لوحات تحاكي معاناة الشعوب وتبرز الفكر النسوي في معرض قامشلو

أكدت المشاركات في معرض الفن التشكيلي المُقام في قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، أنه شكّل مساحة مهمة لإبراز الهوية الثقافية الكردية ودعم حرية المرأة، مع التطلع لتوفير فرص أكبر للفنانين والفنانات مستقبلاً.

زينب عيسى

قامشلو ـ أقامت هيئة الثقافة بمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا بالتعاون مع كومين الرسم معرضاً للفن التشكيلي في مدينة قامشلو، تحت شعار "الفن التشكيلي يبني جسوراً بين الشعوب"، وعرض الفنانون خلاله أعمالاً متنوعة، جسّدوا من خلالها خبراتهم وتجاربهم الإبداعية، ليقدموا للجمهور نماذج غنية من الفنون التقليدية والحديثة التي تعكس أصالة المجتمع وتماسكه الثقافي.

يأتي المعرض الذي نظمته هيئة الثقافة بمقاطعة الجزيرة بالتعاون مع كومين الرسم، ضمن سلسلة من الجهود المستمرة لتعزيز الأنشطة الثقافية والفنية في المنطقة، وتسليط الضوء على دور الفنون الجميلة كجسر للتواصل بين المجتمعات المختلفة، وكوسيلة لترسيخ قيم الحياة المشتركة والحوار.

وعُرضت لوحات متنوعة بأساليب فنية متعددة، عبّر من خلالها المشاركون عن قضايا إنسانية واجتماعية وثقافية مشتركة، واحتوى المعرض الذي انطلق في 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري واستمر على مدار ثلاث أيام، على لوحات حملت قصصاً مختلفة، من بينها عدد كبير من الأعمال التي جسدت إبداعات النساء.

 

إبراز دور الفن التشكيلي

وعن تفاصيل المعرض وأهدافه، أكدت شيلان عزب، رئيسة كومين الرسم في مقاطعة الجزيرة، على أهمية هذه الفعاليات في إبراز دور الفن التشكيلي في تعزيز الثقافة المحلية والتواصل بين المجتمعات "نحرص على إقامة هذا المعرض سنوياً برعاية هيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة، وقد أطلقناه هذا العام تحت شعار "الفن التشكيلي يبني جسوراً بين الشعوب"، شارك فيه نخبة من الحرفيين المتميزين من الإقليم، وكان هدفنا إبراز إبداعهم الفني وتسليط الضوء على جمال أعمالهم، ومن خلال هذه اللوحات نؤكد على الهوية الكردية المتجذرة في ثقافتنا، ونُظهر قيمة الإرث الحضاري الذي نعتز به".

أوضحت شيلان عزب أنه تم عرض 71 لوحة تحمل قصصاً متنوعة "استمر معرضنا ثلاثة أيام، وخلال هذه الفترة عرض الفنانون أعمالهم ليقدموا خبراتهم وإبداعاتهم الفنية، من بين اللوحات المعروضة هناك عدد كبير من أعمال النساء، وكل لوحة تروي قصة خاصة بها، معظم هذه القصص تعكس آلام ومعاناة شعوب المنطقة، إلى جانب إبراز تطور الفكر النسوي".

ولفتت إلى أنه بعد انتهاء الأيام الثلاثة سيتم تكريم الفنانين وتقديم الجوائز لهم "نطمح في المستقبل إلى توفير المزيد من الفرص لدعمهم وتطوير أعمالهم".

 

"كل لوحة تحمل قضية أو رسالة خاصة"

بدورها أشارت الفنانة هيفان توبال من مدينة عفرين إلى أن لوحتها التي شاركت بها في المعرض سلطت الضوء على أفكار ورؤى النساء الحرائر "شاركت في العديد من المعارض، لكن هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في معرض الفن التشكيلي".

وترى أن ما يميز هذا المعرض أن كل لوحة تحمل قضية أو رسالة خاصة "من بين اللوحات المعروضة هناك واحدة من أعمالي التي أردت من خلالها نشر فكرة النساء الحرائر، لأن المجتمع الحر والعائلة الحرة تنطلقان من أفكارهن"، موضحةً "في لوحتي أبرزت صورة المرأة وهي تقرأ كتاباً، لتصبح أكثر معرفة وتدفع بأفكارها إلى الأمام، بما يمكّنها من تطوير مجتمعها وعائلتها"، آملةً أن يزداد عدد اللوحات المشاركة في مثل هذه المعارض كل عام، وخاصة لوحات النساء "هذه الفعاليات تشكل مساحة مهمة لعرض الإبداع والإنجازات".

من جانبها، أكدت الفنانة التشكيلية مارين خليف أن مشاركتها في معرض فن الحرف اليدوية كانت فرصة ثمينة لإبراز عملها الفني "هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في معرض من هذا النوع، وقد رغبت من خلاله في عرض جهودي في الرسم التي أمارسها منذ عامين، إذ لم تتح لي من قبل أي فرصة لذلك".

وأضافت "هذا المعرض شكّل فرصة حقيقية لإظهار إبداعي"، مشيرةً إلى أن لوحتها تجسد حرية المرأة، إذ إن ثورة روج آفا كسرت العقلية الذكورية التي كانت تقيّد النساء، ومنحت المرأة إمكانية أن تكون حرة ورائدة "الألوان التي استخدمتها يغلب عليها اللون الزيتوني، وقد أنجزت اللوحة خلال 15 يوماً، حيث أوليت اهتماماً كبيراً بالتفاصيل الدقيقة لتخرج بصورة جميلة ومعبرة".