'حولت السلطات التركية الزلزال إلى أداة انتخابية'

أكدت يلديز أوك أوراك على أن العمال والعاملات في تركيا يمرون بأسوأ فترة في التاريخ بسبب سياسات حزب العدالة والتنمية، مشيرةً إلى أن انتخابات 14 أيار/مايو ستكون مصيرية.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ سيتم الاحتفال هذا العام بيوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من أيار/مايو، بمجموعة من الفعاليات التي ستقام في العديد من المراكز، وتم تحديد منطقة ساحة داغ كابي في آمد لعقد اجتماعٍ لأعضاء النقابات والعمال.

ستنظم المنظمات العمالية بيوم العمال العالمي الذي يصادف يوم غد الاثنين 1 أيار/مايو، مسيرة من ثلاثة اتجاهات سوف تجتمع وتلتقي في ساحة داغ كابي وتصدر بياناً صحفياً هناك، حيث ستلفت الانتباه إلى كارثة الزلزال، والأزمة الاقتصادية المتفاقمة وجرائم القتل في أماكن العمل.

ووفقاً للتقرير الذي أعدته جمعية الصحة والسلامة المهنية (ISIG) في عام ٢٠٢٢، فمنذ صعود حزب العدالة والتنمية AKP للحكم في ٣ تشرين الثاني/نوفمبر من عام ٢٠٢٢، فقد ما لا يقل عن ٣٠٢٢٤ عاملاً لحياتهم، وارتفعت نسبة جرائم القتل في أماكن العمل، حيث بلغت عدد الضحايا 811 في عام 2003، وارتفعت إلى ٢١٧٠ في عام ٢٠٢١، وفي الأشهر العشرة الأوائل من عام 2٠٢٢، فقد حوالي ١٥٢١ عاملاً حياتهم في جرائم قتل مهنية، ولفت التقرير الانتباه إلى أن معدلات وفيات النساء في جرائم قتل مهنية يتم إخفائها، وأن النساء تعملن بطريقة غير آمنة، ووفقاً للبيانات الواردة، فقدت حوالي ٣٠١ عاملة حياتهن خلال أول شهرين من عام ٢٠٢٣.

وبالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية وجرائم القتل المرتبطة بالعمل، تضرر آلاف التجار والمنتجين خلال الزلازل التي ضربت البلاد في ٦ شباط/فبراير الماضي، حيث اضطر العمال والعاملات الذين لم يتمكنوا من الحصول على أي دعم على الهجرة من المنطقة، ليس فقط في مركز المدينة بل تمت ملاحظة الظلم نفسه في القرى أيضاً، وعلى الرغم من أن الوقت المحدد للبدء بأعمال الزراعة قد حان، إلا أن القرويون في المدن الواقعة بمنطقة الزلزال لم يتمكنوا من بدأ العمل في الأراضي الزراعية بعد.

وقالت الرئيسة المشتركة لنقابة الخدمات الصحية والاجتماعية في آمد يلدز أوك أوراك، أنهم في يوم عيد العمال العالمي سوف يقومون بلفت الانتباه إلى المشاكل التي يعاني منها العمال في الحياة العملية وفي منطقة الزلزال، مشيرةً إلى أن العمال/ات يمرون بأسوأ الفترات في تاريخ العمل، وأن المسبب الرئيسي لهذه الأوقات الصعبة هو سياسات حزب العدالة والتنمية AKP.

وعن الزلزال الذي حدث مؤخراً في البلاد أوضحت "يعتبر الزلازل من إحدى الكوارث الطبيعية، ولكن الزلزال الذي ضرب تركيا استمرت اضراره إثر الإهمال والتجاهل، كان بالإمكان رؤية هذا بوضوح كما هو الحال الآن أيضاً، وأسوأ ما في الأمر أن الزلزال تزامن مع الانتخابات، وبغض النظر عن إهمال إدارة الكوارث والطوارئ AFAD والهلال الأحمر، صادفنا حكومة تحاول تحويلها إلى مادة وأداة انتخابية، حيث قامت الحكومة بتقديم وعوداً للعديد من الأشخاص الذين دمرت أعمالهم ومنازلهم خلال الزلزال، حاولوا بهذه الطريقة إسكات الأهالي، لكننا لم نرى أنه تم تنفيذي أياً من هذه الوعود، إن العديد من الأشخاص الذين دمرت أماكن عملهم لا يمكنهم العودة إلى وظائفهم التي خسروها، فليس لديهم أي فرص أو إمكانيات لبدء أعمالهم في الوقت الحالي، حيث لا يحصلون على أي مساعدة من الحكومة أيضاً".

