ملتقى دولي يؤكد أنه على العالم مساندة أهالي عفرين من أجل عودة آمنة إلى ديارهم

أكدت النساء المشاركات في الملتقى الحواري الدولي لتحرير عفرين أن الشعب العفريني هو الأحق برسم خيوط العودة لعفرين محررة من الاحتلال التركي، وعلى المجتمع الدولي مساندته وكف يد تركيا ومرتزقتها.

الشهباء - نظم كل من مجلس سوريا الديمقراطية ومنظمة حقوق الإنسان في إقليم عفرين اليوم الثلاثاء 10 أيار/مايو ملتقى دولي من أجل تحرير عفرين.

تحت شعار "عفرين ما بين الاحتلال التركي والمصالح الدولية"، نظم في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا ملتقى دولي بمشاركة ممثلات وممثلين من دول الشرق الأوسط، وأوروبا وشمال وشرق سوريا.   

وتميز الملتقى بمشاركة شخصيات بارزة منهم الدبلوماسي السابق والأكاديمي في جامعة كولومبيا الأميركية ديفيد فيليبس، وسفيرة السلام في اليمن رائدة الذبحاني، ومدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، ورئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مختار غباشي، ومديرة بحوث السلام في المعهد الكردي للسلام- أمريكا ميغن يودث، ورئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان- مصر الدكتور أمين عقيل، والمحلل والباحث في الصراعات الدولية- أمريكا ثورو ريدكرو منهم من شاركوا شخصياً وآخرين عن طريق الانترنت.

 

حول ماذا ركزت محاور ونقاشات الملتقى؟

سلطت محاور ونقاشات الملتقى الضوء على الواقع التاريخي لمقاطعة عفرين الذي يعود لآلاف السنين والذي كان شاهداً على الكثير من الحضارات والأعراق وتعرضها اليوم في ظل الاحتلال التركي لتغيير شامل من خلال تغييب الحقائق، عبر التغيير الديموغرافي فتم توطين 400 ألف مستوطن من كافة المحافظات السورية في قرى ونواحي عفرين، وبناء أكثر من 18 مستوطنة إلى جانب تغيير أسماء الأماكن الكردية إلى إسماء عثمانية ووضع العلم التركي في كل مكان وإصدار هويات تعريفية تركية للمدنيين ضمن الأراضي السورية.

وأكدت النقاشات أيضاً أن تحرير عفرين استحقاق وطني ومفتاح حل للأزمة السورية، وأن عفرين كيفما كان لها دوراً مركزي في تحريك العديد من الملفات السياسية والعسكرية أيضاً تحظى قضية تحريرها بتلك الأهمية في مجمل الخارطة السياسية، وأن النظام السوري هو المعني الأول بما يرتكب، وعليه أخذ دوره كحامي للسيادة الوطنية ولعب دور مهم لتحرير عفرين، من خلال طرح قضية تحريرها مع الحلفاء والمجتمع الدولي والإقليمي.

وشددت النقاشات أيضاً على أن موضوع وقضية تحرير عفرين تتطلب حل سريع، كما تمت الإشارة إلى مقاومة مهجري عفرين وخطواتهم في مخيمات الشهباء لأجل التحرير والعودة الكريمة الآمنة، وأن هذه المقاومة مبنية على ثوابت وطنية لدحر الاحتلال، ورسم الصورة المستقبلية لعفرين، وطرح القضية في المحافل الدولية والمنصات السياسية والأدبية، والثقافية والنسوية وأن المرحلة مرحلة الوجود أو لا وجود.  

 

الشعب هو الأحق برسم خيوط العودة

 

 

وعلى هامش الملتقى الدولي لأجل تحرير عفرين تحدثت لوكالتنا عضو مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية زينب قنبر عن ضرورة وأهمية الملتقى الحواري في ظل الظروف والأوضاع الراهنة في عفرين والشرق الأوسط والعالم عموماً قائلةً "كان هناك حاجة ملحة لهذا الملتقى كون أن جميع الانتهاكات مورست وتمارس في عفرين هي انتهاكات ضد الإنسانية وإبادة ثقافية، وطمس للهوية". 

وأضافت "أردنا أن نلفت الانتباه ونسلط الضوء على موضوع وقضية مقاطعة عفرين وتحريرها وأن نقول بأن المقاومين في الشهباء هم قلعة المقاومة، ولهم الحق في تقرير مصيرهم في ظل ما يواجهونه ويتحملونه من أعباء وقصف واستهداف بطائرات وقذائف الاحتلال التركي المستمرة حتى هذه اللحظة في سبيل حماية أرضه والدفاع عنها".

وعن مضمون الملتقى ومحاوره أشارت زينب قنبر إلى أنهم ركزوا على ثلاثة محاور أساسية وهي أن "عفرين مدينة سوريا ولها امتداد تاريخي، كذلك تم التعريف بالقوانين والمواثيق الدولية التي تنادي بحقوق الإنسان، كما ركز المحور الأخير على طرح الرؤية السياسية وحل القضية العفرنيية".

ونوهت إلى أنهم يحضرون منذ أكثر من شهر لتنظيم هذا الملتقى وسعوا للتواصل والوصول إلى شخصيات سياسية، وثقافية، ودبلوماسية وقانونية على المستوى الدولي والشرق الأوسط للمشاركة في الملتقى وأبداء أراءهم فيما يجري بعفرين.

 

"دفاعنا عن أرضنا سلمياً بالكلمة وليس بالسلاح"

 

 

بدورها تحدثت عضو مكتب العلاقات العامة بحزب التحالف الديمقراطي الوطني السوري لينا الضحاك وبينت أن "إرادة وقوة المهجرين في مقاطعة الشهباء وإصرارهم من خلال التظاهرات والفعاليات على المطالبة بتحرير عفرين وحده كفيل بدحر الاحتلال وأفشاله".

ورفضت لينا الضحاك تقسيم الأراضي السورية، وأكدت أنه على الجميع الحفاظ على تراث ومكانة سوريا وثروتها، مبينةً أن التدخلات الخارجية تسعى لإبادة الشعوب ونهب ما على الأرض وباطنها وذلك عن طريق دراسة ممنهجة ومخطط لها.   

وأشارت إلى أن الملتقى سيكون بادرة ممتازة تطرح جميع الأفكار والحلول "نحارب بالكلمة وليس بالسلاح وهذا هو الحل الأمثل للوضع الراهن في المنطقة".

 

عفرين بعد الاحتلال بؤرة للإرهاب

 

 

وأشارت الناشطة السياسية من مدينة حلب آمنة خضرو إلى أن الملتقى تضمن الكثير من النقاشات والمقترحات الغنية والقادرة على قلب الموازيين نحو الأفضل في مقاطعة عفرين والمناطق المحتلة وسوريا عموماً، وهذا يستوجب الأخذ بعين الأعتبار أن القضية هي قضية شعب وليس دولة أو طرف ويستوجب أن يحدد الشعب مصيره بنفسه.

وشددت على أن عفرين تتعرض منذ أكثر من 4 سنوات لإبادة جماعية وانتهاكات فظيعة "هذه حالة خطيرة جداً على الشعوب والأرض أيضاً في ظل عدم وجود توثيق جدي للحالات، وباتت عفرين اليوم بؤرة لتصنيع الإرهاب ونشره حول العالم".

وفي ختام حديثها قالت "من خلال هذا المنبر نؤكد مرة أخرى أن عفرين ليست الجولان أو لواء أسكندرون، وسنسعى لتحريرها وتحرير كافة المناطق المحتلة في سوريا والوصول لسوريا تعددية لا مركزية تحتضن كافة المكونات والأديان".