'لن نسمح للفتن أن تفكك التلاحم والنسيج الاجتماعي في مناطقنا'

أكدت نساء مدينة دير الزور في إقليم شمال وشرق سوريا على ضرورة الوحدة وتكاتف المكونات لمواجهة السياسات المخططة التي تمارس ضد مناطقهم والتي تبث الفتن والأكاذيب عبر جهات مدعومة من الاحتلال التركي.

زينب خليف

دير الزور ـ يعمل الاحتلال التركي منذ بداية هجماته على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا لاستخدام بعض الجهات داخل المنطقة من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها الاحتلالية ضد المشروع الديمقراطي، بالإضافة لتفكيك النسيج الاجتماعي بين المكونات وذلك عبر بث الفتن والألاعيب الكاذبة.

حاربت مكونات إقليم شمال وشرق سوريا من الكرد والعرب والتركمان والسريان وغيرهم، في جبهات القتال جنباً إلى جنب ضد مرتزقة الاحتلال التركي والذين حاولوا الدخول إلى المنطقة مثل "داعش" الذي ما يزال يشكل خطراً كبيراً على المنطقة والعالم بأسره، وبعد هزيمة المحتل ومرتزقته على أراضي إقليم شمال وشرق سوريا والمقاومة التي أبداها الشعب، لجأت الدولة التركية إلى أساليب أخرى لنشر الإشاعات الكاذبة بين الأهالي من أجل زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وحول هدف الاحتلال التركي من بث الفتن في المنطقة، قالت سناء الأحرش من نساء مدينة دير الزور "مع بدء الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا، سعت جهات خارجية وعناصر إجرامية إلى افتعال الفتن في دير الزور بهدف تفكيك النسيج الاجتماعي بين الشعب وإبعاده عن المشروع الديمقراطي"، موضحة أن زرع الفتن والانجرار ورائها لم يجلب معه سواء دمار المجتمع.

وعن نداء التعبئة الذي أطلقته الإدارة الذاتية الديمقراطية لجاهزية الأهالي بالتصدي للهجمات ومساندتهم لقواتهم العسكرية التي تحمي أراضي إقليم شمال وشرق سوريا، أكدت أنه "نحن الآن نعيش ضمن مرحلة إثبات الوجود، ويجب على كل فرد في المجتمع أن يأخذ مكانته في الدفاع عن هذه الأرض، وأن ينضم لنداء التعبئة العامة الذي أطلقته الإدارة الذاتية الديمقراطية والذي يمثل فرصة حقيقية لنا لنستعيد وحدتنا ونبني مستقبلاً أفضل لأبنائنا".

وأشارت إلى أن "الفتن تستهدف النسيج الاجتماعي المترابط في مناطقنا ويسعى إلى تفرقتنا، لهذا يجب علينا أن نتكاتف جميعاً، في التصدي لمحاولات زرع الفتنة وأن نتحد أمام الهجمات التي تستهدف مناطقنا فالوحدة هي السلاح الأقوى الذي يمكننا استخدامه في مواجهة التحديات".

وعن دور المرأة والإنجازات التي حققتها في إقليم شمال وشرق سوريا، قالت إن "المرأة أثبتت ذاتها ومكانتها ضمن ثورة المرأة وحققت إنجازات عظيمة في سبيل حرية جميع النساء، لذا ضمن هذه المرحلة أيضاً لها دور كبير سواء كان حماية المنطقة والدفاع عن مبادئ الإدارة الذاتية الديمقراطية، وحتى في توعية المجتمع"، مؤكدة أنهن كنساء في دير الزور وغيرهن من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ستكن صوتاً للسلام ونشر الوعي بين المجتمع حول مخاطر الفتن".

ودعت سناء الأحرش جميع النساء للمشاركة الفعالة في الحوارات المجتمعية والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والتسامح بين جميع المكونات، مشددة على ضرورة أن تكن جزءاً من الحل، وأن تساهمن بأفكارهن وآرائهن في بناء مجتمع يسوده السلام والديمقراطية.

وفي ختام حديثها، أكدت على ضرورة تمسك الشعوب بقضيتهم وأرضهم "أراضي دير الزور لنا، لهذا من حقنا اليوم أن ندافع عنها كونها تمثل كرامتنا، والاحتلال التركي عبر هجماته والحرب الخاصة التي يمارسها ضدنا لن يستطيع إبعادنا عن مقاومتنا".

بدورها قالت إيمان الكوان إن "نداء التعبئة العامة هو دعوة لكل فرد في مجتمعنا، وخاصة نحن النساء يقع على عاتقنا بأن ندافع عن أراضينا ولنا دور كبير في توعية أبنائنا وبناتنا حول أهمية الوحدة والتمسك بالأرض، ويجب أن نعمل معاً لمواجهة الفتن التي تهدد استقرارنا".

وأشارت إلى الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه النساء في هذه المرحلة الحساسة "نحن النساء نستطيع أن نقدم الدعم النفسي والاجتماعي للعوائل التي تتأثر بالحرب الخاصة والأكاذيب التي يبثها الأشخاص الذين يزرعون الفتن في مجتمعنا، ويجب أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم، وأن نعمل على بناء مجتمع متماسك".

ولفتت إلى تلبية الأهالي لدعوة النفير العام وتنظيم صفوفهم في الوقوف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية "طيلة السنوات السابقة، تدافع قوات سوريا الديمقراطية عن كرامتنا حررتنا من داعش ودافعت عن حقوقنا وهويتنا وثقافتنا، لذا يجب علينا ضمن هذه المرحلة أن نساندهم وندعمهم، وبمقاومتنا سندحر الاحتلال ونفشل مشروعهم".

وأشارت إلى أن نداء التعبئة العامة يمثل فرصة هامة لتعزيز التعاون بين جميع أفراد المجتمع في دير الزور من خلال فهم مضمون هذا النداء وتداوله بفعالية "يمكن للنساء أن يلعبن دوراً محورياً في تحقيق الأهداف المرجوة، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر استقراراً وتماسكاً".