معرض صور يحاكي آلام وواقع الإبادة بحق الإيزيديين

صور فوتوغرافية تحاكي الواقع الأليم لمجزرة شنكال التي ارتكبت بحق الإيزيديين في الثالث من آب/أغسطس 2014، التقطها إعلاميون أثناء المجزرة لإظهار حقيقة داعش للعالم، وفضح الصمت الدولي أمام الإبادة الجماعية، وعدم اعترافها بالإدارة الذاتية لشنكال

ليلى محمد
قامشلو ـ .
تعرض الإيزيديون لمجزرة مروعة على يد مرتزقة داعش في الثالث من شهر آب/أغسطس 2014، وقتل الآلاف وأسر العديد من الأهالي أغلبهم نساء وأطفال، وارتكبت أبشع الجرائم والانتهاكات بحقهم وسط صمت دولي، وقد نظمت أمس الثلاثاء شركة نفل للإنتاج الفني معرضاً للصور في الذكرى السابعة للمجزرة.
 
 
وقالت لوكالتنا الإعلامية شيندا أكرم إن شركة نفل للإنتاج الفني نظمت المعرض الذي ضم 116 صورة فوتوغرافية مختلفة التقطت من قبل إعلاميين غطوا تلك المجزرة. ومع مرور الذكرى السابعة على المجزرة، لم يُعترف بها كإبادة إلا من قبل برلماني بلجيكا وهولندا، في ظل تغافل وتواطؤ المجتمع الدولي والحديث لـ شيندا أكرم "جميع الدول التي تدعي الديمقراطية والحرية، ومنظمات حقوق الإنسان التي تنادي بالإنسانية صامتة، على الرغم من وجود وثائق واضحة للمجزرة".
وأشارت "عندما ننظر إلى هذه الصور التي التقطت في المجزرة، نرى مستقبلاً ضائعاً لجيل قد هدمت أحلامهم، إلى جانب ذلك نجد صوراً لنساء ورجال طاعنين في السن، يمثلون أصالة وتاريخ المجتمع الإيزيدي، ومدى نضالهم ومقاومتهم ضد الفرمانات التي ارتكب بحقهم على مر التاريخ".
وأضافت "في مجزرة شنكال اغتصبت الحياة والإنسانية والعدالة، والدليل على ذلك عندما نشاهد في هذه الصور النساء اللواتي يرتدينَّ ثوبهنَّ الأبيض ويصرخنَّ في وجه الحياة التي أنهكها الظلم والعبودية، فتسأل نفسك عن العدالة والإنسانية، داعش ارتكب أفظع مجزرة بحق النساء من خطف واغتصاب وبيع في أسواق النخاسة، ولا يزال مصير الآلاف منهنَّ مجهولاً حتى الآن".
وعن دور الإعلاميين في شنكال قالت "ساعد واحتضن أهالي روج آفا الإيزيديين، وحمت قوات الكريلا ووحدات حماية المرأة والشعب الأهالي، في حين بذل الإعلاميون جهداً كبيراً لإظهار حقيقة المجزرة، وأعطوا المعنى الحقيقي لها، فكل صورة تحكي قصة واقع ذات معنى، وتمثل حياة وصرخة، وصوتاً ليسمعه المجتمع الدولي الأصم والأعمى".
واستمرت "الإيزيديون نظموا أنفسهم بعد التحرير، وأسسوا إدارتهم الذاتية وقواتهم، واليوم فعالياتهم وتنظيمهم هو الرد القوي على جميع الفرمانات". 
واستذكرت الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية "هناك في المعرض العديد من الصور التي التقطتها الشهيدة الإعلامية نوجيان آرهان، التي أصبحت مثالاً ورمزاً للعدالة والإنسانية والحقيقة لجميع الإيزيديين والشعوب التي تعرضت للإبادة، ونعاهدها في الاستمرار على خطاها".
 
 
ومن جهتها قالت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل في إقليم الجزيرة زوزان شمو "اليوم كامرأة إيزيدية جئت إلى هذا المعرض، الذي يضم صوراً أليمة تظهر معاناة وآلام أهلنا في شنكال، عندما تعرضوا لمجزرة على يد داعش، الذي آبادا الإيزيديين وطمس هويتهم".
وتابعت "يجب الاعتراف بالإدارة الذاتية لشنكال، وبالإبادة التي تعرض لها في المحافل الدولية، لأننا نحن شعب لنا حقوقنا المشروعة وحريتنا، وعلى المجتمع الدولي مساعدة شنكال، في الوقت الذي يرفض فيه عدم وصولنا إلى أهدافنا لأنهم يعرفون أن الإيزيدية هي جذور الشعب الكردي".
وأكدت على أن لا أحد يستطيع النيل من إرادة شنكال "كان هدفهم القضاء على هوية المرأة الإيزيدية إلا أنها أثبتت طليعيتها في كافة المجالات والمجتمع، وأصبحت ذات إرادة قوية وعزيمة لا تكسر"، آلام شنكال آلامنا جميعنا، ولن نتخلى عنهم مها حصل".
 
 
وأشارت الإعلامية جيندا آسمين إلى أنها تتذكر جميع تفاصيل المجزرة المرتكبة بحق الإيزيديين التي من الصعب نسيانها "هنا في هذا المعرض مرة أخرى تتكرر تلك التفاصيل في أذهاننا، وهذه ليست المرة الأولى التي ترتكب بحق الإيزيديين تلك المجازر، إذ أنهم عاشوا 73 فرماناً بألآمها وصعوباتها".
وأعربت أنهم بصورهم أظهروا الإبادة التي مورست بحق المجتمع الإيزيدي "أرادوا القضاء على الثقافة الإيزيدية، إذ نعلم بأن المرأة هي الضحية الأولى في جميع الحروب والمجازر، فالنساء الإيزيديات أيضاً كنَّ ضحية المجزرة إذ تم بيعهنَّ وقتلهنَّ واغتصابهنَّ بوحشية".
وحول دور الإعلام في تلك المجزرة، قالت "كان من واجبنا ومسؤولياتنا إظهار تلك الحقائق على أرض الواقع، حتى لو تطلب منا التضحية بأرواحنا في سيبلها، وعلى هذا الأساس ضحت الإعلامية نوجيان آرهان بحياتها لإبراز واقع الاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديون".
وأكملت "نوجيان بتضحيتها أظهرت طريق الحقيقة وفتحت المجال أمام المرأة الإيزيدية في الإعلام، ليكملنَّ دربها ويحتذينَّ بنضالها، كانت جسراً لبناء حياة حرة لجميع النساء الإيزيديات، فجميع صور المعرض تشير إلى حياة ما قبل المجزرة وما بعدها، تلك الصور حافظة التاريخ ولا يجب نسيانها، إنما يجب المحافظة على ذلك الميراث للأجيال القادمة". 
وتتابع "لا يجب نسيان نضال المقاتلات والمقاتلين الذين هبوا للدفاع عن شنكال، فقد سطروا الملاحم البطولية ولم يتوانوا للحظة عن التضحية بأرواحهم من أجل حفظ كرامة المجتمع الإيزيدي".
وأكدت أن الحياة في شنكال اليوم هي مستمدة من تضحيات الآلاف من الشهداء "نظم الإيزيديون حياتهم من جديد بعد المجزرة المروعة، وبنوا لأنفسهم مراكز إدارية ومؤسسات يديرونها بأنفسهم، وشكلوا وحداتهم للدفاع عن أرضهم في وجه أي اعتداء".