'من يحكم سوريا اليوم مجموعات تكفيرية خارجة عن القانون'

شهدت ساحة الطرشان وسط مدينة السويداء السورية وقفة حداد صامتة بمشاركة النساء، بعنوان "حداد على أرواح رجالنا"، لإيصال رسالة مفادها أن النساء لسن بعيدات عن النضال الوطني.

روشيل جونيور

السويداء ـ على وقع الأحداث الأخيرة التي دارت في عدة مدن سورية في إطار الحرب الطائفية، أكدت نساء السويداء أنهن شريكات أساسيات في مواجهة القتل والظلم، وأنهن داعيات للسلام والعدالة.

عبرت المشاركات في الوقفة التي نظمت اليوم الاثنين الخامس من أيار/مايو في ساحة الطرشان في السويداء، عن التمسك بالأرض والوطن والهوية، حيث قالت غصن عبد الحي وهي معلمة متقاعدة "لم نفرح بانتصار سوريا على نظام الأسد البائد، كون ما أتى بعده كان أصعب، ٥٤ سنة من الظلم والاضطهاد والقمع عشناها وكنا نأمل أن تكون سوريا ديمقراطية، لكن من يحكم البلاد اليوم مجموعات تكفيرية خارجة عن القانون لا تريد أن يتحقق الاستقرار في هذه البلاد".

وأضافت أن السويداء كانت وما زالت مثالاً في الشهامة والكرم، حيث استقبلت اللاجئين من مختلف المدن السورية في بيوت سكانها ولم تسكنهم في الخيام "يد الغدر طالت أبناء الطائفة الدرزية في جرمانا وصحنايا، وأهينوا ونكل بهم، وهذا ما لا نقبل به في سوريا الجديدة".

وأكدت "كنا دائماً جنباً إلى جنب مع كل مكونات وطوائف الشعب السوري، لم نعرف يوماً للطائفية عنوان، نؤمن بالإنسان أولاً وأخيراً".

من جهتها قالت شروق أبو زيدان محامية وناشطة مدنية "نحن اليوم هنا لنعبر عن شراكتنا في سوريا، هذه الوقفة حداد على أرواح جميع الشهداء الذين زُهقت أرواحهم بيد الغدر والطائفية".

وأضافت "المرأة السورية عانت كثيراً خلال السنوات الماضية من العنف والاضطهاد، لكنها كانت دائماً تعمل وتغيث وتنتظر الغائبين وتتحمل المسؤولية، وحدها في كثير من الأحيان".

وحذرت شروق أبو زيدان من التجييش الطائفي المتصاعد، مشيرةً إلى أن "أهالي السويداء ظلوا على مدار سنة وأربعة أشهر من الحراك السلمي ينادون بالحرية لعموم سوريا، واستقبلوا النازحين دون أي تمييز، لكن الإعلام الطائفي حول الاتهامات من الساحل إلى السويداء، بحجة الإساءة للأنبياء، نحن لا نرضى بذلك فهو ليس من شيمنا ولا أخلاقنا"

وطالبت بوقف المجازر وسفك الدماء، مؤكدةً أن "الدم السوري على السوري حرام"، وإن هذه المجازر "هي نتيجة الرماد الذي نثر مجدداً من تحت جمر الطائفية، منذ عهد النظام البائد، واليوم زادت اشتعالاً في ظل حكومة ذات لون واحد لا تمثل جميع السوريين، لذلك نطالب بحكومة انتقالية حقيقية، وفتح ملف العدالة الانتقالية بأقصى سرعة".

أما غسنية صلاح قالت "نحن هنا من أجل شهداء الكرامة، ونحمّل المسؤولية الكاملة لمن قام بهذا الفعل، ونطالب بإحداث لجنة تحقيق عاجلة، الحكومة المؤقتة يجب أن تقف عند مسؤولياتها".

وأكدت أن نساء السويداء قادرات على دعم المناضلين الذين يرابطون على حدود المدينة، وأن "أبناء السويداء لا يعتدون على أحد في المقابل لا يقبلون أن يُعتدى عليهم".

وأضافت "نحن أبناء سلطان باشا الأطرش الذي نادى دائماً بوحدة النسيج السوري، ونؤكد مجدداً أن الحكومة المؤقتة هي المسؤولة الأولى عن وقف المذابح وإنقاذ ما تبقى من البلاد".