معرض "هنّ" يجمع بين المرأة والفن

بمناسبة يوم المرأة العالمي، نظم معرض فني يحاكي قضايا المرأة بعنوان "هنّ"، وهو بالتعاون بين معرض "هنّ للفن"، وجمعية "في ـ مايل" وذلك في ABC في فردان بيروت

كارولين بزي

بيروت ـ بمناسبة يوم المرأة العالمي، نظم معرض فني يحاكي قضايا المرأة بعنوان "هنّ"، وهو بالتعاون بين معرض "هنّ للفن"، وجمعية "في ـ مايل" وذلك في ABC في فردان بيروت.

 

"يسلط المعرض الضوء على قضايا النساء بطرق مختلفة"

عن النشاط الثقافي والفني الذي قررت أن تشارك فيه جمعية "في- مايل" هذا العام والاحتفال بيوم المرأة بطريقة مختلفة، تقول رئيسة جمعية "في مايل" حياة مرشاد لوكالتنا "أحببنا هذا العام أن نساهم بهذا المعرض الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا وقصص النساء بطرق مختلفة من خلال استخدام الفن. هناك العديد من الفنانين/ات اللذين يشاركون ويعبّرون بأعمالهم عن المرأة وقضاياها بطرق مختلفة، لذلك وجدنا أنه من الأهمية أن ندعم الفن الذي يضيء قضايا النساء، في الوقت نفسه من الأهمية أن نقول في يوم المرأة العالمي بأن هناك طرق تعبير مختلفة، مثل التعبير بالفن والثقافة".

 

 

لطالما كانت قضايا المرأة ثانوية وحتى الفنون وسط الأزمات لا تعتبر أولوية، ولكن معرض "هنّ" جمع بين المرأة والفن، "في كل الأوقات قضايا المرأة لا تعتبر أولوية للأسف، واليوم مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ارتفعت الأصوات التي تسأل عن أهمية طرح قضايا المرأة في ظل كل الأزمات، ولكننا نكرر دائماً أن قضايا المرأة هي قضايا حقوق إنسان ولا يمكننا أن نحدد الوقت الذي نطرح فيه قضايا المرأة بل الوقت ملاءم دائماً، إذ أن قضايا النساء هي قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية تتقاطع بكل المجالات".

 

"يوم المرأة ليس للاحتفال.. بل لتجديد النضال"

وأضافت حياة مرشاد أنه "من خلال المعرض وتصوير قضايا النساء نحن نصل إلى فئة كبيرة من الناس، ربما نحن كمنظمات نسائية لا يمكننا أن نصل إليها في حملاتنا التقليدية، وكذلك نخاطب جيل جديد من الأشخاص الذي يتأثرون بالقضايا ويتفاعلون معها من خلال هذا الأسلوب، وهو أسلوب تعبيري فني، كما أنه من المهم أن ندعم دور النساء في الفن ونؤكد أنهن موجودات ويلعبن دوراً أساسياً، ومن حقهن أن يحصلن على الفرص التي يستحقونها كالرجال".

وأشارت إلى أن "هذا اليوم ليس للاحتفال وليس لتوزيع الورود أو الخطابات، هو يوم لنجدد النضال ونطالب بالقضايا التي نطالب بها منذ سنوات وطالبت بها النساء قبلنا ولنرفع الصوت حولها، ونقول بأننا سنكمل حتى نصل لليوم الذي تنتهي فيه معاناة النساء خلف الأبواب المغلقة، ينتهي فيه التهميش والتعنيف وإقصاء المرأة فقط لأنها امرأة".

 

"معاناة النساء جرّاء أحداث الطيونة"

تشارك الفنانة التشكيلية اللبنانية ديانا عساكر بمجموعتها الفنية باللونين الأبيض والأسود علماً أنها تحب الألوان أيضاً، حيث تقول "أشارك اليوم بمعرض "هنّ" لتشجيع النساء الفنانات في لبنان، وسعيدة بهذا التعاون".

وأوضحت "بالنسبة لمجموعتي التي تحمل اسم "في الأحشاء" تتحدث عن النهار المشؤوم في التاريخ اللبناني وهو يوم أحداث الطيونة التي وقعت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفي هذا اليوم تحديداً كنت قد قررت أن أعود لتمرين يدي من جديد على الرسم، وما أن تحضرت لأباشر بالرسم اتصلت بي صديقتي وطلبت مني أن أستمع إلى الأخبار، وبالفعل شاهدت جزءاً بسيطاً من الأحداث، وكفنانة تشكيلية الذاكرة لدي تعلق بعيني، توقفت عن مشاهدة التلفزيون واعتمدت على سماع الأخبار، وكنت خلال التغطية المباشرة أرسم لوحاتي من دون أن أنظر إلى التلفزيون، وكل ما رسمته كان انعكاساً لما سمعته، إن كان صوت إطلاق النار أو المراسلين".

