حياتهم على المحك... اليونيسف قلقة بشأن الأطفال والنساء في أفغانستان

قلقٌ أممي بشأن انتهاكات طالبان لحقوق الأطفال والنساء الأفغانيات، منذ سيطرته على البلاد في 15 آب/أغسطس الجاري، بالتزامن مع إصدار تقارير تظهر الوضع المأساوي في البلاد

مركز الأخبارـ
توقعت اليونيسف أمس الاثنين 23 آب/أغسطس، أن يعاني قرابة المليون طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم على مدار هذا العام، والذي يمكن أن يموتوا دون علاج، كما كشفت أن هناك نحو 10 ملايين طفل في جميع أنحاء أفغانستان بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وتأتي هذه الأرقام والحقائق المروعة عن وضع الأطفال والنساء بأفغانستان، على خلفية التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد في أعقاب سيطرة حركة طالبان على السلطة منذ حوالي أسبوع.
وفي بيانٍ لها أكدت اليونيسف أن "الملايين سيظلون بحاجة إلى الخدمات الأساسية, وضمن ذلك حملات التطعيم المُنقذة للحياة ضد شلل الأطفال والحصبة، والتغذية والحماية والمأوى والمياه والصرف الصحي"، محذّرة من وفاة العديد من الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم.
ومن جهتها أوضحت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور، أن "هذه هي الحقيقة المروّعة التي يواجهها الأطفال الأفغان، وهي لاتزال كذلك بصرف النظر عن التطورات السياسية الجارية والتغييرات في الحكومة".
وأضافت "نتوقع أن تزداد الاحتياجات الإنسانية للأطفال والنساء خلال الأشهر القادمة، وسط الجفاف الشديد وما يترتب على ذلك من ندرة في المياه، والعواقب الاجتماعية والاقتصادية المدمرة لجائحة كورونا وبدء فصل الشتاء".
وفي سياق توسيع نطاق البرامج الأممية، أوضحت اليونيسف أنها تقوم بتوسيع نطاق برامجها المنقذة للحياة للأطفال والنساء، بما في ذلك من خلال تقديم خدمات الصحة والتغذية والمياه للأسر النازحة، مؤكدة على التزامهما بالبقاء وتقديم المساعدة للسكان في أفغانستان، لافتتين إلى أن "الصراع والنزوح والجفاف وجائحة كورونا تساهم في خلق وضع معقد ويائس بأفغانستان، وتحتاج الوكالات الإنسانية إلى الدعم والتسهيل لتلبية الاحتياجات الهائلة والمتنامية".
وللوصول إلى الأطفال المحتاجين أينما كانوا، دعت اليونيسف طالبان للحصول على وصول أمن وفي الوقت المناسب وبدون قيود لها ولشركائها في المجال الإنساني، مؤكدةً على التزامها بشدة تجاه أطفال البلد، والقيام بمزيد من العمل من أجلهم "أن التزامنا تجاه أطفال أفغانستان لا لبس فيه، وهدفنا هو أن يتم تحقيق وحماية حقوق كل واحد منهم".
وشددت اليونيسف على أنه بعد 65 عاماً من العمل بأفغانستان في سعيٍ لتحسين حياة الأطفال والنساء، ستبقى في الميدان الآن وفي الأيام المقبلة.
وعلى إثر ذلك طالبت منظمة الصحة العالمية واليونيسف، الاثنين 23 آب/أغسطس، بإنشاء جسر جوي إنساني فوراً، وإيصال المساعدات بشكل دائم وبلا عوائق إلى أفغانستان، مطالبين بإتاحة الوصول الفوري ودون عوائق لتوصيل الأدوية وغيرها من المستلزمات المنقذة للحياة إلى ملايين الأشخاص المحتاجين للمساعدة، ومن ضمنهم 300 ألف شخص نزحوا خلال الشهرين الماضيين.
وتأتي دعوة منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في خضم عدم السماح بهبوط طائرات تجارية حالياً في كابول، والتخوف من تراجع القدرة على الاستجابة بسرعة للاحتياجات المتنامية في أفغانستان.
وكانت الأمم المتحدة قد وثقت منذ كانون الثاني/يناير الماضي، أكثر من ألفي انتهاك جسيم لحقوق الأطفال، وما يقرب من 435.000 طفل وامرأة من النازحين داخلياً في أفغانستان، وبحسب أرقام اليونيسف هناك نحو 4.2 مليون طفل خارج المدرسة، من ضمنهم 2.2 مليون فتاة.
وتعقيباً على ذلك أشارت هنرييتا فور إلى أنه "في السنوات الأخيرة، قُطعت أشواط كبيرة في زيادة وصول الفتيات إلى التعليم، من الضروري الحفاظ على هذه المكاسب، ومواصلة جهود المناصرة حتى تحصل جميع الفتيات في أفغانستان على تعليم جيد"، في الوقت الذي أقدمت فيه شبانة راسخ مؤسسة مدرسة للفتيات في أفغانستان، على حرق سجلات طالباتها لمنع حركة طالبان من الاطلاع عليها واستهداف الفتيات.
ونشرت مؤسسة المدرسة مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يظهر مستندات المدرسة المشتعلة، وكتبت في تغريدتها  "في آذار/مارس 2002، بعد سقوط طالبان تمت دعوة آلاف الفتيات الأفغانيات للذهاب إلى أقرب مدرسة عامة للمشاركة في اختبار تحديد المستوى لأن طالبان أحرقت سجلات جميع الطالبات لمحو وجودهن، وكنت واحدة من هؤلاء الفتيات وشهدت إتلاف الوثائق بالحرق العمد عندما كانت طالبة ".
وأضافت "اليوم وبعد ما يقرب 20 عاماً وبصفتي مؤسسة المدرسة الداخلية الوحيدة للفتيات في أفغانستان، أحرق سجلات طالباتي ليس لمحوهن، ولكن لحمايتهن وأسرهن".
ويذكر أن الانتهاكات لا تزال مستمرة بحق الأفغان منذ سيطرة طالبان على البلاد في 15 آب/أغسطس الجاري.