور على نساء يعشن هذه الوضعية "المعلقة"؛ أي لا هن متزوجات ولا مطلقات، فاتجهت إلى بني ملال، وهناك في منتجع عين أسردون عثرت على ثلاث نساء هن بطلات فيلمي "المعلقات" إلى جانب كاتب عمومي".
وعن الوقت الذي استغرقه تصوير الفيلم، أوضحت المخرجة المغربية أن الفيلم استغرق منها ست سنوات من العمل المتواصل، إضافةً إلى البحث عن مصادر التمويل.
وعن بطلات فيلمها الوثائقي تقول "كانت شهادات البطلات عفوية، وما ساعد على ذلك هو اللقاءات المتكررة التي تمت بيننا، إضافةً إلى أن فترات التصوير كانت طويلة ما سمح بنسج علاقة ثقة وتقارب بيننا، وهكذا ظهرن أكثر ارتياحاً أمام الكاميرا، وتمكنَّ من البوح بكل سهولة بكافة مشاكلهن التي عرضت في الفيلم".
ونوهت إلى أنه كان من المقرر تسجيل بعض المشاهد داخل ردهات المحاكم، ولكن تم التراجع عن هذه الفكرة لصعوبة تنفيذها، ولغياب العدالة في قضية هؤلاء النساء اللواتي لم يستطعن الحصول على أحكام قضائية نهائية بالطلاق.
وأكدت مريم عدو التي حصلت على عدة جوائز محلية ودولية، إن الفيلم الوثائقي في المغرب لا يزال في بداياته، "بالرغم من أن المغرب يوفر مادة خصبة لإنتاج أفلام وثائقية لكنها لم تستغل بعد"، وأنه لا يحظى بنفس دعم وقيمة الفيلم الروائي، بسبب واقعيته "المخيفة" التي يخشى الكثيرون مواجهتها.
ويتناول العمل السينمائي قصة ثلاث نساء من مدينة بني ملال، تخلى عنهن أزواجهن واختفوا عن الأنظار دون أن يعرفن أين وجهتهم، وأمام هذا الوضع لجأن للقضاء لطلب الطلاق، لكنهن اكتشفن أن المسطرة القضائية جد معقدة، حيث واجهن صعوبات جمة، أهمها إثبات غياب الزوج، ما يدفع بهن إلى البحث عنهم ليتمكن من تبليغهم، والبحث أيضاً عن شهود لإثبات أن الزوجة كانت تعيش مع الزوج قبل أن يختفي.
وفي خضم رحلة البحث، تركز المخرجة على المشاكل الاجتماعية المرتبطة بوضعهن كنساء "معلقات"؛ سواء عند البحث عن مسكن لكرائه، أو النزاعات التي تجدها مع أزواج بناتهن؛ وهي مشاكل تصادفها النساء في المجتمعات التي لا تعطي قيمة للمرأة دون زوج، كما جاء على لسان إحدى بطلات الفيلم.
ويتنافس فيلم "المعلقات" الذي هو من إنتاج مغربي وفرنسي وقطري، على جائزة الفيلم الوثائقي، إلى جانب أربعة أفلام أخرى؛ هي "كما أريد" لسماهير القاض "إنتاج مشترك بين مصر والنرويج وفرنسا وفلسطين وألمانيا"، و"ناشينا" لماري فوينير "إنتاج مشترك بين فرنسا والصين والكاميرون"، و"العثور على سالي" لتمرا مريم داويت "إنتاج مشترك بين كندا واثيوبيا"، و"لم أعد أخاف من الليل" لليلى بور شير وسارة كيلومي من فرنسا.
وتتواصل فعاليات الدورة 14 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، إلى غاية 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وتتخللها ندوات وورشات تكوينية حول تحليل الفيلم والكتابة السينمائية والسينما الوثائقية وحوارات سينمائية وتقديم مؤلفات عن السينما.