وأوضحت أن المرأة عنصر أساسي في لوحاتها "أصور المرأة في لوحاتي من خلال النساء اللواتي هربن مع أولادهن خلال أحدث الطيونة، والمرأة التي قُتلت وهي في منزلها. حتى الضحايا الرجال الذين سقطوا لديهم أمهات، بعيداً عن كل الآراء السياسية هؤلاء الضحايا تبكيهم أمهاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم عندما يحل الظلام. بما أنني امرأة أدرك تماماً ما الذي فكرت به المرأة والأم في تلك اللحظة، عندما كنت أرسم هذه المجموعة كنت أمتص ما يحصل وأحاول أن أعكس ذلك على لوحاتي من دون أن أشعر". لافتةً إلى أن المواد أي الحبر الذي استخدمته في الرسم كان بحد ذاته تحدياً لأن أي خطأ يمكن أن يؤثر سلباً على اللوحة كاملةً.

وعن سبب اختيار اللونين الأسود والأبيض للوحاتها، توضح "هذه المجموعة بالأبيض والأسود ولكنني من محبي الألوان، ولكن هذه الفترة ولاسيما بعدما مررت بظروف شخصية صعبة مثل وفاة والدي، فلم أكن جاهزة بعد لإعطاء الطاقة الإيجابية التي أمنحها عادةً للناس من خلال لوحاتي، وكان الهدف في البداية فقط تمرين اليد لا رسم مجموعة كاملة".

أنهت ديانا عساكر ماجستير في الفنون البصرية من الجامعة اللبنانية، ودرست أيضاً الحقوق، وأشارت إلى أن هذين الاختصاصين يساهمان في تطورها بعملها وكذلك برؤيتها في تصوير أعمالها الفنية. وتؤكد بأن لوحاتها تجمع بين الإحساس والتفكير والعلم.

 

 

"بين قمع المرأة والحجر الصحي"

تشارك الفنانة التشكيلية فلافيا قدسي بمعرض "هنّ" من خلال لوحة شخصية وصورة لمشغلها مع اللوحة التي رسمتها، وتقول عن مشاركتها في معرض "هنّ" أن معظم أعمالها تركز على المرأة وقضاياها.

وعن قصة اللوحة التي رسمتها تقول "هذه اللوحة عن الحجر الصحي استوحيتها من الجوكندا، وأطلقت عليها اسم "المحجورة"، كنت أرسم هذه اللوحة عندما وقع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020، لم أتعرض حينها لأذى ولكن اللوحة تضررت قليلاً وحصل تكسير في المشغل فالتقطت صورة للمشغل واللوحة معاً، ووضعتها في المعرض مع اللوحة الأساسية".

وأضافت "وضعت اللوحة جانباً لمدة عام، وعندما تواصلوا معي واقترحوا عليّ أن أشارك في المعرض شعرت أنه يجب أن أكملها وأعرضها".

واختارت فلافيا قدسي أن تكون هذه اللوحة هي لوحة شخصية، لأنها كانت تعيش الحجر الصحي لذلك رسمت اللوحة بوضع كمامة على الوجه مع قفازات باليدين. ولكن للوحة أبعاد أخرى مختلفة عن معنى الوقاية الذي يعتمده الفرد بهدف الحماية من فيروس كورونا، وتوضح "بأن وضع الكمامة يعني كم الأفواه ومنع المرأة من التعبير عن رأيها، أما القفازات مع وضع اليدين فوق بعضهما البعض يمكن أن تعني تكبيل المرأة وتقييدها".

وأكدت بأن اللوحة ليست بالضرورة انعكاس لما تشعر به شخصياً أو تعيشه، ولكنها تحاول ترجمة ما تعيشه أغلب النساء في العالم، وتوضح بأن بيئتها تعكس الاحترام والدعم للمرأة.

ويستمر المعرض الذي يشارك فيه نحو 40 فنان/ة، الذي أنطلق أمس الثلاثاء 8 آذار/مارس إلى 28 أيار/مايو المقبل.