معلمات السويداء: التعديلات الجديدة لا تخدم الطلبة

احتج معلمي ومعلمات مدينة السويداء السورية على التعديلات التي طالت مناهج التعليم في إطار فرض فكر أحادي في بلد متعدد الطوائف.

السويداء ـ أكدت معلمات مدينة السويداء أن التعليم في سوريا عانى عقوداً من الجهل بسبب النظام القمعي الدكتاتوري، وأن التعديلات الجديدة لا تخدم الطلبة خاصة في هذه المرحلة الحرجة.

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، طوت صفحة سوداء من تاريخ سوريا لتبدأ رحلتها في تطوير المجال التعليمي، إلا أن التعديلات الأخيرة التي أطلقتها الحكومة المؤقتة على بعض المواد التعليمية أثارت جدلاً واسعاً في أوساط الناشطين والمعلمات والمعلمين.

رداً على هذه التعديلات طالبت معلمات السويداء بالمرجعية الجدية والسريعة في التعديل، حيث حملن في احتجاجية نظمنها اليوم الثالث من كانون الثاني/يناير، لافتات كتب عليها "أولادنا ليسوا حقل تجارب" و"نعم لمناهج مدروسة وحضارية".

وعلى هامش التظاهرة لفتت المعلمة كندة المحيثاوي إلى أن واقع التعليم في سوريا كان سيء وهناك أخطاء في المناهج التعليمية "لم يكن بمقدورنا الاعتراض بسبب قسوة تعامل النظام السابق مع ذلك، نحن الآن في سوريا الجديدة لن نسمح بتكرار الأخطاء ذاتها، هناك أمور أهم من تعديل المناهج منها تأمين التدفئة في المدارس ومستلزمات التعليم وترميم المدارس، ويجب النظر في أوضاع الأطفال الذين حرموا من التعليم وذلك بتوفير فرص لهم ودعمهم مادياً".

وأضافت أن حكومة المؤقتة ليس من صلاحياتها تعديل المنهاج إلا التعديلات الضرورية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالوضع السوري الحالي.

بدورها قالت لينا الشاعر صاحبة أقدم وأول روضة خاصة في السويداء إن "هذا التعديل الذي طرحته الحكومة المؤقتة غير مناسب لأننا أصبحنا بمنتصف الفصل الدراسي وتعديل المناهج له شروط وأسس يرتكز عليها، يجب أن تكون هناك لجنة متخصصة بالتعديل ولا يكون قرار فردي وغير مدروس". 

وتابعت "يجب أن يكون التعديل قبل بداية العام الدراسي لأن هذا الوقت في منتصف الفصل الدراسي يهدم العملية التعلمية، ولا ننسى أن التعليم يؤسس الطالب لمراحل متقدمة لذلك من الضروري أن يكون التعليم شامل وبعيد عن جميع المعتقدات الدينية أو الاجتماعية".

كما قالت إلهام ريدان مدرسة متقاعدة ومن المشاركات في حراك السويداء "منذ البداية خرجنا من أجل دولة علمانية ديمقراطية، أما بالنسبة للمناهج السورية نحن مع تغير أي شيء يمجد نظام الأسد فقط، كون سوريا فيها عدة طوائف وليست طائفة واحدة، كما نطالب بعدم تدين المناهج، بل يجب أبعاد الطائفية عن التعليم، لنرفع الصوت عالياً بـ لا للمناهج الغير مدروسة".

وأضافت "نحن موجودين في ساحة الكرامة لنطالب بدولة الحق ودستور، وإلى الآن شعارنا سوريا واحدة موحدة، الوطن للجميع هذه ثوابت دائمة للشعب السوري لن نتنازل عنها".