 

"لم يحصلوا على أي مقابل عادل لجهودهم"

وعن أوضاع العاملات في مدن الزلزال قالت "كانت هناك مشاكل كثيرة فيما يتعلق بوضع النساء، يتم استغلال معظم النساء في جميع أنحاء البلاد وتعمل بلا تأمين في أعمال مختلفة مثل العمل الموسمي أو العمل في المصانع أو العمل اليومي، كل هؤلاء النساء فقدن فرص عملهن التي كن تعملن فيها في منطقة الزلزال، فبينما كانوا قبل الزلزال يعملون في ظروف سيئة للغاية ولم تتمكن من الحصول على مقابل عادل لجهودهن، وأن سلسلة الإهمال التي بدأت تجاه أوضاع المنطقة أدت في النهاية إلى إضافة سلاسل جديدة إلى هذه السلسلة، حيث لاحظنا بوضوح في أعمالنا بأنه لا يوجد حتى الآن أي احتمالية لعودة الحياة إلى طبيعتها في أي مدينة من المدن المتضررة".

 

"تعمل النساء في ظروف غير مؤمنة ويتم استغلالهن"

وأكدت على إن الجنايات المهنية والاستغلال في العمل التي تحدث منذ سنوات تتزايد يوماً بعد يوم، ولفتت الانتباه إلى حقيقة أن العمال وخاصة النساء يتم توظيفهن بطريقة غير مؤمنة ودون دفع الأجر المستحق مقابل جهودهم وعملهن، وذكرت أن هذا الوضع يعود بالربح لكل من الحكومة وصاحب العمل "إننا نمر الآن بأسوأ فترة للجبهة العمالية، حيث يجبر العديد من العمال والعاملات على العمل بدون تأمينات، والأمر هو نفسه بالنسبة للنساء، فالحكومة أو أصحاب العمل ينظرون إلى النساء على أنهن عمالة رخيصة، ويضعون النساء في وضع لا بديل له ويجبرونهن على القيام بهذا العمل، حيث يوجد في العديد من المصانع والمعامل نساء تعملن بما يزيد عن نصف الحد الأدنى للأجور، وهذه المشكلة تكبر يومياً، لأنه لا يوجد بديل جديد للنساء، أنهم يقومون بوضع النساء في مكان ما وتعملن فيه لساعات دون أن تتقاضين أجراً عادلاً مقابل جهودهن في العمل، ولهذا السبب نحن نمر بفترة حيث يتم استغلال النساء بشكل مكثف".

 

"يجب ترحيل الحكومة التي أوصلت العمال لهذه الحالة"

وأضافت "هذه الحكومة التي قامت باستغلال العمال والعاملات في انتخابات ١٤أيار، يجب أن ترحل عن الحكم"، ولفتت الانتباه إلى أهمية يوم العمال العالمي "هناك حكومة تعمل على منعنا من الخروج إلى الساحات والشوارع، لقد شهدنا منذ سنوات جميع أنواع الضغوط والانتهاكات، ويعتبر يوم ١أيار هذا مهم جداً، إن الانتخابات المقبلة هو اختيار بين الخير والشر، يجب أن ترحل هذه الحكومة التي أوصلت النساء والعاملين والموظفين لهذه الحالة التي أجبرتهم فيها على المال القليل الذي تقدمه لهم، أو بمعنى آخر قامت بخلق صورة عن العمال والعاملات وهي بأن الأمر الوحيد الذي يجب منحه لهم هو المال".

 

"لنكن في الساحة في يوم ١أيار لنيل حقوقنا"

ووجهت يلدز أوك أوراك دعوة إلى الأهالي والعمال من أجل الانضمام والنزول معاً إلى الشوارع والساحات في يوم عيد العمال العالمي 1 أيار/مايو وقالت "أفضل طريقة لإبعادهم عن الحكم هي النزول إلى الشوارع والتواجد في الساحات، يعتبر يوم ١أيار فرصة كبيرة لنا، يجب أن نتواجد جميعاً معاً في الساحة، يجب أن نقول للاستغلال والدمار الموجودين "قف"، ويجب علينا جميعاً أن نناضل، لن ينتهي استغلال العمال والعاملات إلا بعد رحيل وانتهاء هذه الحكومة، في عيد العمال العالمي ندعو الجميع للانضمام للفعاليات من أجل نيل حقوقنا المسلوبة".