خطط عمل حملة الـ 16 يوماً... أبرز مخرجات وتوصيات المعسكر النسائي

اختتمت فعاليات المعسكر النسائي الذي أقامته مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة في محافظة الإسكندرية بمجموعة من الحلول والمقترحات المناهضة للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

أسماء فتحي

القاهرة ـ في معسكر تبادل فيه الحضور الأفكار والقضايا تم الوقوف على عدد من المخرجات والمقترحات كنتاج لتبادل الآراء والخبرات بين الحضور الذين قاموا بعقد جلسات عمل متصلة لتبادل الآراء، وتخلله عقد سلسلة من مجموعات العمل التي أسفرت عن مخرجات سيتم تطويرها لتحتل صدارة العمل خلال حملة اليـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء حول العالم.

تطرقت الجلسات الأخيرة لعدد من الحملات التي يمكن النزول بها للمواطنين في الشارع من أجل دعم الناجيات من العنف، وتبادل الحضور خلالها الأفكار والأدوات، ومن جانبها قام ممثلي مؤسسة المحاميات المصريات بدعم المشاركين بعدد من آليات التنفيذ والخطوط الرئيسية التي تم استخدام منطق الأهداف الذكية ليتسنى لتلك الأفكار والمبادرات أن تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

 

المعسكر النسائي حقق نحو 95% من أهدافه

قالت رئيس مجلس أمناء مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة هبة عادل، أن الهدف الرئيسي من المعسكر كان التشبيك بين القيادات النسائية للوصول لحلول في قضية العنف، وتنوع الحضور ومواقعهم في المجتمع حتى يتسنى للجميع تبادل الخبرات ومواقع التأثير.

وأكدت على أن أهم توصيات المعسكر تمثلت في تبني حملة إعلامية لدعم إقرار قانون موحد لمواجهة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وقانون لتجريم زواج القاصرات، مشيرةً إلى أنه في اليوم الأخير من المعسكر عملت المشاركات على بناء خطط مقترحة للعمل خلال حملة الـ 16 يوم كواحد من أدوات مواجهة العنف، لافتةً إلى أن المؤسسة تعكف على دراسة المقترحات من أجل تنفيذ الممكن منها ومشاركة الحضور أنفسهم في العمل عليها آنذاك.

وأوضحت أن المؤسسة تعمل من أجل حضور مجموعة متجانسة في المعسكرات من حيث الأفكار، فضلاً عن فريق العمل الثابت لديها، معتبرةً أن لطبيعة الأنشطة والبرامج المستخدمة تأثير في خلق ألفة وتواصل بين الحضور، معتبرةً أن التضامن النسوي في دعم الناجيات من العنف متوافر بشكل أساسي لدى الجميع، مشيرةً إلى أن التقارب بين الحضور كان هدف أساسي للمعسكر لذلك تم الخروج بهم بعيداً عن دوائر العمل والخروج في مكان ساحلي يعزز من الألفة والتواصل بهدف بناء علاقات جيدة فيما بينهم.

أما عن التفاعل وتباين الآراء بشأن موقف قضايا المرأة من التشريعات الدينية فقد أكدت هبة عادل، أن تلك المنطقة متعارف عليها بأنها أسلاك كهرباء مكشوفة عادة يحذر الاقتراب منها حتى يمكن العمل على القضايا، إلا أن مسألة العنف بصفة عامة تستدعي دخول الدين كمكون رئيسي لأن أصحاب الأفكار المتطرفة والمنمطة للمرأة لا يجدون سوى الدين شماعة رئيسية والعمل على تكسير تلك المفاهيم أمر صعب ويحتاج لوقت طويل، مؤكدةً أنه في ظل تنوع الحضور من المحافظات بالمعسكر كان له دور في طرح مثل تلك الأفكار وتم مناقشة الأمر بشكل حر ومنفتح وفق القواعد المحددة التي تسهل عملية الاختلاف في الرأي واحترامها.

أما عن الأهداف المرجوة من المعسكر فتؤكد هبة عادل أن نحو 95% منها تحقق ومنها الجمع بين مشاركات من محافظات متعددة من صعيد مصر والقرى في الدلتا، وكذلك تنوع مرجعيات الحضور ومواطن عملهم التي احتوت على مجالات مختلفة، فضلاً عن تنوع أعمار المشاركات وخلق أجواء من الألفة رغم فارق العمر، وتنفيذ المرغوب به من أدوات العمل وهو ما أسفر عن تحقيق المستهدف بشكل كبير.

 

 

تفعيل القوانين أداة جذرية للتعامل مع قضايا النساء

واعتبرت رينيه وديع نجيب وهي مساعد برلماني وعضو المجلس القومي للمرأة والمدير التنفيذي لمؤسسة المرأة العربية والإفريقية، أن هناك الكثير من المعلومات خاصة القانوني منها لم تكن تعلم عنها شيء وكذلك المعاهدات الدولية وغيرها من الخبرات التي اكتسبتها من الحضور خلال جلسات المعسكر المتنوعة.

وأوضحت أنها عملت على ملف العنف الواقع على النساء أثناء شغلها منصب أمينة المرأة في حزب المصريين الأحرار وخلال عملها أيضاً في طرق الأبواب مع المجلس القومي للمرأة، مؤكدة أنهم سجلوا العديد من الحالات أثناء تلك الفعاليات لكن واجهتهم الكثير من العوائق خاصة على الصعيد القانوني في التعامل مع المعنفات.

وترى أن المجلس القومي للمرأة يعمل على الأرض ويتلقى الشكاوى بل ويوكل لها محامين متطوعين، إلا أن الأمر يحتاج لمزيد من التفعيل للقوانين القائمة وعمل أكبر من السلطة التنفيذية على تقديم الدعم وتبني قضايا النساء، لافتةً إلى ضرورة العمل على تأهيل وتدريب الموظفين الذين يتعاملون مع القانون والجمهور لأن عدد كبير منهم لا يعلم شيئاً عن القانون أو ما يطرأ عليه من تعديلات ولا يقدرون فعلياً احتياجات النساء وحقوقهم.

 

 

تبادل الخبرات والتجارب ضاعف من معدل التجاوب

خلق التنوع بين المشاركات حالة من التجاوب والتفاعل في طرح القضايا بالإضافة إلى المخرجات الرئيسية التي تمت نتاج الخبرات المختلفة في عدد ليس بالقليل من مناحي الحياة والعمل المجتمعي.

وكشفت المحامية بالاستئناف ومجلس الدولة آية معتمد، وهي واحدة من فريق عمل مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة، أن حجم الاستفادة من المعسكر النسائي كبيرة، سواء على مستوى الطابع التدريبي أو التنسيق بين الحضور الذي بعد تماماً عن التلقين وتعمد العمل على نقل الخبرات بين الحضور بسلاسة ومكنهم من التواصل معاً بحب وتفاعل وحماس للوقوف على جذور عدد من القضايا وعلى رأسها العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وكان واحد من أبرز نتائج المعسكر على قول آية معتمد الوقوف على التجارب المختلفة واكتساب خبرات العمل على قضايا النساء المتنوعة، فضلاً عن التعرف على سبل التشبيك بين المتواجدين للعمل على أرض الواقع في شكل مبادرات فعالة يمكنها أن تؤثر على الأزمات التي تعاني منها النساء بالإيجاب.

وعن الفاعلية والتجاوب بين المشاركات في المعسكر، بحسب آية معتمد، فقد كان لتنوع المواضيع المطروحة والمستوحاة من خبرات المشاركات وأزماتهن في الواقع تأثير كبير على نتائج ومخرجات المعسكر.