مغربيات تطالبن بفضاء رقمي أمن

أكدت ناشطات حقوقيات وصحفيات ومنتجات محتوى رقمي على خطورة العنف الإلكتروني الممارس ضد المرأة، ورغبتهن في فضاء آمن، بعيداً عن الهجمات التي تتعرض لها النساء والفتيات.

حنان حارت

المغرب ـ طالبت ناشطات مدافعات عن حقوق النساء في المغرب، بفضاء رقمي مسؤول وأمن للنساء والفتيات، وذلك خلال ورشة توعوية نظمتها جمعية نساء شابات من أجل الديمقراطيات، في إطار مشروع "اسمع لها".

تهدف الورشة التوعوية التي نظمت أمس السبت 14 كانون الثاني/يناير، إلى تدريب النساء على مفهوم العنف الرقمي الممارس ضد النساء، وآليات مواجهته والتعامل معه، والإطار القانوني الذي يؤطره وبعض أشكاله.

وسلطت المشاركات الضوء على خطورة ظاهرة العنف الرقمي الممارس ضد النساء وكيف أنه بات يأخذ منحى تصاعدياً، ما يتطلب تكثيف الجهود من خلال التوعية بخطورة هذه الظاهرة، وذلك بإنتاج محتوى توعوي عبر المنصات الرقمية التي تشهد تواجد عدد كبير من المستعملين.

وعن مشروع "اسمع لها" قالت المنسقة الوطنية لجمعية نساء شابات من أجل الديمقراطية بشرى الشتواني، لوكالتنا "مشروع "اسمع ليها وما تحكرهاش" (اسمع لها ولا تقلل من شأنها)؛ يستهدف النساء منتجات المحتوى الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي، والمدافعات عن حقوق النساء والصحفيات"، موضحة "عملنا لمعرفة ما هو العنف الرقمي والمصطلحات التي تمثل لهن عنفاً رقمياً، وكيف يتم ممارسة العنف الرقمي عليهن هل هو تعليقات أو رسائل أو فيديوهات موجهة".

وأشارت إلى أن المشروع توج بإنتاج شريط فيديو سيطلق خلال الأيام المقبلة على منصات التواصل الاجتماعي الذي يحمل عنوان "سطوب العنف الرقمي"؛ والذي يتضمن رسائل واضحة عن خطورة العنف الرقمي الممارس ضد النساء، والذي سيكون بمثابة إطلاق حملة على وسائط التواصل الاجتماعي للتوعية بخطورة العنف الرقمي.

وأضافت أن الهدف من إطلاق الفيديو هو إنشاء تجمعات على منصات التواصل الاجتماعي تغذي فكرة التضامن النسائي فيما بينهن بدون قيد أو شرط في حالة تعرض أي واحدة لهذا النوع من العنف.

وأوضحت أن الهدف من وراء مشروع "اسمع لها " هو خلق فضاء للبوح للنساء اللواتي تتعرضن للعنف الرقمي من أجل تجديد الطاقة سواء كنا مناضلات نسائيات، أو صحفيات أو مؤثرات، لأنهن قبل كل شيء هن نساء وتتعرضن كذلك للمضايقات على مواقع التواصل الاجتماعي "قد يعتقد البعض أن هذه الفئة من النساء لا تتأثر؛ لكن نحن أشخاص نساهم في بناء المجتمع، لا نهدف إلى الصراع مع أحد، ولكن نطالب بحقنا في الفضاءات الرقمية، نريد قوانين صريحة وواضحة تعاقب على العنف الرقمي، لا نريد مسطرة معقدة يصعب على أي امرأة سلكها".

وبينت أن "العنف الرقمي له آثار كبيرة على الضحية التي تتعرض لهذا النوع من العنف، فهناك ارتفاع في منسوب هذا العنف، وذلك يرجع بالأساس لانعدام الأمن الرقمي، اليوم نتجول في عالم افتراضي وكنساء نخاف أن نتعرض للسرقة والعنف، ونخاف أن نبوح بذلك، هناك من يعتقد أنه يجب أن نكون قويات ولا نكترث لأمر التعرض للعنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

واختتمت بشرى الشتواني حديثها بالتأكيد على ضرورة "وجود ترسانة قانونية تحمي النساء في الشوارع والأماكن العامة وفي الفضاءات الافتراضية، فهدفنا هو فضاء رقمي مسؤول وآمن للنساء والفتيات".