جمعيات نسوية تونسية: نرفض أن تكون أجساد الافغانيات حطباً للحروب الاستعمارية ووقوداً للاختيارات الرجعية
تتخوف الجمعيات النسوية في العالم بأسره بعد ما عاشته أفغانستان، من المس مما بلغته المرأة الأفغانية طيلة سنوات من النضال، وعبرت عن مخاوفها من ضرب حقوق النساء وتسجيل اعتداءات على أجسادهن وتدمير ذواتهن رغم نداءات الاستغاثة المتعددة والمناشدة لنجدتهن
تونس- .
أمام تنفيذ سياسات قوى الهيمنة والتحالفات والمحاور على ظهور النساء اللواتي تم التخلي عن كرامتهن وحقوقهن ومواطنتهن، اتضح الوضع المأساوي للنساء الأفغانيات.
وتحت عنوان "تضامناً مع النساء في أفغانستان: لا لانتهاك أجساد النساء في الصراعات المسلحة، لا للاعتداءات على حقوق النساء"، أصدرت 6 جمعيات نسوية بياناً تضامنياً، نددت بما اسمته بـ "المؤامرة المرتكبة ضد الشعب الأفغاني وآخرها الصفقة الاستعمارية الجديدة التي ساهمت في تسليم الشعب الأعزل إلى القوى الرجعية المحلية لتواصل الاعتداء على المدنيين وفي مقدمهم النساء والأطفال".
واعتبر البيان أن تلك الصفقة "هي محاولة أخرى لتدمير البنيه التحتية والاعتداء على أرض وممتلكات ومصادرة حق الشعب الأفغاني في العيش بسلام وتقرير مصيره، وبناء دولته المدنية المستقلة الضامنة للحقوق والحريات والمحافظة على حضارته ومقوماته".
وشارك في إصدار البيان 6 جمعيات نسوية تونسية وهي الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، جمعية بيتي، جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية، أصوات نساء، جمعية المرأة والمواطنة، جمعية توحيدة بالشيخ.
وأكدت الجمعيات على متابعتها وبانشغال عميق لتطور الأحداث في أفغانستان "لاحظنا صمت رهيب إزاء هذه "الجرائم" من طرف القوى المتورطة في هذه الجرائم وما يقترفه مصنعي وبائعي الأسلحة في أفغانستان ومهادنتهم لحركة طالبان المعادية للنساء والحريات".
وأطلقت الجمعيات نداءً من أجل الحرية والمساواة، معبّرةً عن تضامنها المطلق مع النساء الأفغانيات "المهددات في أجسادهن وكرامتهن وكل المدنيين ضحايا الصراعات المسلحة والرجعيات".
وعبّرت عن رفضها أن تكون أجساد النساء حطباً للحروب الاستعمارية ووقوداً للاختيارات الرجعية، مناشدةً كل النسويات والأحرار في تونس وفي العالم "للتضامن مع النساء الأفغانيات وإيقاف الصراعات المسلحة التي تدفع النساء ضريبتها مضاعفة، نحثهم على النضال ضد التسلح ومن أجل سلم عادل لكل شعوب العالم".