وحدات حماية المرأة: سنبقى صامدين في وجه الهجمات الممنهجة التي تستهدف القيم الإنسانية
أدانت وحدات حماية المرأة الاعتداءات والمجازر التي ترتكب بحق الطائفة الدرزية، والتي يشكل جزءاً مهماً من نسيج سوريا، داعياً النساء إلى أن تتخذن الدفاع عن النفس أساساً لهن لضمان حماية حقوقهن وحقوق كافة الشعوب.

مركز الأخبار ـ شهدت مناطق ريف دمشق اعتداءات طالت أبناء الطائفة الدرزية وأسفرت عن مقتل عدد من المدنيين، كما جرت اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين مجموعات مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام ومجموعات من الطائفة الدرزية.
أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية المرأة بياناً بشأن الاعتداءات على الطائفة الدرزية في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، ومدينة السويداء جاء فيه "عندما ننظر إلى التطورات الأخيرة في سوريا، وخاصةً بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة في النظام السوري، نرى أن الصراعات في سوريا قد تفاقمت وتحولت إلى فوضى عارمة، حيث ارتكب هذا النظام الجهادي، بأيديولوجيته، مجازر وإبادات جماعية بحق شعبنا في الساحل السوري، واليوم نرى أن هذا النظام يهاجم شعبنا الدرزي بنفس الوحشية".
"تتحقق الديمقرطية بالعيش المشترك"
وأشار البيان إلى أن "شعبنا الدرزي كسائر الطوائف العريقة في سوريا، ولطالما ناضلت من أجل استقلالها، ولكن الآن تسعى هيئة تحرير الشام بأيديولوجيتها المهيمنة، إلى إخضاع شعوب عريقة كالعلويين والدروز، من خلال أثارة الصراعات طائفية والتوترات بين شعوب المنطقة، ويريد نظام دمشق استغلال هذه الصراعات والفتنة لتحقيق سياسة التقسيم والسيطرة".
وأوضح البيان أنه التطورات التي تشهدها سوريا في الفترة الأخيرة تظهر مدى خطورة هذه العقلية الجهادية على الأهالي خاصةً على النساء، ولأن النظام لا يقبل تنوع الشعوب والأديان فإنه لا يمكن أن يكون نموذجاً للنظام السوري بشكل عام، مؤكداً أنه في سورية تعيش العديد من المكونات والطوائف وجنسيات مختلفة معاً ولا ينبغي أن يؤدي هذا الاختلاف إلى تعرض الأهالي من دول مختلفة للإبادة الجماعية "لقد كانت سوريا في حالة حرب لفترة طويلة وسئمت شعوب المنطقة من الحرب، لذلك يريد كل شعب العيش معاً بحرية على أرضها، ولكن الفكر الجهادي لا يقبل بأي حال من الأحوال فسيفساء الشعوب السورية، الأمر الذي يحول دون إعادة بناء سوريا الديمقراطية، لأنه لا يمكن بناء الديمقراطية بسبب عقلية الرجل في السلطة، النموذج لمستقبل سوريا الذي لا يمكن انتقاده هو نموذج الدولة الديمقراطية، وبفضل هذا النموذج وصل واقع إقليم شمال شرق سوريا وروج آفا إلى مستوى تستطيع فيه كل الأمم تحديد هويتها والعيش بحرية وفقاً لحقيقة شعبها".
"الطائفة الدرزية تشكل جزءاً مهماً من نسيج سوريا"
وأدانت وحدات حماية المرأة في بيانها المجازر والجرائم التي ترتكب بحق الطائفة الدرزية والذي يشكل جزءاً مهماً من نسيج سوريا "سنبقى صامدين دائماً في وجه كل الهجمات الإرهابية الممنهجة التي تستهدف القيم الإنسانية خاصةً وحدة المجتمع السوري، إن الدفاع الطبيعي هو الضمان الأساسي والوحيد لبناء مجتمع حر وديمقراطي، وباعتبارنا نساء فقط فإننا نستطيع أن نقود هذه المرحلة الحساسة في سوريا ونقود المنطقة نحو الأمن والاستقرار، كما يمكننا بناء سوريا ديمقراطية وآمنة من خلال الحكمة الأخلاقية والجمالية للنساء اللواتي تناضلن ضد العقلية الأبوية القاسية".
"الحل الوحيد لسوريا هو بناء حياة مشتركة"
ودعا البيان كافة الشعوب خاصةً المرأة إلى أن تتخذ الدفاع عن النفس الذي هو حق طبيعي ومشروع أساساً لها لضمان حماية حقوقها وحقوق كافة الشعوب "يجب على جميع النساء في المنطقة والعالم أن تتحملن مسؤولياتهن التاريخية ويجب علينا معاً رفع مستوى النضال لتعزيز الوحدة والتنظيم، نحن مصممون على بناء حياة حرة من خلال النضال والحس السليم، ونؤكد أن الحل الوحيد لسوريا هو بناء حياة مشتركة بعقلية أنثوية منظمة، وللانتقام من المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا السوري فإن الرد الأعظم هو المشاركة في الدفاع المشروع بعقلية منظمة والوصول إلى سوريا ديمقراطية تحتضن كل النساء والشعوب ديمقراطيا وسلمياً".