'لا يمكن أن يحدث أي ابتكار بدون النساء'
قالت جيان ديريك، مستشارة مجموعة النساء، "لا يمكن لأي ابتكار أن يحدث بدون النساء، يجب إرساء نظام الرئاسة المشتركة حتى تتحقق سوريا ديمقراطية اتحادية، وتشارك فيها المرأة بهويتها وصوتها ولونها".
رونيدا حاجي
الحسكة ـ عقد مؤتمر ستار في مدينة الحسكة بالتعاون مع الحركات والتنظيمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا، الملتقى التشاوري الأول، في السابع من كانون الثاني/يناير الجاري تحت شعار "سنبني سوريا ديمقراطية بتضامن المرأة".
ناقشت النساء التطورات في عموم سوريا، والتهديدات التي تتعرض لها إنجازات المرأة بسبب تصرفات هيئة تحرير الشام الجهادية، وكيف سيكون نضال المرأة في الرد على ذلك، واستعرضت مستشارة تجمع نساء زنوبيا، جيان ديريك، التي كانت حاضرة في الاجتماع، القضايا التي تمت مناقشتها لوكالتنا.
أشارت جيان ديريك إلى أن لحظات إسقاط نظام الأسد جاءت بعد مقاومة مستمرة من قبل النساء على مدار 14 عاماً، "منذ 54 عاماً كان حلم السوريين إسقاط نظام البعث، ولقد نال الجميع نصيبهم من القمع والعنف الذي مارسه هذا النظام، فالسجن والنفي والموت هو ما فرضه عليهم، بعد 14 عاماً من المقاومة والنضال والعمل الجاد بقيادة النساء، انهار النظام القمعي".
"المرأة السورية استمدت قوتها وإرادتها من زنوبيا"
وأشارت جيان ديريك إلى أن حلم كل امرأة في سوريا الجديدة هو أن يعرف التاريخ دور المرأة، "خلال الثورة في سوريا، يمكننا القول إن ثورة المرأة بدأت من إقليم شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، وفي هذه الثورة، حققت النساء الكثير من إنجازاتهن خلال الـ 14 عاماً من عمر الثورة من خلال العمل الجاد والألم والمقاومة والهجرة والتضحية".
وأضافت "يمكننا القول إن الثورة النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا كانت استكمالاً للثورات النسائية في العالم، لقد تركت العديد من الآلهات الإناث بصماتهن في تاريخ البشرية، وفي سوريا كانت هناك أيضاً الملكة زنوبيا وخولة، اللتان اشتهرتا بعملهما الجاد وقوتهما ولا تزالان تعتبران من النساء الرائدات في تاريخ سوريا، فقد كانت زنوبيا رائدة حيث لعبت دوراً رئيسياً في المجالين السياسي والعسكري، وكانت معروفة بدفاعها عن نفسها وشعبها، اليوم حلم كل امرأة سورية أن تترك بصمة في تاريخ المرأة قبل أي شخص آخر".
"لقد استمر تقدم المرأة عبر التاريخ"
وأكدت جيان ديريك أن سوريا الجديدة ستُبنى من خلال معرفة وتقدير النساء اللواتي تركن بصماتهن على التاريخ، "إن هيئة تحرير الشام تريد قبل كل شيء محو التاريخ الحقيقي للمرأة من ذاكرة المجتمع والشباب والنساء من خلال المواد التي تطرحها لمستقبل الشعب وتشكيل جيل جديد، وفي عام 2015".
ولفتت إلى أن "وزير العدل السوري الحالي عندما كان في إدلب كان قد أمر بإعدام امرأتين، وتم تنفيذ حكم الإعدام، وبعد ذلك، وفي التغييرات التي تطرأ على المناهج، يتم استبعاد رائدات ومؤرخات مشهورات من التاريخ، وخاصة نساء مثل زنوبيا، التي تأسست على تراثها جمعية نساء زنوبيا وتم تنظيمها".
"سوريا ستُبنى من جديد بروح نضال المرأة"
عن دور المرأة في الثورة قالت جيان ديريك "كانت المرأة العربية والسريانية والشركسية والكردية والأرمنية رائدة في المناطق المحررة تحت مظلة جمعية نساء زنوبيا، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية قُتلت في منبج ثلاث عضوات من تجمع نساء زنوبيا على يد مرتزقة الاحتلال التركي، حيث يتم استهداف النساء اللواتي رفضن الاستسلام ورفعن رؤوسهن، الشهيدات قمر، وعائشة وإيمان، ومزكين، إن معرفة زنوبيا وقوتها وإرادتها تتجلى في شخصية النساء المناضلات، وبهذه الروح سيتم بناء سوريا الجديدة".
"بدون النساء لن يكون هناك أي ابتكار"
وفي ختام حديثها قالت جيان ديريك "لدينا رسالة للحكومة المؤقتة وهي نيابة عن جميع النساء نقول فيها يجب أن يكون معروفاً جيداً أنه لا يمكن لأي ابتكار أن يحدث بدون المرأة، ويجب أن يتم إدراج معرفة المرأة وحضورها في الدستور وفي كافة المناطق السورية، وإرساء نظام الرئاسة المشتركة حتى تتحقق سوريا ديمقراطية اتحادية، وتشارك فيها المرأة بهويتها وصوتها ولونها".